محمد بن زايد صانع نهضة أبوظبي والصعود الدبلوماسي للإمارات

● لعب دوراً في تطوير الجيش ويعد محرك التحول الاقتصادي والاجتماعي في الإمارة
● نسج أواصر وطيدة مع العواصم الدولية وعزز العلاقات التجارية والسياسية مع دول المنطقة

نشر في 15-05-2022
آخر تحديث 15-05-2022 | 00:04
انتخب المجلس الأعلى للاتحاد في الإمارات، أمس، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيساً للدولة. وكان محمد بن زايد، وهو الابن الثالث للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، يشغل منصب ولي عهد أبوظبي قبل رحيل الشيخ خليفة، كما تولى منصب نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

وُلد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في 11 مارس عام 1961 في مدينة العين مسقط رأس والده وثاني أكبر مدينة في إمارة أبوظبي، وهو ابن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «الأب المؤسس» وأول رئيس لدولة الإمارات العربية المُتحدة وسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك.

«ساندهيرست» وتطوير الجيش

ويمتلك بن زايد خلفية عسكرية، إذ تخرج عام 1979 في أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية في المملكة المتحدة، حيث تلقى تدريبه هناك على سلاح المدرعات والطيران العامودي والطيران التكتيكي والقوات المظلية. ثم انضم إلى دورة الضباط التدريبية في إمارة الشارقة بدولة الإمارات.

وقد شغل مناصب عدة في القوات المسلحة الإماراتية، من ضابط في الحرس الأميري - قوات النخبة إلى طيار في القوات الجوية، ثم تدرج إلى عدة مناصب عليا حتى وصل إلى منصب نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

وساهم في تطوير القوات المسلحة، من حيث التخطيط الاستراتيجي والتدريب والهيكل التنظيمي وتعزيز القدرات الدفاعية للدولة. وقد ساهمت توجيهاته في جعل القوات الإماراتية مؤسسة رائدة تحظى بتقدير عدد كبير من المؤسسات العسكرية الدولية.

وتقول دائرة المعارف البريطانية إنه خلال حرب الخليج أصبح صديقا موثوقا به للجيش الأميركي وعمل كنقطة اتصال رئيسية للولايات المتحدة بشأن مسائل التنسيق الأمني.

صانع النهضة والصعود الدبلوماسي

كذلك شغل الشيخ محمد عدداً من المناصب السياسية، والتشريعية والاقتصادية للدولة، حتى تولى رئاسة المجلس التنفيذي وأصبح ولياً لعهد أبوظبي في نوفمبر 2004. وعرف عنه بذله الكثير من الجهود لتعزيز المعايير التعليمية في إمارة أبوظبي للوصول بها إلى أفضل وأرقى المستويات والمعايير الدولية. ومنذ توليه رئاسة مجلس أبوظبي للتعليم، عمل لإقامة شراكات مع المؤسسات التعليمية والمراكز الفكرية المرموقة عالمياً، والتي أعلن عن قيام عدد منها في أبوظبي أو تم الانضمام إلى مشاريع مشتركة استراتيجية مع المؤسسات الأكاديمية الموجودة في أبوظبي، بتوجيهات من الرئيس الراحل الشيخ خليفة.

وترأس مؤسسات عدة، هي: مكتب برنامج التوازن الاقتصادي (الأوفست) لدولة الإمارات العربية المتحدة عام 1992 وشركة مبادلة للتنمية في عام 2002 ومجلس أبوظبي للتعليم في عام 2005، كما يشغل عضوية المجلس الأعلى للبترول وجهاز أبوظبي للاستثمار.

ويعد الشيخ محمد صاحب بصمات بارزة في عمليات النهضة والبناء والتنمية التي شهدتها البلاد. وعرف عنه منذ تعيينه ولياً للعهد أنه القوة الموجهة وراء المبادرات العديدة التي أسهمت في تطوير إمارة أبوظبي، التي شهدت تحولاً اقتصادياً واجتماعياً متسارعاً، الأمر الذي انعكس على تحفيز نمو وتنويع النشاط الاقتصادي فيها وعلى تعزيز عملية التنمية الشاملة في الدولة.

