خذ وخل: أبو لولو بس !

نشر في 26-01-2011
آخر تحديث 26-01-2011 | 00:00
 سليمان الفهد • أحسب جازما بأني دبجت مقالتي عن الصديق الحميم جداً «سعود راشد العنزي» بمداد الحب، وعلى طريقة «اللي يحبك يسبك» لأن عين الرضا، التي بحوزتي ليست كليلة ولا تشكو من شيء ولله الحمد، وقد فاجأني «بولولو» برده، خصوصاً تصريحه بشأن «راشد» الذي لا وجود له على الأرض البتة! والحق أن المزاح والمداعبة هما اللذان حرضاني على فعلة «الردح» الخارجة من رحم «الميانة» إياها!

ولو كنت في معرض الحديث الجاد عن أخينا بكل تجلياته المختزلة لهويته وشخصيته لكنت صغت مقالة غزل في «محاسنه ومناقبه»! لكن «عاداتنا وتقاليدنا» تفرض علينا عدم الخوض في مناقب الإنسان ومحاسنه، إلا بعد أن يرد اسمه في نشرة الوفيات، مسبوقاً بلقب المرحوم، أو المرحوم بإذن الله، كرمى لخاطر «الحامضين» إياهم! وكنت أظن أن قصد الدعابة واضح ولا يحتاج إلى مذكرة تفسيرية، لكن يبدو أن الإعلام لدى بعض القراء، الذين ألفوا قراءته عبر صحافة التلاسن، والغمز واللمز والنميمة؛ وكل قاموس صحافة العيب في الذات الإنسانية هو الدارج! وأعترف صراحة بأني كنت فظاً حيناً، ومتجنياً حينا آخر، لمجرد أني كنت ساعة كتابة المقالة غاضباً منه، لأنه شطب كلمة واحدة توحد الله من مقالة لي، ربما ليجنبني غرامة القاضي الذي لن تروق له هذه المفردة، الحري بها الوجود في متن «الروض العاطر» والعياذ بالله!

ولأني كاتب هاو مجازي ومزاجي بامتياز، وجدتني أتقمص حالة «ناقة عريمان» وأهمّ بأن أهتف إلى «بولولو» قائلا- بحزم وحسم- ما أنا بكاتب! اكتب. يقول لي! ما أنا بكاتب. أقول له. «وبقى يقول لي، وأنا أقول له» حتى انتهى دوام «الجريدة»، وصاح الديك الخبل في بيتنا، وطفقت أفكر في أذان الديك الذي لم يرد توقيت أذانه في «روزنامة العجيري». قلت لنفسي وأنا أحاورها: لعله يؤذن لصلاة قيام الليل، فقررت ذبحه «الديك لا بولولو!» لأن الجيران يشكون من مغبة اختلال ساعته البيولوجية!

• ومن هنا أفكر- جاداً- باصطحابه إلى الصديق «بوراشد الحفيتي لا العنزي» لأن الأول طبيب بيطري، و«بولولو» أستاذ أكاديمي «يقري» الطلاب بالجامعة. والمثير للعجب العجاب في رد «بولولو» على ردح العبد لله، كونه لا يستخدم قاموس صحافة التلاسن، والتي عادة ما يلجأ إليها نجوم هذه الصحافة وكواكبها! كأن يتناسى القضايا الأساسية الواردة في مقالتي، ويطيح في العبد لله ذبحاً وسلخاً وتجريحاً وسباباً! ومن ثم «يحبس» وجبة الهجاء بافتراس لحمي حياً، كما لو أنه يطعم لحم ضأن «لطلي هرفي» في بيت شَعْر بالبر! بمعنى آخر أقول: لقد نأى صاحبنا برده عن التلاسن، مختاراً السجال.

• ربما لأن المساجلات الأدبية والفكرية غابت عن صحافتنا الوطنية، منذ أمد طويل، وحل مكانها التلاسن المذكور آنفا بتنويعات شتى.

ولأن الشيء بالشيء يذكر، استدعى إلى الذاكرة المختلة، ذلك المواطن الثمانيني، الذي طلق قراءة صحفنا طلاقا بائنا، لظنه أنها لن تعود إلى عصرها الذهبي؛ حين كان الخبر الحاضر فيها مقدساً، بينما الآراء حرة تستأهل المطالعة؛ لكونها لم تنزلق إلى مستنقع الردح الذي ما برحت تراوح فيه، لسوء حظ القارئ المتطلع إلى قراءة الأرفع والأنفع في الكتابة الصحافية، ومعذرة لهذه «الموعظة» غير المقصودة، لكونها ليست من شأني وأرغب عنها لأني لا أصلح لها، ما علينا.

الشاهد أن مرافعة «بولولو» بشأن مزاعمي إياها، بدت لي كما لو أنها «جاء يكحلها فعماها» كما يقول المثل! ذلك أن كشفه عن سر عدم ولادة «راشد» وتفسيره لحضور لقب «بوراشد» وعزوه إلى العادة الشائعة باختيار اسم الأب ليكون لقباً، يؤكد انصياعه لتقاليد العالم الذكوري بمعنى من المعاني! ومن هنا حتى لا يكون عذر صاحبنا الذي طرحه في معرض تفسيره وتبريره لتلقيبه بـ«بوراشد» أقبح من فعل، حري به إشهار لقب «بولولو» في الجريدة الرسمية وعلى جدران جمعية الخريجين وفي صفحة الإعلانات المبوبة لأن المولى سبحانه ما جعل للمرء من «لقبين في قلبه» لاسيما أن اسم «لولو» كويتي عتيق قح وصرف، فضلاً عن أنه مموسق يألفه السمع ويحبه!

وختاماً أقول للقراء الذين شطحوا بعيداً، إثر قراءتهم للمقالة حنانيكم يا جماعة الخير! فليس على الشايب حرج!

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

back to top