وثيقة لها تاريخ: القنصل البريطاني في سيام: معلومات تركي العقيلي شحيحة وتنقصها التفاصيل

نشر في 23-09-2022
آخر تحديث 23-09-2022 | 00:05
باسم اللوغاني
باسم اللوغاني
الرسالة التي أرسلها الوكيل السياسي البريطاني في الكويت عام 1905م شارحاً فيها شكوى تركي بن إبراهيم العقيلي، والتي تتلخص في وجود أملاك لوالده المتوفى في سيام (تايلند) مع شركاء ورغبته في أخذ إرثه منها، هذه الرسالة وصلت إلى القنصل العام البريطاني في بانكوك، والذي أخذ في التقصي والبحث عن حقيقة الأمر، لكنه بعد ثلاثة أشهر من التحقق لم يستطع الحصول على معلومات تؤكد ادعاءات تركي بن إبراهيم العقيلي.

في بداية الرسالة الجوابية التي تم توجيهها إلى القنصل العام البريطاني في بوشهر، قال القنصل العام البريطاني في بانكوك إن البحث في السجلات الرسمية ومحاولات الحصول على معلومات من الجالية الهندية في بانكوك لم تنجح في الوصول إلى معلومات تؤكد الإفادة التي تقدَّم بها تركي بن إبراهيم العقيلي.

وأضاف: «المعلومات التي قدَّمها الشاكي (تركي العقيلي) شحيحة، وتنقصها التفاصيل التي يمكنها أن تساعدني في معرفة موقع الأرض المقصودة وشخصية علي بهاي المشار إليها».

بعد ذلك، أكد المسؤول البريطاني أن مقدِّم المذكرة تركي بن إبراهيم ليس من الرعايا الذين يتمتعون بالحماية البريطانية، ولا والده إبراهيم العقيلي، وليسا مسجلين بسجلات القنصلية البريطانية في بانكوك.

كما أكد القنصل العام البريطاني في بانكوك، أن الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها تحقيق تقدُّم في القضية، أن يقوم تركي بن إبراهيم بزيارة بانكوك، وإفادة المسؤولين بموقع الأرض والأملاك التي يدَّعي أن لوالده حصة فيها، والتعرف على علي بهاي شخصياً... «إن الطريقة الوحيدة للاستمرار في هذا الادعاء، والذي يمكن أن يعطي أملاً للوصول إلى نجاح، أن يقوم المدعي بنفسه بزيارة بانكوك، وأن يتعرف على الأرض، وعلى المدعو علي بهاي، وأن يطلب استعادة أملاك والده من بهاي أو أي شخص آخر قد يكون وضع يده عليها».

ويبدو لي أن القضية توقفت عند هذا الحد، وأن تركي بن إبراهيم العقيلي لم يذهب إلى بانكوك لمتابعة حقوقه في أملاك والده، وقد يكون ذلك بسبب اليأس، بعد مرور أكثر من ثلاثين سنة على رفعه الشكوى في محكمة سيامية وعدم حصوله على حقوقه، أو لسبب آخر، كالمرض، أو غير ذلك.

وبهذا نسدل الستار على قضية تاريخية وقعت قبل قرن ونصف القرن لمواطن كويتي عاش في تايلند، وتزوَّج فيها، وأنجب خمسة من الأولاد والبنات.

ملاحظة:

تواصل معي الأستاذ عبداللطيف الوهيبي من السعودية، وهو أحد الخبراء في تاريخ «العقيلات» وصاحب متحف العقيلات بمدينة بريدة، وأبلغني بأن قرص العقيلي الذي تحدثنا عنه في المقال السابق يعود تاريخه إلى مئات السنين، وأنه لا يمكن أن يكون نسبة إلى أبناء إبراهيم العقيلي الذين عاشوا في سيام (تايلند) قبل 150 عاماً تقريباً، ثم عادوا إلى الكويت واستقروا فيها أياماً فترة حُكم الشيخ مبارك الصباح. كما أبلغني الصديق د. جمال العقيلي بنفس الكلام، مؤكداً أن قرص العقيلي يعود تاريخه إلى أكثر من 300 سنة.

باسم اللوغاني

back to top