فولدومير زيلينسكي ينتقد دعوة كيسنجر لمنح أراضٍ أوكرانية لروسيا

• لندن تُحذِّر من استرضاء موسكو
• فلاديمير بوتين: لم يعد هناك «شرطي عالمي» يمكنه وقف السياسة المستقلة للبلاد

نشر في 27-05-2022
آخر تحديث 27-05-2022 | 00:05
أوكرانيان يمران أمام جنديين روسيين في دونباس (رويترز)
أوكرانيان يمران أمام جنديين روسيين في دونباس (رويترز)
لم تهدأ على ما يبدو نار الغضب التي أشعلتها تصريحات وزير الخارجية الأميركي السابق، والدبلوماسي الشهير البالغ من العمر 98 عاماً، هنري كيسنجر، إذ اعتبر الرئيس الأوكراني فولدومير زيلينسكي، أنها تذكّر بحقبة النازيين، حين عمدت بعض الدول الأوروبية إلى استرضاء القائد الألماني أدولف هتلر حينها عبر التنازل عن بعض الأراضي.
بينما تتركّز المعارك حالياً في شرق أوكرانيا حيث يسعى الجيش الروسي، بأي ثمن، إلى السيطرة على مدينة سيفيرودونيتسك، انتقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بشدة اقتراحات لوزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسنجر، بأن تتخلى كييف عن أراض وتقدم تنازلات لإنهاء الحرب مع روسيا، قائلا إن الفكرة تشبه محاولات استرضاء ألمانيا النازية في عام 1938.

وكانت هيئة صحيفة "نيويورك تايمز" كتبت في 19 الجاري، أن "التوصل إلى سلام عن طريق التفاوض قد يتطلب اتخاذ كييف بعض القرارات الصعبة، نظرا لأن تحقيق نصر عسكري حاسم ليس بالأمر الواقعي".

كما اقترح كيسنجر هذا الأسبوع في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، أن تسمح أوكرانيا لروسيا بالاحتفاظ بشبه جزيرة القرم التي ضمتها في عام 2014.

ورداً على ذلك، قال زيلينسكي بغضب: "مهما فعلت الدولة الروسية، فستجدون دوما شخصاً يقول: دعونا نأخذ مصالحها في الاعتبار، رغم سقوط آلاف الصواريخ الروسية على أوكرانيا، ومقتل عشرات الآلاف من المدنيين، ورغم ما حدث من انتهاكات في بوتشا وماريوبول".

وأضاف: "لقد فعلت روسيا كل هذا في أوروبا، ومع ذلك، يخرج كيسنجر من الماضي العميق، ويقول إن قطعة من أوكرانيا يجب أن تُمنح لروسيا".

وتابع زيلينسكي: "يتكوّن لديكم انطباع بأن تقويم السيد كيسنجر لا يشير إلى عام 2022 وإنما إلى عام 1938، وأنه يعتقد أنه يخاطب جمهورا ليس في دافوس، بل في ميونيخ في ذلك الوقت".

ووقعت بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا في 1938 اتفاقاً في ميونيخ، منح الديكتاتور النازي أدولف هتلر أراضي.

وتابع: "ربما كتبت نيويورك تايمز أيضا شيئا مشابها في 1938. لكن اسمحوا لي أن أذكركم، أننا في عام 2022 الآن".

وحضّت إيطاليا والمجر الاتحاد الأوروبي على الدعوة صراحة إلى وقف النار في أوكرانيا وإجراء محادثات سلام مع روسيا، ما جعلهما على خلاف مع الدول الأخرى الأعضاء المصممة على اتخاذ موقف متشدد مع موسكو.

من ناحيته، قال أوليكسي أريستوفيتش، مستشار زيلينسكي، إنه من الواضح أن بعض الدول الأوروبية تريد أن تقدّم أوكرانيا تنازلات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأضاف: "لن يتاجر أحد بغرام واحد من سيادتنا أو ملّيمتر من أراضينا".

