إردوغان يتمسك بـ «فيتو الناتو»... وغاز روسيا

موسكو استعدت لأزمة غذائية عالمية قبل غزو كييف وتربط فك الحصار عن موانئ أوكرانيا برفع العقوبات

نشر في 20-05-2022
آخر تحديث 20-05-2022 | 00:05
جندي سويدي خلال تدريبات في غوتلاند        (أ ف ب)
جندي سويدي خلال تدريبات في غوتلاند (أ ف ب)
رسّخ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان تصميمه على التصدي لطلب فنلندا والسويد الانضمام الى حلف شمال الأطلسي، واصفاً البلدين بأنهما «وكر للإرهابيين»، ومجدّداً في الوقت نفسه تمسّكه بالعلاقات مع روسيا وغازها، مشدّداً على أن «هذه المسألة استراتيجية لنا».
تمسّك الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بموقفه الرافض لمنح السويد وفنلندا عضوية حلف شمال الأطلسي (ناتو)، مشدّداً على أن الحلف الغربي «تحالف أمني، ولا يمكننا قبول وجود إرهابيين فيه».

وفي خطاب أمام تجمّع للشباب بمناسبة «اليوم العالمي للشباب»، قال إردوغان: «لا نريد أن نرتكب الخطأ نفسه مرتين، لذلك سنواصل سياستنا في هذا الصدد بحزم. أكّدنا لشركائنا أننا سنقول لا لعضوية السويد وفنلندا في الناتو. وسنواصل طريقنا في المنوال ذاته»، مجدّداً اتهامه للبلدين «باحتضان جماعات إرهابية وتمويلها وتزويدها بالسلاح، لا سيما حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية السورية».

وأضاف: «حلف الأطلسي تحالف أمني، ولا يمكننا قبول وجود إرهابيين فيه».

كما دان أيضا «ألمانيا وفرنسا واليونان التي استقبلت أعضاء في حركة Feto الإرهابية»، الحركة التي يقودها الداعية فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة منذ 1999، والمتهم بتنظيم الانقلاب الفاشل في يوليو 2016.

من ناحية أخرى، أكد إردوغان أن بلاده «لا تستطيع التخلي عن العلاقات مع روسيا وعن الغاز الروسي، حيث نتلقى 50 بالمئة من الغاز المستهلك من روسيا، وهذه مسألة استراتيجية لنا، وعلاقاتنا مع موسكو استراتيجية، لا يمكننا رفضها أو قطعها».

كما أوضح أنه لا ينوي قطع العلاقات مع نظيريه الروسي فلاديمير بوتين أو الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وأنه يواصل انتهاج «سياسة التوازن الدبلوماسية الهاتفية» مع الجانبين.

أوغلو

وبعد اجتماعه مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكين في نيويورك، في إطار «الآلية الاستراتيجية بين الولايات المتّحدة وتركيا»، صرح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بأن أنقرة «تتفهم المخاوف الأمنية لدى السويد وفنلندا، لكنها تؤكد أيضا مخاوفها الأمنية الخاصة التي يجب الوفاء بما يعالجها أيضا».

وقال رئيس الدبلوماسية التركية للصحافيين بعد اجتماعه مع بلينكن: «أستطيع أن أقول إنّنا عقدنا اجتماعاً إيجابياً للغاية»، معرباً في الوقت نفسه عن تفاؤله بشأن تقدّم ملفّ حصول بلاده على مقاتلات أميركية من طراز F16.

أهم المطالب

من ناحيته، يرى الكاتب التركي، سيلكان هاكا أوغلو، أنه «أصبح لدى تركيا ورقة مهمة للغاية تستطيع أن تستخدمها للحصول على مكاسب كبيرة؛ سواء من شركائها في الحلف الأطلسي أو من استكهولم وهلسينكي نفسها، في ضوء امتلاك أنقرة حق النقض (الفيتو) على قبول أعضاء جدد في الحلف، وفقا لاتفاقية تأسيسه التي تشترط موافقة جميع الدول على انضمام أي دولة جديدة».

