الاعتراض النيابي على التشكيل الوزاري يبعثر أوراق الحكومة

45 نائباً طالبوا رئيس الوزراء بإعادة النظر في اختيار الأسماء قبل جلسة القسَم
• الوزراء الجدد وضعوا استقالاتهم تحت تصرف رئيسهم قبل أدائهم اليمين الدستورية
العجمي اعتذر اعتراضاً على وزراء «المُزمع» ومطالبات بتصحيح الأخطاء
السعدون: تعيين وزراء صمتوا عن انتهاك الدستور في الحكومات السابقة أمر يستدعي التصحيح

نشر في 07-10-2022
آخر تحديث 07-10-2022 | 00:05
انتخابات أمة 2022
انتخابات أمة 2022
لم تمض دقائق على إعلان التشكيلة الحكومية الجديدة، حتى هبّت موجة غضب نيابية كبيرة وصلت إلى 45 نائباً أعلنوا رفضهم لها، وطالبوا رئيس مجلس الوزراء بتصحيحها واستبعاد بعض العناصر منها.

واستبق الموجة اعتذار المحلل، النائب عمار العجمي، الذي اعترض على عدد من الوزراء الذين اعتبرهم مشاركين في قضية «المُزمع» خلال حقبة رئيس الوزراء السابق، ليتسبّب كل ذلك في حدوث أزمة بين المجلس والحكومة الجديدة.

في وقت أثار النائب عمار العجمي مفاجأة من العيار الثقيل، عندما اعتذر عن عدم قبول المنصب الوزاري الذي مُنح إياه كوزير محلل في حكومة رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد، عقب صدور مرسوم تشكيل الحكومة الجديدة، اعتراضا على عدد من الوزراء الذين اعتبرهم مشاركين بقضية المُزمع في حقبة رئيس الوزراء السابق، رفض 45 نائبا الأسماء التي جاءت في التشكيلة الحكومية الجديدة، مخيّرين الرئيس النواف بين تصحيح المسار، عبر النظر في اختيار الوزراء، أو المساءلة السياسية، ومؤكدين أن رئيس الوزراء لم يقرأ جيدا مُخرجات انتخابات 2022.

ومواكبة للضجة النيابية والشعبية التي أثيرت عقب صدور التشكيل الحكومي، وضع الوزراء الجدد استقالاتهم تحت تصرُّف رئيس الوزراء انتظارا لما تسفر عنه الأحداث السياسية.

اعتذار

وعودة إلى التصريحات النيابية، فقد كشف النائب عمار العجمي اعتراضه على التشكيل الحكومي قائلا إن خدمة أهل ⁧‫الكويت‬⁩ شرف مرتبط بفريق متجانس صادق يتحمّل المسؤولية ويحترم الدستور.

وأضاف: ولمّا كان الفريق الحكومي يحتوي على بعض العناصر التي خسرت الثقة الشعبية ومتيقن أنها لا تحترم الدستور، فإنّي أعتذر عن عدم العمل معها كفريق واحد، علما بأني سبق أن طلبت الأسماء وحُجبت عنّي.

وانتقد النائب أحمد السعدون التشكيلة الحكومية قائلا إن تعيين سمو رئيس مجلس الوزراء بعض الوزراء الذين صمتوا عن انتهاك الدستور في الحكومات السابقة أمر يستدعي التصحيح.

وأوضح السعدون أن تفاعل الشعب الكويتي إيجابياً مع الخطاب التاريخي لصاحب السمو الأمير وتنادى لتصحيح المسار السياسي، فأحسن الاختيار بـ «الانتخاب»، أما اختيار سمو رئيس الوزراء بـ «التعيين» لبعض وزرائه الذين سكتوا عن انتهاك الدستور في موضوع المزمع، فقد جاء خلافاً لاختيار الشعب «وهو ما يستدعي التصحيح».

وعبّر النائب شعيب المويزري بقوله إن محاولة إطعام الشعب العسل، ثم إدخال الوطن والشعب في حقل ألغام. ‏الكويت وشعبها لهم حوبة ومن لا يحترم الشعب لا يستحق الاحترام.

وعبّر النائب عادل الدمخي قائلا: اعتذار تاريخي كابتن عمار العجمي، ورسالة مدويّة في احترام الخيار الشعبي في الإصلاح وحُسن الاختيار.

الخنفور مرحّباً: نتمنى أن تكون بداية لمرحلة جديدة
في المقابل رحب النائب سعد الخنفور بالتشكيلة الحكومية الجديدة، حيث قال: نبارك لسمو رئيس الوزراء الشيخ أحمد نواف الأحمد وأعضاء حكومته على الثقة السامية... ونتمنى أن يكون هذا التشكيل المتزامن مع مجلس الأمة الجديد بداية لمرحلة جديدة.