ينظر إلى الشيخ محمد على أنه الرجل الذي يقف وراء صعود الامارات الدبلوماسي منذ سنوات بعدما تولى العديد من المسؤليات خصوصا بعد اصابة الراحل الشيخ خليفة بجلطة دماغية في 2004. ويحبذ الشيخ محمد عدم الإدلاء بتصريحات علنية ويميل إلى عدم الظهور الإعلامي. لكنه يعتبر وراء قرار بلاده في عام 2015 إرسال قوات عسكرية إلى اليمن، في أول حملة تاريخية خارجية منذ تأسيس دولة الإمارات عام 1971. كما كان أول قائد خليجي يوقع اتفاقاً لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وقامت الإمارات، المؤلفة من اتحاد سبع إمارات والمشهورة بمناطق الجذب السياحية، في وقت قصير ببناء برنامج للطاقة النووية وأرسلت رائداً إلى الفضاء. وفي يوليو 2020، انضمت إلى ناد آخر للنخبة عبر إرسال مسبار إلى المريخ، للاحتفال بالذكرى الخمسين لتوحيدها.

يصفه دبلوماسيون في أبوظبي بأنّه الرجل القوي، وقد تمكن من نسج علاقات وطيدة مع العواصم الدولية، خصوصا الغربية ومؤخراً مع روسيا والصين، وتحت قيادته، عززت أبوظبي علاقاتها التجارية والسياسية في المنطقة، حتى مع إيران.

ويرجع المراقبون إلى الشيخ محمد الفضل إلى حد كبير في تحول الإمارات نحو نهج أكثر نشاطا في الشؤون الإقليمية والدولية.

يقدّم الشيخ محمد بلاده على أنّها مكان «للتسامح» بين الأديان المختلفة تسمح بممارسة الشعائر الدينية المسيحية في العديد من الكنائس. وفي عام 2017، أعلن إطلاق اسم «مريم أم عيسى» على مسجد يحمل اسمه في منطقة المشرف في أبوظبي «ترسيخا لأواصر الإنسانية بين أتباع الديانات».

ودعا البابا فرنسيس لزيارة بلاده. ولبى الحبر الأعظم الدعوة في فبراير 2019 في أول زيارة له إلى شبه الجزيرة العربية، مهد الاسلام. وأقام قداسا هناك.

كما يسري العمل في إنشاء أول معبد يهودي رسمي في الإمارات ضمن نطاق مجمع للأديان يطلق عليه «بيت العائلة الإبراهيمية» في أبوظبي سيقام فيه مسجد وكنيسة سيكتمل بناؤهما هذا العام.

وفي 2019، وضع حجر الاساس لبناء أول معبد هندوسي في الخليج قرب الطريق السريع بين إمارتي دبي وأبوظبي، على مساحة تقدر بـ55 ألف متر مربع.

وتبنت الامارات أخيراً أكبر تغييرات تشريعية في تاريخ الدولة، واعتمدت مجموعة قوانين متعلقة بالأحوال الشخصية لغير المسلمين، وقانون عمل جديد يعاقب على التحرش، وتعديلات في قانون الجنسية والإقامة لتسهيل اجراءات منح الاقامة الدائمة والجنسية، والسماح بإقامة الأزواج غير المتزوجين رسميا.

كرة القدم والصيد

والشيخ محمد مشجّع لكرة القدم ويترأس ناديا محليا في مدينة العين التي يتحدّر منها والده. ويهتم بالشعر ويحب الصيد. ويمارس الرياضة وقد شوهد وهو يقود دراجته في العاصمة مرتديا سروالا قصيرا ومعتمرا خوذة. وهو متزوج من الشيخة سلامة بنت حمدان آل نهيان ولديه أربعة أولاد وخمس بنات، هم: الشيخ خالد، والشيخ ذياب، والشيخ حمدان، والشيخ زايد والشيخة مريم، والشيخة شمسة، والشيخة فاطمة، والشيخة شما والشيخة حصة.