ويعتبر هاكا أوغلو أنه «في حين يقول المسؤولون الأتراك إن بلادهم لا تسعى للمساومة على ما هو أكثر من مواقف السويد وفنلندا من الملف الكردي، فالواقع يقول إن أنقرة ستسعى إلى تحقيق قائمة طويلة من المطالب من حلفائها في «ناتو» مقابل سحب اعتراضها على ضم الدولتين الاسكندنافيتين»، في إشارة إلى رغبة تركيا في العودة إلى برنامج تطوير وإنتاج الطائرات F35 المقاتلة الأميركية، الذي تم استبعادها منه بعد شرائها أنظمة الدفاع الجوي S400 من روسيا. كما تطلب تركيا الحصول على مقاتلات F16 الأميركية، وتحديث الطائرات الموجودة لديها، وترغب أيضا في رفع العقوبات الأميركية التي تم فرضها بسبب صفقة صواريخ S400.

ويرى هاكا أوغلو أن «استغلال تركيا لملف توسيع الناتو للحصول على هذه المطالب لن يكون أمرا سهلا، لكنّ تركيا أظهرت طوال السنوات الماضية استعدادها للمواجهة مع شركائها الغربيين في كثير من القضايا، بدءا من صفقة S400 وحتى عملياتها العسكرية ضد الأكراد في سورية والعراق».

الغذاء والموانئ

على صعيد آخر، أعرب نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف عن سعي موسكو إلى إقناع أنقرة بإعادة فتح مجال تركيا الجوي أمام الطائرات الروسية التي تقل عسكريين من سورية وإليها.

الى ذلك، أكّد «الكرملين»، أمس، أن روسيا كانت مستعدّة منذ نهاية عام 2021 للأزمة الغذائية التي ضربت العالم مع بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022.

ولفت مستشار «الكرملين»، ماكسيم أوريشكين، خلال مؤتمر للشباب في موسكو، إلى أن «السبب الرئيسي للجوع الذي سيصيب العالم هذا العام هو الإجراءات الاقتصادية غير المدروسة للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي»، مشيرًا بذلك إلى العقوبات الغربية التي تستهدف روسيا، والتي قوّضت قدرات موسكو على تصدير الأسمدة والقمح.

ونقلت عنه الوكالات الروسية قوله إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد حضّر البلاد لتداعيات أزمة غذائية عالمية محتملة منذ نهاية عام 2021، أي قبل بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير 2022، والذي نفت موسكو أنها كانت تحضّر له قبل ذلك، في وقت كان الخوف من نشوب نزاع تسبب في ارتفاع بأسعار المواد الغذائية.

وأضاف أوريكشين «كان فلاديمير فلاديميروفيتش (بوتين) قد فهم أن هذه المسائل (الغذائية) قد تطول روسيا. لذلك، بدأنا منذ نهاية العام الماضي بتحضير روسيا بشكل فعّال لمواجهة الجوع في العالم».

وكانت روسيا في حينها تواجه ارتفاعا بأسعار المواد الغذائية، وفرضت قيودًا وضرائب على صادرات الحبوب والزيوت والأسمدة. وتابع «هذا يجعلنا قادرين على أن نثق بأنفسنا» اليوم.

الى ذلك، ربطت موسكو، أمس، بين رفع الحصار الذي تفرضه على الموانئ الأوكرانية برفع العقوبات عنها. وقالت إنه سيتعين إعادة النظر في العقوبات المفروضة على روسيا إذا استجابت لمناشدة الأمم المتحدة لفتح موانئ أوكرانيا المطلة على البحر الأسود، حتى يمكنها تصدير الحبوب، بحسب وكالة أنباء إنترفاكس.

ويوفر برنامج الأغذية العالمي مساعدات غذائية لنحو 125 مليون شخص في العالم، ويشتري 50 بالمئة من الحبوب من أوكرانيا.

back to top