مشعل الأحمد... العضد المتين والناصح الأمين

الكويت تحتفل اليوم بالذكرى الثانية لتزكية سموه ولياً للعهد

نشر في 07-10-2022
آخر تحديث 07-10-2022 | 00:05
تحلّ اليوم الذكرى الثانية لتزكية صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، أخاه سمو الشيخ مشعل الأحمد وليا للعهد، ليكون سنده الأمين في إدارة شؤون البلاد وقيادتها إلى المزيد من التطور والرخاء والازدهار.

وطوال العامين الماضيين، كان سمو ولي العهد العضد المتين والناصح الأمين لسمو أمير البلاد، وناب عنه في الأوقات التي استدعت ذلك، وحمل إلى جانبه أعباء تلك المسؤولية العظيمة والأمانة الجسيمة.

وكان سموه خلال تلك الفترة يوجه السلطات القضائية والتشريعية والتنفيذية إلى أن تؤدي كل منها المهام المنوطة بها، مع المحافظة على مبدأ الفصل بين السلطات، وضرورة احترام سيادة القانون بهدف ضمان استقرار الوطن وتقدّمه وازدهاره ورفاهية شعبه.

ولطالما أكد سموه أن الكويت هي الأصل والحقيقة والبقاء والوجود «مما يستلزم من الجميع باعتبارنا شركاء في مسؤولية إدارة البلاد شعبا وأسرة حكم بذلَ الغالي والنفيس في سبيل تعزيز مكانتها وتحقيق استقرارها والحرص على تلاحمها، وتأكيد وحدتها الوطنية التي كانت على الدوام مبعث قوتها ورفعتها».

وبعد أن بويع سمو الشيخ نواف الأحمد في 29 سبتمبر 2020 أميرا للبلاد، بدأ سلسلة من المشاورات مع أسرة آل صباح الكرام لاختيار ولي للعهد توّجت بتزكية سموه في السابع من أكتوبر لأخيه سمو الشيخ مشعل الأحمد وليا للعهد، وفقا لدستور الكويت ولقانون توارث الإمارة.

وفي صبيحة الثامن من أكتوبر، أدى سمو الشيخ مشعل الأحمد اليمين الدستورية أمام سمو أمير البلاد أعقب ذلك جلسة خاصة عقدها مجلس الأمة بهذه المناسبة، بايع خلالها أعضاء المجلس بإجماع الحضور (البالغ عددهم 59 عضوا) سمو الشيخ مشعل وليا للعهد، حيث أدى سموه اليمين الدستورية أمام المجلس.

وقال سمو ولي العهد في كلمته أمام مجلس الأمة «أعاهد الله وأعاهد سمو الأمير وأعاهد الشعب الكويتي من خلالكم ممثلين له أن أكون لحضرة صاحب السمو العضد المتين والناصح الأمين، وأن أكون المواطن المخلص الذي يعمل لازدهار وطنه الراعي لمصالحه المحافظ على وحدته الوطنية الساعي الى رفعته وتقدّمه المتمسك بالدين الحنيف والثوابت الوطنية الراسخة».

وأضاف سموه أنه سيكون حريصا على تلبية طموحات وآمال الوطن والمواطنين «رافعا شعار المشاركة الشعبية، عاملا على إشاعة روح المحبة والتسامح ونبذ الفرقة، وساعيا معكم وبكم إلى رسم صورة مشرقة لمستقبلنا تحمل ديمقراطية الاستقرار وتغليب المصلحة الوطنية العليا في إطار الدستور منهجها العدالة ورائدها العيش الكريم».

تصحيح المسار

وفي 22 يونيو الماضي، ونيابة عن سمو أمير البلاد، ألقى سمو ولي العهد كلمة إلى المواطنين على إثر المشهد السياسي في البلاد، قال فيها إنه «انطلاقا من مسؤوليتنا التاريخية والوطنية أمام الله سبحانه وتعالى، واستجابة لواجبنا الوطني والدستوري أمام شعبنا، فقد قررنا اللجوء إلى الشعب باعتباره المصير والامتداد والبقاء والوجود، ليقوم بنفسه بإعادة تصحيح مسار المشهد السياسي من جديد بالشكل الذي يحقق مصالحه العليا».

