مناورات أميركية - سعودية... وإيران تشوش بهجوم غامض

• إسرائيل تستبعد إحياء «النووي»
• الحرس خطط لاغتيال بولتون

نشر في 11-08-2022
آخر تحديث 11-08-2022 | 00:05
مشاة البحرية الأميركية خلال تدريبات «الغضب العارم» مع القوات السعودية في البحر الأحمر أمس (سانتكوم)
مشاة البحرية الأميركية خلال تدريبات «الغضب العارم» مع القوات السعودية في البحر الأحمر أمس (سانتكوم)
أطلقت البحرية الأميركية والسعودية مناورات «الغضب العارم 22» المشتركة بالبحر الأحمر، في حين أعلنت إيران تصدي بحريتها لهجوم غامض بعد تلقيها استغاثة من سفينة شحن بالبحر الرابط بين المتوسط وخليج عدن، في ظل ضبابية بشأن نجاح المفاوضات بين طهران وواشنطن في إحياء الاتفاق النووي.
بعد نحو 3 أسابيع من زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن للمملكة لتأكيد الروابط الاستراتيجية والتشديد على عدم ترك فراغ إقليمي لأحد، بدأت القوات البحرية السعودية ونظيرتها الأميركية مناورات «الغضب العارم 22»، بمحافظتي ينبع والخرج أمس.

وقالت وكالة الأنباء «واس» إن مشاة البحرية الملكية والأميركية أطلقت المناورات المشتركة من ميناء ينبع لعدة أيام، ويتضمن العديد من الفرضيات والتدريبات لتعزيز الشراكة في تنفيذ الخطط الثنائية.

وذكرت القيادة المركزية الأميركية أن «النسخة الثامنة من التمرين هدفها دعم الأمن الإقليمي والاستجابة للأزمات والطوارئ».

ومع انطلاق التمرين، وسط ضبابية نجاح آخر جولة من المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة برعاية الاتحاد الأوروبي لإحياء الاتفاق النووي، ورفع العقوبات، أعلنت طهران أن قواتها البحرية تدخلت ليل الثلاثاء - الأربعاء لـ«صد هجوم» على سفينة في البحر الأحمر.

وقال نائب قائد العمليات البحرية مصطفى تاج الديني، أمس، إن «فريق المواكبة تحت قيادة المدمرة جماران وصل فورا إلى المكان بعد تلقيه نداء استغاثة من سفينة شحن بالبحر الأحمر، وتواجه مع الزوارق المهاجِمة»، متابعا: «مع الحضور الفاعل لفريق المواكبة والتبادلات القوية بين الجانبين، لاذت الزوارق المهاجمة بالفرار».

ولم يقدم تاج الديني تفاصيل إضافية بشأن السفينة المستهدفة أو الجهات التي يشتبه في وقوفها خلف الهجوم الغامض الذي يأتي وسط هدوء حذر فيما يعرف بـ«الحرب البحرية الخفية» بين إيران وإسرائيل.

وكما غيرها من الدول التي تعتمد على حركة الملاحة عبر قناة السويس والبحر الأحمر، عززت طهران حضور قواتها البحرية في المنطقة امتدادا إلى خليج عدن، قبالة اليمن، على خلفية سلسلة من هجمات القرصنة التي شهدتها بين عامي 2000 و2011.

توريث الإرشاد

إلى ذلك، هاجمت منصات إعلامية تابعة للمرشد الإيراني علي خامنئي و«الحرس الثوري»، بما في ذلك «كيهان» و«جوان» ووكالة أنباء «تسنيم»، رسالة مير حسين موسوي، المرشح الذي احتج على نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2009، والتزمت الصمت حيال أقواله بشأن خطة مجتبى خامنئي لخلافة والده ووراثة منصب المرشد.

ووصفت صحيفة كيهان، في مقال على صفحتها الأولى، موسوي بـ«الواهم وزعيم فتنة 2009»، واعتبرت أقواله ضد حسين همداني، أحد قادة الحرس الثوري الإيراني في سورية، بأنها «دعم لإسرائيل وداعش».

وكتبت الصحيفة: «إن الأدبيات التي تحكم مقال مير حسين موسوي المهين والعبثي تشير إلى وجود لاعبين من وراء الكواليس يريدون، من جهة، استخدام مثيري الفتنة كأداة وتحويلهم إلى أبواق لداعش وإسرائيل في الداخل، ومن ناحية أخرى يحاولون وعبر زيادة الاحتقان السياسي في الداخل استعادة شعبية الإصلاحيين المتآكلة في الأوساط الاجتماعية»، وفي الوقت نفسه لم تذكر «كيهان» قضية «وراثة» منصب المرشد التي أثيرت في كتابات موسوي.

وكان موسوي حذر في مقدمة لـ«الترجمة العربية لبيانات الحركة الخضراء» من جعل منصب المرشد في النظام الإيراني وراثيا، وكتب: «هل عادت السلالات التي يبلغ عمرها 2500 عام حتى يتمكن الابن من الحكم بعد والده؟».

كما هاجمت صحيفة جوان، التابعة لـ«الحرس»، موسوي ولم تذكر قضية خلافة مجتبى لخامنئي في بيانه، واكتفت بالدفاع عن السياسات الإقليمية للنظام الإيراني.في غضون، كشفت وزارة العدل الأميركية أمس عن مخطط للحرس الثوري لاغتيال مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون، موضحة أن شهرام بورصافي المعروف أيضاً باسم مهدي رضائي، عرض 300 ألف دولار لأشخاص لقتله انتقاماً لاغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني في يناير 2020.

تقديرات إسرائيلية

من جهة أخرى، نقلت تقارير عبرية عن مسؤولين إسرائيليين أنه على الرغم من جهود الاتحاد الأوروبي لإنهاء محادثات فيينا، فمن غير المرجح أن يوافق المسؤولون الإيرانيون على المسودة النهائية التي طرحها منسق السياسات الخارجية بالكتل جوزيف بوريل أخيرا لإحياء الصفقة التي انسحبت منها الولايات المتحدة عام 2018.

وقال مسؤول إسرائيلي، لصحيفة «هآرتس»، «المسؤولون الإيرانيون لا يريدون قبول نص الاتفاق، وسيكافحون لقبول أي شيء لا يحرز تقدما كبيرا في الاتفاق النووي الأصلي المبرم عام 2015».

وذكر مسؤول إسرائيلي آخر، لوكالة «واي نت»، أن «تعبير أوروبا عن تفاؤلها بشأن المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي كان تفاؤلا كاذبا للضغط على الإيرانيين لاتخاذ قرارهم، لكن المسؤولين الإيرانيين لا يريدون قبول الاتفاق كما هو».

وجاءت تلك التصريحات في حين أكد مستشار فريق التفاوض النووي الإيراني محمد مراندي أنه حتى تدرس طهران النص الناتج عن المفاوضات الأخيرة بالتفصيل، لا يمكن التعليق عليها، مضيفا: «تم تجاهل التهديدات الجوفاء من أجل الحصول على نقاط رئيسية».

ضجة بشأن رسالة موسوي وصمت على خطة توريث مجتبى
back to top