واعتبر النائب محمد هايف الحكومة الجديدة أقل من الطموح الشعبي والنيابي ورسالة الشعب تمثّلت باستقالة الأخ النائب عمار العجمي، وهو من الكفاءات الوطنية المشهود له بالجدية بالعمل.

وأضاف هايف: كان الملائم في تشكيل الحكومة أن تكون بعيدة كل البُعد عن أي وزير يحمل ملفات فيها كثير من الملاحظات، بعد أن أحسن الشعب الاختيار».

اختلالات

وقال النائب بدر الملا: لا يزال هناك وقت قبل جلسة الافتتاح لتلافي الاختلالات الحقيقية التي رافقت التشكيل الحكومي بما يؤكد تغيير النهج السابق.

وأضاف أن الخروج من الحالة السابقة السيئة لا تتطلب أنصاف حلول، بل تتطلب توافقا تاما مع ما ورد في الخطاب السامي وانعكاساتها على نتائج الانتخابات.

وقال النائب خالد العميرة: سمو رئيس مجلس الوزراء لا بدّ من ترجمه الخطاب السامي، من خلال تعديل هذا التشكيل الوزاري المخيّب للآمال، الذي نرى أنه لم يتوافق مع المخرجات الشعبية.

بينما قال د. حمد المطر إن الشعب أحسن الاختيار وبداية لحكومة خيّبت الآمال، والآن لديكم فرصة أخرى لاستعادة ثقة الأمة بكم، وإما الإنجاز أو المحاسبة.

صحح المسار

وقال النائب د. عبدالعزيز الصقعبي: الشعب الكويتي «صحّح المسار»، والحكومة أخطأت الاختيار، أول اختبار حقيقي لجديّة النهج الإصلاحي يكمن في التشكيل الوزاري، ولا يمكن تصوّر تفاهم برلماني حكومي حقيقي إلّا باختيار وزراء قادرين على التعاطي مع الحالة التوافقية الجديدة.

جنان: أزمة ستلدُ أزمات إن لم تتدارك الأخطاء
أكدت النائبة د. جنان بوشهري ‏أن استقالة الوزير المحلل، بعد ساعات من توقيع مرسوم التشكيل الوزاري، تؤكد أن سمو رئيس مجلس الوزراء أمام أزمة ستلد أزمات إن لم يتدارك الأخطاء، وأولها أن يكون اختيار الوزراء عن قناعة لا عن فرض، والواجب الآن إعادة النظر في التشكيل الوزاري، وتحويل الخطاب السامي الى برنامج عمل جاد يحقق طموح الشعب وتطلعات المواطنين.

وقال النائب أسامة الشاهين: تشكيل حكومي مُحبِط، وآمل أن نخرج جميعًا، من هذا الوضع سريعًا، بتشكيل حكومي أفضل، وتنسيق نيابي أمثل، يتفق مع توجيهات سمو أمير البلاد، وطموحات أبناء الوطن.

من جهته، قال النائب سعود العصفور: يبدو أن رئيس الحكومة المكلف لم يقرأ جيداً رسالة الشعب التي كتبها في 29/ 9، هذه التشكيلة التي ضمّت أسماء وزارية مرفوضة شعبياً هي وصفة جاهزة للتأزيم، ويبدو أنها دعوة إلى ذلك!

رسالة

واعتبر النائب ثامر السويط أن الرسالة الشعبية في غاية الوضوح، ‏والقراءة الصحيحة لها هي الحد الأدنى للتعاون والتفاهم على المرحلة القادمة، وهذا ما لا يبدو في التشكيل المعلن.

مؤكدا أن ‏الإصلاح الحقيقي برنامج متكامل وتغيير جذري، وليس معالجات ارتجالية وتغيير بعض الوجوه وتمرير أخرى!

وقال إما ‏الاستدراك، أو الدخول في النفق مرة أخرى.

في حين قال النائب عبدالله فهاد: يا رئيس الوزراء، قلناها في السابق، أنت بيدك تختار أغلبيتك إن اخترت معسكر الإصلاح، لن نحرج في مدّ يد التعاون معك، وبما أن التشكيل الحكومي هو أولى خطوات التعاون، وبوجود عناصر التأزيم في التشكيل، الذي أتى مخيبا للآمال، فإنك لم تقرأ ما عبّرت عنه الأمة يوم 29 /9، ثم قال: بيدك تدارك الأمر.

بينما قال النائب مهند الساير: ‏مازال في الوقت متّسع يا سمو رئيس الوزراء. حكومة لا تلبّي الطموح ولا تحترم التوجه الشعبي الذي عبّر عنه بالصناديق، مضيفا: مشكلتنا كانت مع نهج صباح الخالد لا مع شخصه، ودعمنا لنهجك لا مع شخصك، فلا تخسر هذا الدعم!

