تصريحات المرشحين خطر يهدد الكويت!

نشر في 16-09-2022
آخر تحديث 16-09-2022 | 00:00
 محمد أحمد العريفان اعتلى أحد المرشحين منصة وألقى خطاباً أثار غضب الغالبية، تحدث فيه عن دمج التعليم للأطفال وخطورته على البلاد مستخدماً لهجة استنكارية صارخة وكأنها مسألة أمن دولة! بل وصفها بأنها «من أخطر ما يجري في البلاد منذ عشر سنوات»! وبين تأثير ذلك على مستقبل الطفل وسلوكياته، من الجانبين الديني والأخلاقي!

ونحن بالتأكيد نرفض هذا التصريح جملة وتفصيلاً، ولا نقبل التعدي على الأطفال، بل حتى على البالغين منّا، فجيلنا نشأ في ظل النظام المذكور ولم تتأثر سلوكياته وتنعدم غيرته! كذلك تضخيم الأمر التافه بجعله من أخطر ما تواجه البلاد منذ عشر سنوات، فبغض النظر عن عدم صحة معلومة السنوات العشر، أين المشرع السابق من اجتياح آفة المخدرات للمجتمع الكويتي وسلبها لمستقبل الشباب لو كان المستقبل أمراً بالغ الأهمية له حسب ما صرح؟ وأين المشرع السابق من مشاكل التوظيف، والصحة، والإسكان، والبيئة؟! هل انتهت كل مشاكل الشعب الكويتي ولم يبق إلا هذا الخطاب للتكسب؟ كذلك بشأن تأثير ذلك في أخلاقياتنا وديننا، فالشعب الكويتي لا يحتاج لتعلم الدين من نواب مجلس الأمة! جميعنا نشأنا في عوائل نبيلة ومحافظة على القيم، ومن ناحية أخرى هذا التعدي على الشرع مرفوض، فالشرع لم يلزم الأسرة بفصل ذكور الأطفال عن إناثهم! فكيف يُقبل إضافة تعاليم جديدة للشرع القائم منذ أكثر من ألف سنة؟ ولو سلمنا بقول المرشح بفصل الطفل عن الطفلة، أو الطفل عن معلمته المحترمة، فهذا يعني ضرورة فصل الطفل عن كل طفلة في منزله حتى لا يتأثر بها، وفصله عن أمه حتى لا يراها وهي تضع مساحيقها فيقلدها، فتؤسس الأسرة على الانفصال، ونمنعه من العلاج بالمستشفى لأن دواءه لدى الطبيبة، ونحرم عليه الذهاب لمناسك العمرة لوجود نساء في الحرم المكي الشريف وهو أطهر بقاع الأرض! وغيره وغيره.

بل حتى المرشح يناقض نفسه في تصريحه الذي يلي هذا التصريح مباشرة، بتشجيعه على التعليم العالي، فهل الطالب المبتعث لن يختلط بالنساء في بعثته الدراسية؟ أم حلال على الكبير وكبيرة على الصغير؟! فهذا المرشح مدان للمجتمع الكويتي باعتذار!

في النهاية نوجه رسالة لناخبي الكويت، بصون أمانة الانتخاب، ووضع الكويت نصب أعينهم في قرارهم الذي سيؤثر في الكويت، الكويت الآن في خطر كبير، من تصريحات المرشحين ووثائقهم، وإذا لم يتخذ الشعب الكويتي موقفه باختيار الأصلح فالخطر فسيتفاقم وسنبكي على نتائجه، فأحسنوا الاختيار.

محمد أحمد العريفان

back to top