وأوضح سموه أنه «بناء عليه، فقد قررنا مضطرين ونزولا على رغبة الشعب واحتراما لإرادته الاحتكام إلى الدستور؛ العهد الذي ارتضيناه، واستنادا إلى حقنا الدستوري المنصوص عليه في المادة 107 من الدستور أن نحل مجلس الأمة حلا دستوريا، والدعوة إلى انتخابات عامة وفقا للإجراءات والمواعيد والضوابط الدستورية والقانونية».

وقال سموه إن «هدفنا من هذا الحل الدستوري الرغبة الأكيدة والصادقة في أن يقوم الشعب بنفسه ليقول كلمة الفصل في عملية تصحيح مسار المشهد السياسي من جديد باختيار من يمثّله الاختيار الصحيح».

وأضاف سموه أنه «حرصا منّا على تأكيد وتعزيز المشاركة الشعبية باعتبارها ركيزة من ركائز الحكم، فإننا نودّ أن نبين لكم أننا لن نتدخل في اختيارات الشعب لممثليه، ولن نتدخل كذلك في اختيارات مجلس الأمة القادم في اختيار رئيسه أو لجانه المختلفة، ليكون المجلس سيد قراراته، ولن نقوم كذلك بدعم فئة على حساب فئة أخرى، بل سنقف من الجميع على مسافة واحدة هدفها فتح صفحة ومرحلة جديدة مشرقة بإذن الله لصالح الوطن والمواطنين».

وجاءت انتخابات مجلس الأمة التي جرت في 29 سبتمبر الماضي تحقيقا لرغبة القيادة الحكيمة في اختيار المواطنين مَن يمثلهم من أعضاء مجلس الأمة، وليكون لهم كلمة الفصل في عملية تصحيح مسار المشهد السياسي في البلاد.

المشاركات الخارجية

وعلى صعيد المشاركات الخارجية، فقد ترأس سمو ولي العهد في 14 ديسمبر الماضي وفد دولة الكويت في اجتماع الدورة الـ 42 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التي عقدت في العاصمة الرياض.

وفي 16 يوليو الماضي ترأس سموه وفد الكويت في قمة الأمن والتنمية التي عقدت بمدينة جدة السعودية، بمشاركة دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة الأميركية والأردن ومصر والعراق.

وفي 19 سبتمبر الماضي التقى سمو ولي العهد في لندن الملك تشارلز الثالث، حيث نقل سموه له تعازي سمو أمير البلاد وشعب دولة الكويت بوفاة الملكة اليزابيث الثانية، مستذكرا سموه المكانة الخاصة التي حازتها في قلب الكويت قيادة وشعبا، كما عبّر عن صادق المواساة والشعور المتبادل في الحزن على رحيل جلالتها، مؤكدا دورها الرائد في توطيد العلاقات الممتدة والخاصة بين البلدين والشعبين الصديقين.

مناصب رسمية

ولم يكن سمو ولي العهد خلال العقود الـ 6 الماضية بعيدا عن العمل الرسمي، أو عن مرافقة أمراء البلاد، إذ تولى عددا من المناصب الرسمية، لاسيما في وزارة الداخلية والحرس الوطني، كما رافق قادة الكويت في مهماتهم الرسمية وزياراتهم الخاصة، لاسيما أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيّب الله ثراه.

ولد الشيخ مشعل الأحمد في الكويت عام 1940، وهو الابن السابع للشيخ أحمد الجابر الصباح (أمير الكويت العاشر)، طيّب الله ثراه، الذي تولى الحكم في البلاد بين عامي 1921 و1950، وكان القدوة لأبنائه وللحكام الذين أتوا بعده.

وتلقى سمو ولي العهد تعليمه في المدرسة المباركية، ثم تابع دراسته في المملكة المتحدة، حيث تخرج في كلية هندن للشرطة عام 1960.

وبعد عودته من الدراسة في المملكة المتحدة، التحق سموه بوزارة الداخلية التي كانت حديثة النشأة حينذاك، فتدرّج في عدد من المناصب الإدارية فيها، واستمر فيها نحو 20 عاما، عمل خلالها في قطاعات وإدارات مختلفة.

وواصل سمو الشيخ مشعل تدرّجه في مناصب وزارة الداخلية، حتى أصبح عام 1967 رئيسا للمباحث العامة برتبة عقيد، واستمر في ذلك المنصب حتى عام 1980، حيث عمل على تطوير أدائها وأجهزتها، وتحولت في عهده إلى إدارة أمن الدولة.

