فلاديمير بوتين يفكر بمهاجمة كييف مجدداً مع تقدم قواته بدونباس

أبدى استعداده لتصدير الحبوب من أوكرانيا «بلا قيود» وطالب ماكرون وشولتس بوقف إمدادات السلاح

نشر في 29-05-2022
آخر تحديث 29-05-2022 | 00:04
انفصاليون موالون لروسيا في إحدى مدن لوغان (رويترز)
انفصاليون موالون لروسيا في إحدى مدن لوغان (رويترز)
مع تقدم قواته في شرق أوكرانيا كشفت تقارير أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي أبدى في محادثة ثلاثية مع الرئيس الفرنسي والمستشار الألماني، استعداده للسماح بتصدير الحبوب من أوكرانيا، قد يعيد مهاجمة كييف مجدداً بعد أن عدل سابقاً عن هذه الخطوة.
قال حاكم إقليم لوغانسك في منطقة دونباس شرق أوكرانيا أن قوات روسية دخلت مدينة سيفيرودونيتسك الإستراتيجية، بعد محاولة استمرت أياما لمحاصرة القوات الأوكرانية، وذلك في ظل أكبر تقدم للقوات الروسية في منطقة دونباس منذ بدء الحرب آخر فبراير الماضي.

وأضاف الحاكم أن القوات الأوكرانية قد تضطر للانسحاب من المدينة وهي آخر مناطق سيطرتها في الإقليم، من أجل تجنب تطويقها أو وقوع عناصرها في الأَسر مع التقدم السريع الذي تحققه القوات الروسية بالمنطقة الشرقية.

جاء ذلك، بعدما أكد الجيش الروسي كذلك سيطرته على بلدة ليمان الاستراتيجية في إقليم دونيتسك نفسه والتي تعتبر معبراً إلى مدينتَي سلوفيانسك وكراماتورسك الرئيسيتين.

ولم تقرّ هيئة الأركان الأوكرانية بسقوط البلدة، لكنها اعترفت بأن قواتها «واجهت انتكاسات شديدة في معركة الاحتفاظ بالسيطرة على ليمان، مما دفع بالقوات الأوكرانية إلى التفكير في انسحاب استراتيجي في بعض خطوط الجبهة في هذه المنطقة، لتجنب محاصرتها».

وربما يُقرّب هذا الانسحاب، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من هدفه المعلن المتمثل في السيطرة على منطقتي دونيتسك ولوغانسك بالكامل، لكن مصادر مقربة من الكرملين قالت لموقع «ميدوزا» الإخباري المستقل في لاتفيا أن التقدم في الشرق قد دفع بوتين للتفكير في شن هجوم جديد على العاصمة الأوكرانية كييف التي انسحبت القوات الروسية من محيطها بعد تكبد خسائر.

وقال الموقع نقلاً عن مصادر مقربة من الكرملين إن التقدم في الشرق والتوقعات بأن موسكو يمكن أن تكسب حرب استنزاف ضد كييف وحلفائها الغربيين، أحيت الآمال في إدارة بوتين بأن تحقيق «نصر كامل» ممكن في أوكرانيا قبل نهاية العام.

«موعد» انتهاء الحرب

وتعهد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الأول ببذل الجهود القصوى للدفاع عن دونباس،

وقال إن «الوضع في دونباس صعب جدا»، مؤكدا «نحن نحمي أرضنا ونفعل كل شيء لتعزيز» الدفاع عن هذه المنطقة.

وأضاف زيلينسكي «إذا كان المحتلون يعتقدون أن ليمان وسيفيرودونيتسك ستصبحان لهم فهم مخطئون. دونباس ستكون أوكرانية».

من ناحيته، أعلن فاديم سكايبيتسكي، ممثل وكالة استخبارات الدفاع التابعة لوزارة الدفاع الأوكرانية، أن «الرئيس الروسي بوتين، لا ينوي التخلي عن خططه للاستيلاء على أوكرانيا، لذلك من المحتمل أن تستمر الأعمال العدائية حتى نهاية العام».

تغيير المواقف

وطلب المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، أمس، من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال اتصال هاتفي معه، إجراء «مفاوضات مباشرة جدية» مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وفي اتصال دام 80 دقيقة، شدّد شولتس وماكرون على ضرورة «وقف إطلاق نار فوري وانسحاب القوات الروسية» من أوكرانيا، بحسب بيان صدر عن المستشارية الألمانية. ودعا المسؤولان أيضًا بوتين إلى إجراء «مفاوضات مباشرة جدية مع الرئيس الأوكراني وإلى ايجاد حلّ دبلوماسي للنزاع».

في المقابل، قال بوتين خلال الاتصالين أنه على «استعداد» للمساعدة في تصدير الحبوب «بلا قيود» من أوكرانيا، محذراً في الوقت نفسه من «زعزعة» أكبر للوضع في حال استمرار تسليم الأسلحة الغربية لكييف.

في غضون ذلك، كشفت، أمس، صحيفة «نيوزويك»، أن ألمانيا وإيطاليا وفرنسا بدأت إعادة النظر في موقفها من أوكرانيا لمصلحة إنهاء الأعمال القتالية في أقرب وقت ممكن.

وشددت الصحيفة الأميركية، على أن هذه الدول، تشعر بقلق متزايد إزاء انتهاء الأعمال العدائية في أوكرانيا قريباً».

وأشارت إلى بيان وزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسنجر، الذي دعا كييف لبدء مفاوضات مع موسكو في الأشهر المقبلة لتجنّب الصدمات التي سيكون من الصعب التغلب عليها.

وأضافت: «قد يسخر زيلينسكي من فكرة وقف النار، ولكن مع استمرار القتال، لا يمكنه تجاهل مثل هذا السيناريو الذي سيبدأ فيه بعض القادة الغربيين، الذين هم الآن مؤيدون مخلصون لأوكرانيا، في إعادة النظر في سياساتهم».

اختبار صاروخي ومناورة

وفي وقت أفادت شبكة CNN، بأن الحكومة الأمريكية تدرس إرسال منصات صواريخ متعددة بعيدة المدى إلى أوكرانيا، أعلن الجيش الروسي، أمس، أنه نفذ بنجاح تجربة جديدة لصاروخ «كروز» فرط صوتي (اسرع من الصوت) من طراز «زيركون».

وأفادت وزارة الدفاع في بيان بأن الصاروخ «زيركون» أطلق من فرقاطة الأدميرال غورشكوف في بحر بارنتس في اتجاه هدف في مياه البحر الأبيض في المنطقة القطبية الشمالية. وأضاف البيان أن الهدف الواقع على مسافة ألف كلم «استهدف بنجاح».

على صعيد آخر، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية في تغريدة على حسابها على «تيوتر»، أمس، أن قواتها المسلحة ستشارك في مناورة «الاستجابة السريعة»، وهي مناورة بقيادة الولايات المتحدة تشهد تدريب 17 دولة شريكة من جميع أنحاء أوروبا الشرقية.

وذكرت شبكة «سكاي نيوز» البريطانية، أن عملية نشر القوات البريطانية، التي تعد الأكبر من نوعها منذ انتهاء الحرب الباردة قبل 3 عقود، ستشهد أيضا نشر قوات إضافية في دول أخرى في أوروبا مثل فنلندا وشمال مقدونيا.

واشنطن تقود مناورة تضم بريطانيا و17 دولة أخرى
back to top