توافق

أما النائب حمد المدلج، فقد خاطب الشيخ أحمد نواف الأحمد قائلا: استبشرنا خيراً بتكليفك رئيساً للوزراء، وقراراتك الإصلاحية، ‏والآن وبعد الخطاب السامي، واستجابة الأمة لهذا النداء، تأتي بأسماء شاركت في جريمة «المزمع» وغير مقبولة شعبياً؟!

وأضاف: ‏عليك أن تصحح المسار وتختار أسماء قادرة على خلق حالة التوافق لتحقيق الإنجاز.

ووافقه في الرأي النائب عبدالوهاب العيسى، الذي خاطب رئيس الحكومة بقوله: أولى خطوات رد التحية للشعب الذي أحسن الاختيار هو التشكيل الحكومي الذي يجب أن يتناسب معه، لكن مع الأسف فإن التشكيل المُعلن جاء مخيباً للآمال، معتبرا أنه تشكيل باهت ومشروع أزمة، ما لم تتداركه عاجلاً.

وعبّر النائب حسن جوهر عن «التشكيلة» قائلا: حكومة «سوء الاختيار».

وقال النائب محمد المطير: واضح من التشكيلة الحكومية أنهم لم يبحثوا ويدرسوا تاريخ الوزراء، فكيف يتم توزير وزراء هم بالأساس خصوم للشعب ولوزاراتهم ولموظفيهم؟

وأضاف: يا حكومة، لقد أحسن الشعب الاختيار، ولكن مع الأسف، لم تحسنوا الاختيار، ثم قال نصيحة يا حكومة، لا يزال في الوقت متّسع.

فيما قال النائب حمد العبيد: تحدثت في السابق أن أول تحدّ لرئيس الوزراء هو الاختيار الصحيح للوزراء، ‏وكان المأمول أن يكون منهج التشكيل مغايراً لمنهج الحكومات السابقة، ‏غير أن التشكيل الوزاري كان مفاجئاً، ‏إذ خرج بسرعة حاملاً معه بعض الأسماء التي كانت من أسباب الخلاف في المجلس السابق.

حسن الاختيار

أما النائب خالد المونس، فقال: ‏الشعب يُحسن الاختيار ‏والحكومة تفشل، والوقت يُهدر ‏ليعود ذات النهج من جديد، معتبرا أن ‏التأزيم يبدأ من سوء التشكيل، ‏والتعاون ينطلق من حسن الاختيار.

وكشف النائب صالح عاشور أن رئيس الحكومة لم ينجح في تشكيل حكومة بمستوى تحديات المرحلة القادمة، فكيف سينجح في حل القضايا العالقة التي ينتظر الشعب حلها؟ لذلك نقول إن التشكيل ليس بمستوى الطموح، مخاطبا النواف بقوله: سمو الرئيس يمديك تعدّل.

وقال النائب خليل الصالح إن اختيار الوزراء الأكفاء ركن أصيل في بناء علاقة سوية مع مجلس الأمة، وثقتنا كبيرة بقدرة سمو رئيس الوزراء على تصحيح خلل التركيبة الوزارية للانطلاق ببداية تتسق مع تطلعات المواطنين في تدشين مرحلة يسودها التعاون البنّاء بين المجلس والحكومة في سبيل تحقيق مصلحة الوطن والمواطن.

مهلهل المضف: الكويت لم تعد تملك الوقت حتى تضيعه
خاطب النائب مهلهل المضف رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد قائلا: الكويت لم تعد تملك الوقت حتى تضيعه، ومجاملاتك بالتشكيل الحكومي لا تنبئ عن رجل دولة وقرار، وإن كنت عاجزاً عن تصحيح الخطأ وتدفع المجلس لمواجهة نتجنبها، فلا أقل من استقالتك واعتذارك عن عدم تشكيل الحكومة.

بينما قال النائب خليل أبل: سمو الرئيس، نوجّه عنايتكم إلى أن مَن اقترح عليكم هذه الحكومة لا يريد لكم الخير، وكان الأجدر أن تتواصلوا مع النواب، والأخذ بآرائهم، أو على الأقل الاستماع لهم! يبدو أن مشروع الدعوة لرحيلكم قد بدأ.

مسؤولية

وقال الناب مبارك الطشة: لقد أحسن الشعب في 29 / 9 الاختيار‏، وتحمّل المسؤولية، لكن مع الأسف‏ فوجئنا بالتشكيل الوزاري الذي لم يرقَ لطموحات الشعب ولا تمنياته، وكنّا نأمل في بداية لا تشوبها أي شائبة، لذا يجب على الجميع أن يتحملوا مسؤولياتهم.

