الجيش الأميركي يختبر «مينيتمان 3» ويناور مع كوريا الجنوبية واليابان

الصين تصف زيارة بيلوسي بالمهزلة وتعاقب 7 مسؤولين تايوانيين وسفينة أبحاثها تصل إلى سريلانكا رغم مخاوف الهند

نشر في 17-08-2022
آخر تحديث 17-08-2022 | 00:04
قوارب صيد متجهة إلى البحر في اليوم الأول من موسم الصيد في يانغجيانغ بمقاطعة قوانغدونغ جنوب الصين (أ ف ب)
قوارب صيد متجهة إلى البحر في اليوم الأول من موسم الصيد في يانغجيانغ بمقاطعة قوانغدونغ جنوب الصين (أ ف ب)
أجرت واشنطن بنجاح اختباراً لصاروخ بالستي عابر للقارات، بالتزامن مع مناورات عسكرية بدأتها مع كوريا الجنوبية واليابان، في وقت اتهمتها موسكو بالسعي إلى إثارة التوتر في آسيا.
بعدما تأجل إطلاقه لتجنب تصعيد التوتر مع الصين التي استعرضت قوتها قرب تايوان هذا الشهر، رداً على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي لتايوان، الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي، والتي تعتبرها بكين جزءا من أراضيها، ذكر الجيش الأميركي، أمس، أنه أجرى اختبارا لصاروخ «مينيتمان 3» البالستي العابر للقارات.

وقال الجيش الأميركي، في بيان، إن الاختبار يظهر «جاهزية القوى النووية الأميركية ويوفر الثقة في مدى فتك وفعالية الردع النووي للولايات المتحدة»، موضحاً أن نحو 300 من هذه الاختبارات أُجريت من قبل، ولم تكن نتيجة أي حدث عالمي بعينه.

ويعد «مينيتمان 3» القادر على حمل سلاح نووي، من إنتاج شركة «بوينغ»، سلاحاً مهماً في ترسانة الجيش الأميركية الاستراتيجية، إذ يزيد مدى هذا الصاروخ على 9660 كيلومترا، ويمكنه التحليق بسرعة تقترب من 24 ألف كيلومتر في الساعة.

وتعليقاً على اختبار «مينيتمان 3»، أعلنت هيئة الأركان العامّة للقوّات المسلّحة، أن «واشنطن تعمل على زيادة قدراتها الهجومية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، حيث تدرس إمكانية نشر صواريخ بالستية»، مضيفة أن «واشنطن تسعى إلى تدمير البنية الأمنية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ».

تدريبات ومناورات

وتأتي هذه التجربة، في وقت بدأت أمس، القوات الكورية الجنوبية والأميركية تدريبات أولية تستمر 4 أيام، قبل تدريباتها السنوية المشتركة «درع الحرية اولتشي» المقررة أن تستمر من الاثنين المقبل حتى أول سبتمبر والتي تشمل مناورات ميدانية، وسط اهتمام شديد باحتمال قيام كوريا الشمالية بعمل استفزازي ردا على ذلك.

وفي الوقت نفسه، أجرت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة مناورات دفاع صاروخي ثلاثية، شاركت فيها اليابان أيضا، في المياه القريبة من هاواي.

في غضون ذلك، أكد نائب الأدميرال في الأسطول الأميركي السابع كارل توماس، أمس، أن قرار الصين اطلاق صواريخ فوق تايوان يجب أن يواجه اعتراضاً باعتباره «غير مسؤول لأنها كادت تلامس ممرات الملاحة البحرية الدولية».

وأشار توماس، خلال اجتماع في سنغافورة، إلى أنه يجب إعادة النظر في تصرفات الصين ومطالبها، مقارنا بين التهديد الذي تتعرض له تايوان والأسلوب الذي تنتهجه بكين في بحر الصين الجنوبي.

هيمنة غربية

وفي وقت يسعى إلى تبرير حربه في أوكرانيا وبناء تحالفات عالمية جديدة لمواجهة ما أطلق عليه «الهيمنة الغربية والاستعمار الجديد»، اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، الولايات المتحدة بإثارة التوتر في آسيا.