وأشار إلى أن "أطفالنا يموتون والقذائف تحوّل الجنود إلى أشلاء، ويطلبون منا التضحية بالأرض، لن يحدث هذا أبدا".

الكرملين

ورداً على تعليقات كيسنجر، أعلن الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أمس، أن بلاده تنتظر تلبية أوكرانيا لمطالبها، وأن تدرك حقيقة تطور الأوضاع حاليا، والاعتراف بالوضع الفعلي على الأرض وإجراء تقييم واقعي.

«شرطي عالمي»

إلى ذلك، قال الرئيس الروسي، إنه لم يعد يوجد أي "شرطي عالمي" يمكنه أن يمنع البلدان من انتهاج سياسة مستقلة، مشيراً إلى أن من يحاول عزل روسيا يضر نفسه أولا.

وخلال كلمة في المنتدى الاقتصادي الأوراسي، شدّد بوتين على أن الغرب لا يستطيع إقصاء دولة ما من السياسة العالمية والاقتصاد والرياضة، مضيفا: "روسيا لن تعزل نفسها، ولا يمكن لأحد عزلنا عن التجارة العالمية".

واعتبر أن "روسيا تزداد قوة في ظل العقوبات التي تضر بالجميع"، وحذّر من مصادرة أصول روسية، مؤكداً في الوقت نفسه أن بلاده تبقى أكبر مصدر للقمح في العالم.

بريطانيا

وفي وقت قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ، إن الحرب في أوكرانيا "ربما تستمر فترة طويلة، وعلينا أن نكون مستعدين"، دعت أمس، وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس خلال زيارتها للبوسنة والهرسك، شركاء بلادها الغربيين إلى "ضمان انتصار أوكرانيا"، محذرة من محاولات استرضاء روسيا.

وقالت: "لا يجب مهادنة العدوان الروسي. يجب مواجهته بالقوة".

شولتس

من ناحيته، أعرب المستشار الألماني أولاف شولتس عن "ثقته" بأن روسيا لن تكسب الحرب في أوكرانيا، مؤكدا أيضا أنه لن يُسمح لبوتين "بإملاء" شروط السلام.

وفي خطاب ألقاه في دافوس، أكد شولتس أن الرئيس الروسي الذي باشر غزو أوكرانيا قبل أكثر من 3 أشهر "لم يحقق أساسا أهدافه الاستراتيجية"، معتبرا أن "اجتياح كل أوكرانيا يبدو الآن أبعد مما كان عليه عند بداية الهجوم، وهذا يفسر بالمقاومة الهائلة التي أبدتها القوات الأوكرانية وبرد فعل الحلفاء الغربيين الذين فرضوا عقوبات غير مسبوقة على موسكو وساندوا كييف".

وقال المستشار الألماني: "لا نقوم بشيء يمكن أن يؤدي الى دخول الناتو الحرب، لأن ذلك سيعني مواجهة مباشرة بين قوى نووية، إنما يقوم الأمر على إيصال الرسالة لبوتين بأنه لن يتمكن من إملاء شروط السلام. أوكرانيا لن تقبل بذلك، ولا نحن".

الوضع الميداني

وفي حين أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، ان "الحرب التي اختارها بوتين على أوكرانيا هي إهانة للنظام الدولي القائم على القواعد"، تواصل القوات الروسية يوماً بعد يوم الاقتراب من مدينة سيفيرودونيتسك التي كانت تضمّ نحو 100 ألف نسمة قبل الحرب، والتي يعتبر سقوطها حيويا للسيطرة الكاملة على دونباس.

بدوره، أعلن الزعيم الشيشاني رمضان قديروف أنه مستعد "لمهاجمة بولندا"، داعيا الدول الأوروبية "لاستعادة أسلحتها" التي أرسلوها إلى أوكرانيا.

وقال قديروف، وهو حليف لبوتين، في مقطع مصور، إن قضية أوكرانيا "أُغلقت"، وإنه مهتم في بولندا، مشيراً إلى أنه "بعد أوكرانيا، إذا أُعطي لنا القيادة، فسنظهر في 6 ثوان ما نحن قادرون عليه".

back to top