وعبّر النائب مبارك الحجرف عن استيائه، قائلا: ‏بعد أقل من 24 ساعة من التكليف أتت الحكومة بفريق مترهّل مع الأسف، و‏إن كانت هذه خيارات أحمد النواف فتلك مصيبة، ‏وإن لم تكن خياراته فلا طبنا ولا غدا الشر.

وخاطب النائب مرزوق الحبيني الشيخ أحمد النواف منتقدا: ‏إن كانت هذه اختياراتك فأنت لم تحسن قراءة رسالة الشعب بشكل سليم، وحكومتك هذه مشروع أزمة، تلقي بظلال الشك على مستقبل العلاقة بين السلطتين؛ والشعب لم يعد يحتمل مزيدا من التجارب. والكويت لم تعد تتحمل أي تراجع.

وطالبه قائلا: ‏أعد حساباتك جيداً، فلا مجال للتهاون.

وتساءل النائب عبدالله المضف: كيف يمكن تلبية تطلعات أبناء الشعب الكويتي واستيعاب نتائج الانتخابات الأخيرة ‏بتشكيل حكومي لا ينمّ عن الجدية في تغيير النهج السابق.

وخاطب ‏سمو رئيس الوزراء بقوله: لا يزال الوقت بيدكم والحفاظ على الغطاء الشعبي هو قوة الدفع نحو الإنجاز.

عالية: على الحكومة إعادة النظر في تشكيلها
قالت النائبة عالية الخالد: على الحكومة إعادة النظر في تشكيلها قبل جلسة القسم، انطلاقاً من دستورنا الذي يمثّل نهجنا ومنهجنا ومرتكزنا، ولا نقبل المساس به. ‏كما أتمنى من إخواني الأعضاء التحلي بالحكمة وتقديم التعاون، حيث إن الشعب الكويتي يتطلع إلينا، وينتظر منّا الكثير لمعالجة مشاكله.

واعتبر النائب الصيفي الصيفي أن التشكيل الحكومي لا يعكس تطلعات الشعب ونتائج الانتخابات، وبكل تأكيد لا ينسجم مع النطق السامي، سمو الرئيس لم يستفد من تجارب الحكومات السابقة وسيعيدنا إلى المربع الأول، وعليه تصحيح الوضع قبل جلسة الافتتاح.

وقال النائب حامد البذالي إن الوطن بحاجة إلى تشكيل حكومي يحقق رغبات الشعب ويصحح المسار بنهج جديد وخطة حكومية واضحة، حتى تنطلق عجلة التطوير، حيث أثبتت التجربة عدم فاعلية التشكيلات الحكومية السابقة، ونتطلع من سمو رئيس مجلس الوزراء لاختيار وزراء من ذوي الكفاءة والتخصص لتحقيق ازدهار الكويت واستقرارها.

فيما قال النائب د. محمد المهّان إن الشعب أحسن الاختيار وردّ التحية للقيادة، وترجم خطاب صاحب السمو في 29/ 9، فعلى رئيس الوزراء رد التحية للشعب باختيار وزراء يلبون الطموح، والوقت لم ينته بعد يا سمو الرئيس.

تسريب أسماء

وقال النائب عبدالكريم الكندري: لا يوجد مبرر لهذه العجلة في تشكيل الحكومة، وهذه الفوضى في تسريب الأسماء، ‏وأنصح سمو رئيس الوزراء بالاستفادة بالمدة الدستورية حتى عقد جلسة الثلاثاء، وأن يوسع دائرة المشاورات لتمتد للكتل البرلمانية وجمعيات النفع العام، وأن يباشر التشكيل بنفسه لا عن طريق وسطاء، ‏فلا يزال في الوقت متسع.

وأوضح أن بعضهم سيحاول تفسير تراجعك عن تشكيل الحكومة على أنه ضعف منك، مضيفا: ‏سمو رئيس الوزراء، الاستجابة للشعب شجاعة لم يدركها سلفك من رؤساء الوزراء، ف‏بعد وضع الوزراء استقالاتهم بين يديك، أمامك فرصة جديدة تشاور وتباحث ولا تستعجل.

والله يكتب ما فيه الخير للكويت وشعبها.

فهد التركي

اتجاه حكومي إلى يوسف البذالي محللاً ومعلومات عن اعتذار وزير الخارجية

سيناريوهات مفتوحة بعد تعطل أداء القسم والضباب يخيم على معالم المرحلة المقبلة

نواب: تشكيل باهت مخيب للآمال وأزمة ستلِد أزمات إن لم تصحَّح الأخطاء

بدر الملا: لا يزال هناك وقت قبل جلسة الافتتاح لتلافي الاختلالات
back to top