تطوير الحرس الوطني

وفي 13 أبريل عام 2014 عيّن سمو الشيخ مشعل، بموجب مرسوم أميري، نائبا لرئيس الحرس الوطني بدرجة وزير، حيث أسهم في تطوير الحرس الوطني وتعزيز دوره ومكانته، واستمر في شغل ذلك المنصب حتى تزكيته وليا للعهد.

وأسهم سمو الشيخ مشعل في الإشراف على الوثيقة الاستراتيجية للحرس الوطني التي تهدف إلى حماية سيادة البلاد وشرعيتها ودستورها وشعبها وقيمها، من خلال المشاركة في حفظ الأمن والاستقرار، وإسناد الدعم لخطط وأهداف الدفاع والامن الوطني.

وإضافة إلى مناصب سموه الرسمية التي شغلها طوال العقود الـ 6 الماضية، تولى سمو الشيخ مشعل الأحمد عددا من المناصب الفخرية؛ منها تزكيته رئيسا فخريا لجمعية الطيارين الكويتية عام 1973، كما كان أحد مؤسسي الجمعية الكويتية لهواة اللاسلكي والرئيس الفخري لها.

وفي عام 1977 عيّن سمو الشيخ مشعل من قبل أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراه، رئيسا لديوانية شعراء النبط التي أنشئت بهدف المحافظة على تراث الأجداد من الشعر النبطي وإبقائه خالدا في نفوس الأجيال.

وحرص سمو الشيخ مشعل على تعزيز دور ديوانية شعراء النبط في الحفاظ على قيم وعادات وتقاليد وتراث وأخلاق الآباء والأجداد التي تضمنتها قصائد الشعر النبطي، وضرورة تطوير ذلك كله وتعليمه للأجيال الحالية والقادمة وغرسه في نفوسهم.

وسام قائد جوقة الشرف

وفي الرابع من ديسمبر عام 2018 قلّدت وزيرة الجيوش الفرنسية، فلورنس بارلي، سمو الشيخ مشعل وسام «قائد جوقة الشرف» من فرنسا، باعتباره أحد الرجال الذين بنوا الكويت وساعدوا على بناء الصداقة بين فرنسا والكويت على أسس متينة.

وقال سموه في حفل التكريم إن منحه ذلك الوسام هو «تكريم رفيع المستوى لكل مؤسسات الكويت العسكرية واستكمال لمسيرة العلاقات الثنائية المتينة بين البلدين».

وهكذا تمضي مسيرة البناء والنماء والإعمار في البلاد التي يقودها سمو أمير البلاد، ويعضده سمو ولي العهد في اتخاذ القرارات التي تسهم في إعلاء رايتها وتحقيق نهضتها وتعزيز سيادتها وحريتها ودفع عجلة التنمية فيها.

محافظ الأحمدي: جهود ولي العهد مشهودة وعطاؤه غير محدود

تقدم محافظ الاحمدي الشيخ فواز الخالد الى سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد بخالص التهاني والتبريكات بمناسبة حلول الذكرى الثانية لتزكية سموه وليا للعهد.

وقال الخالد في تصريح صحافي أمس: أرفع إلى مقام سموه أسمى آيات التهاني القلبية والتبريكات، مقرونة بأصدق معاني الولاء والانتماء والوفاء، والأمنيات القلبية بالصحة والعافية وطول العمر.

وأضاف: نستحضر بكل الفخر والاعتزاز الجهود الجبارة المشهودة والعطاء اللامحدود لسموه على مدى العامين الماضيين، سائلاً المولى سبحانه التوفيق والسداد لسموه في مواصلة أداء رسالته السامية كخير عضد وسند لصاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ نواف الأحمد في قيادة مسيرة الخير والعطاء والنماء في كويتنا الغالية على الصعد كافة.

• وجّه السلطات الثلاث إلى تأدية كل منها مهامه المنوطة به

• حافظ على مبدأ الفصل بين السلطات وضرورة احترام سيادة القانون

• أسهم في تطوير الحرس الوطني وأشرف على الوثيقة الاستراتيجية لحماية سيادة البلاد ودستورها

• حصل على وسام «قائد جوقة الشرف» من فرنسا باعتباره أحد بناة الكويت والمساهمين في بناء الصداقة المشتركة

ناب عن الأمير في أوقات استدعت وجوده وحمل إلى جانبه أعباء المسؤولية العظيمة والأمانة الجسيمة
back to top