وفي كلمة ألقاها أمام مؤتمر أمني في موسكو، أشار بوتين إلى اتفاق «أوكوس» الأمني بين أستراليا وبريطانيا والولايات المتحدة كدليل على المحاولات الغربية لإقامة تحالف على غرار حلف شمال الأطلسي في منطقة آسيا والمحيط الهادي. وأضاف: «نرى أيضا أن الغرب مجتمعا يسعى إلى مد نظام كتلته إلى منطقة آسيا والمحيط الهادي بما يشبه حلف شمال الأطلسي في أوروبا، ولهذا الغرض تتشكل تحالفات عسكرية سياسية عدوانية مثل أوكوس وغيرها».

وذكر بوتين أن زيارة بيلوسي هذا الشهر لتايوان، «لم تكن مجرد زيارة فردية من سياسية غير مسؤولة، بل كانت جزءا من استراتيجية أميركية لزعزعة الاستقرار وزرع الفوضى في المنطقة والعالم».

وفي كلمته خلال المؤتمر الأمني نفسه، قال وزير الدفاع الصيني وي فنغي: «لا شك أن تايوان هي جزء من الصين، وموضوع تايوان هو شأن داخلي صيني، وحتما سيكون مصير القوى الانفصالية في الجزيرة سيئا. محاولة التدخل من الخارج لن تؤدي إلى أي شيء جيد. في وقت سابق من هذا الشهر، قامت بيلوسي بزيارة تايوان، وكان ذلك عبارة عن مهزلة كاملة، ووجهت ضربة كبيرة لقاعدة العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والصين».

ولزيادة الضغط الاقتصادي على تايوان، فرضت بكين أمس، عقوبات على 7 مسؤولين تايوانيين رفيعي المستوى بسبب ميولهم «الانفصالية المحضة»، على ما ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة(شينخوا). ومن بين المسؤولين الـ 7، هسياو بي-كيم، سفيرة تايوان الفعلية لدى واشنطن، وولنغتون كو الأمين العام لمجلس الأمن القومي في تايوان.

وتنص العقوبات على منع هذه الشخصيات من دخول الصين، بما في ذلك هونغ كونغ وماكاو، ومنع إقامة علاقات اقتصادية مع كيانات في البر الرئيسي.

سفينة الأبحاث

وفي خطوة تضرب عرض الحائط بالمخاوف الهندية والأميركية من ضلوع هذه السفينة بأنشطة تجسّس، وصلت إلى هامبانتوتا، الميناء الواقع في جنوب سريلانكا الذي تديره الصين، أمس، سفينة الأبحاث الصينية «يوان وانغ 5».

وكان في استقبال السفينة راقصون وعازفو آلات إيقاعية تقليدية و5 نوّاب انتظروها على السجّاد الأحمر، لكن من دون أن يكون بينهم أيّ مسؤول رفيع المستوى ومن دون تنظيم أيّ مراسم عسكرية استعراضية.

وحصلت «يوان وانغ 5» على الضوء الأخضر للرسو في الميناء بشرط أن تلتزم عدم إجراء أيّ أبحاث طوال وجودها في المياه الإقليمية السريلانكية، بحسب ما قال مسؤولون في المرفأ، بعد مشاورات مع الهند والولايات المتحدة والصين.

وأكدت وزارة الخارجية الصينية، أمس، أن أنشطة الأبحاث البحرية لـ»يوان وانغ 5 تتماشى مع القانون الدولي والممارسات الدولية».

وصرّح الناطق باسم الحكومة السريلانكية باندولا غوناواردينا بأن حكومته تسعى إلى الردّ «دبلوماسيا» على «مخاوف» نيودلهي، مضيفاً أن «الهند والصين تقدّمان لنا المساعدة في هذه المرحلة الصعبة جدّا التي نعاني فيها أزمة اقتصادية غير مسبوقة».

وعشية وصول السفينة الصينية، قدّمت الهند لسريلانكا طائرة من طراز «دورنير 228» لتعزيز قدرات المراقبة البحرية في الجزيرة، كما أن الطائرة مزوّدة بتجهيزات تسمح بمراقبة الإشارات الإلكترونية وتشويشها.

بوتين: واشنطن تؤجّج التوتر في آسيا بزيارة بيلوسي لتايوان واتفاق «أوكوس»
back to top