شيبوب شايل سيفه

نشر في 19-08-2022
آخر تحديث 19-08-2022 | 00:00
 د. محمد عبدالرحمن العقيل من هو شيبوب؟ هو شخص مسلم، متدين، درس أركان الإسلام، والحلال والحرام، ودرس الفقه والعقيدة، والحديث والتفسير والآداب الشرعية والمذاهب الفقهية، ثم تركها جانباً، وقرر أن يخوض في الخلافات المذهبية ويثيرها للناس في العلن لينقذ البشرية من ضلالات المبتدعين!

شيبوب «الحبوب» شغوف بتصنيف المسلمين إلى جماعات وتوجهات فكرية لا تزيد على خمسة قوالب، وحتماً سيجد لك في أحدها مكاناً، حتى وإن لم تكن منهم، لأن عقليته لا تستوعب أكثر من ذلك! شيبوب يريدنا أن نحب من يحب، ونكره من يكره، ونعادي من يعادي، وإلا فسنكون أصحاب هوى متبع وعقيدة فاسدة!

هل عرفتموه؟ ولا بعد؟ شيبوب هو الذي افترض فرضية واحدة لحل جميع المشاكل، وهي تخوين نوايا الدعاة والمشايخ المخالفين لأحباره ورهبانه، وصار يحذر منهم! صحيح أنه تعلم الخلافات الفقهية ولكنه لم يتعلم آدابها!

يقضي أغلب أوقاته في تركيب أو نشر «فيديوهات» بعنوان رد فلان على فلان، مع أنهما لم يلتقيا! ثم ينشر هذه القاذورات في منصات التواصل الاجتماعي و«الواتساب» ويزيد الصغار تطاولاً على الكبار! حتى أنهم تطاولوا على الشيخ الشعراوي، ذلك الإمام الجليل، الذي جعل الله له قبولاً في الأرض، وطَوّع له العربية، فصار يُبَسّط العبارة القرآنية للناس، ويحببهم في الدين.

عزيزي شيبوب؛ إن هذا الإطار الضيق الذي أطّرتُموه للناس في التفكير، لا علاقة له بالفقه الإسلامي الواسع، الذي لا يسعه عقل بشري بمفرده، فالاجتهادات الفقهية لا تُخرج الناس من ملة التوحيد ما لم يخالطها دعوة بينة للشرك، فهل تظن يا شيبوب أن شيخك استطاع أن يحتوي العلم الشرعي كله؟!

عزيزي شيبوب؛ إذا كان الدين تجارة رابحة، فخذ مني هذه النصيحة، هناك طريقتان لتسويق البضاعة يعرفها أغلب التجار، الأولى الاجتهاد في عرض مميزات البضاعة، وهذه طريقة التاجر الشريف المحترم... وأما الطريقة الثانية فهي الطريقة اللئيمة التي يتبعها كل خسيس، وهي انتقاص بضاعة المنافس بالاسم، حتى ينفر الناس منه... فكيف ترضى أن تكون تاجراً خسيساً وتخسر سمعتك وتبور سلعتك وإن كانت جيدة!

عزيزي، أنصحك أن تهتم بتزكية نفسك، فأنت مسؤول بالدرجة الأولى عن نفسك يوم القيامة ولست وكيلاً عن عقائد الناس وملاحقتهم.

وإن كان فيك طاقة دعوية فاشغلها بمجالات لا خلاف عليها، حتى يسلم دينك، وذكّر الناس بما يرقق قلوبهم، ويقوي إخلاصهم، ويقربهم لربهم، وابتعد عن إعجابك برأيك، وحب الجدل، فالحياة قصيرة، وأرجوك يا أخ شيبوب ألا تتصدى للدعوة من هذا الباب بالذات، وأنت بهذه الفظاظة في التعامل، وهذا الغباء الاجتماعي، لأن القاعدة الربانية في الدعوة تقول: «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن» وأنت لا حكمة ولا موعظة حسنة ولا جدال بالتي هي أحسن... شناقص تسوي بعد؟!

د. محمد عبدالرحمن العقيل

back to top