داعمٌ للفنون

لتشجيع السياحة وتنويع المشهد الفني المحلي، دعم محمد بن زايد تأسيس متاحف للفنون، بما في ذلك متحف اللوفر أبوظبي، ومتحف غوغنهايم أبوظبي، إضافة إلى مواقع للتراث الثقافي مثل قصر الحصن.

وفي عام 2009 قام ولي عهد أبوظبي ورئيس فرنسا آنذاك، نيكولا ساركوزي، بافتتاح معرض في فندق قصر الإمارات، شمل أعمالا فنية تم شراؤها من أجل متحف اللوفر أبوظبي، وأخرى تمت استعارتها من متاحف وطنية فرنسية، معلنا بذلك بدء أعمال بناء متحف اللوفر، الذي يقع في المنطقة الثقافية على جزيرة السعديات، وتم افتتاحه في نوفمبر 2017، ولا يقتصر دعمه على الفنون التصويرية بل يشمل الفنون الشفوية أيضا، إذ يُعرف بحبه للشعر النبطي، لذلك يدأب دائما على تشجيع مسابقات الشعر المحلية، واستضافة بعضها تحت رعايته.

نال 3 أوسمة «كويتية»

الشيخ محمد بن زايد حاصل على العديد من الجوائز العسكرية، والإنسانيّة، والبيئيّة، والدبلوماسيّة بينها وسام الكويت ذو الوشاح من الدرجة الممتازة، ووسام تحرير دولة الكويت من الدرجة الممتازة، وكذلك وسام الاستحقاق الأميركي لدوره في تحرير الكويت. وفيما يلي أبرز الأوسمة:

• وسام الاستحقاق، الذي منحه له قائد القوات الأميركية وقوات التحالف، الجنرال نورمان شوارزكوف، في أبريل 1991، تقديرًا لدوره في حرب تحرير الكويت.

• وسام تحرير دولة الكويت من الدرجة الممتازة، وذلك تقديراً لجهوده والدور الذي لعبه بحرب تحرير الكويت في سبتمبر 1994.

• وسام الكويت ذو الوشاح من الدرجة الممتازة، الذي منحه له أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد في يونيو 1995.

• وسام الاستحقاق العسكري من الدرجة الممتازة، الذي منحه له ملك المغرب الحسن الثاني، في أبريل 1994.

• الوسام الأكبر للعلم الأصفر المتألق، الذي منحه له رئيس وزراء الصين، ليانغ تشنغ، في سبتمبر 1994.

• وسام النهضة من الدرجة الأولى، الذي منحه له ملك الأردن حسين بن طلال، في ديسمبر 1996.

• وسام عُمان العسكري من الدرجة الثانية، الذي منحه له سلطان عُمان قابوس بن سعيد، في فبراير 2000.

• وسام الاستحقاق برتبة ضابط عظيم، الذي منحه له الرئيس الفرنسي جاك شيراك في يونيو عام 2002.

• ميدالية الشرف الذهبية من المنظمة العالمية للأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) في 2007.

• وسام القدس، الذي منحه له الرئيس الفلسطيني محمود عباس في أكتوبر 2008.

• وسام الاستحقاق الفدرالي الألماني في 2008.

• وسام الاستحقاق من الدرجة الممتازة الذي منحه له ملك إسبانيا خوان كارلوس في 2008.

• الوسام الذهبي لمؤسسة قرى الأطفال العالمية في مارس 2009.

• وسام الفارس الكبير برتبة «تون»، الذي منحه إياه ملك ماليزيا الواثق بالله تنكو ميزان زين العابدين في 2011، والذي يعدّ أرفع وسام في ماليزيا.

• وسام «غوا نغهوا» في 2012، الذي تقدّمه كوريا الجنوبية إلى أولياء العهود ورؤساء الحكومات.

• وسام الاستحقاق الوطني الذي منحه له الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في 2013.

• وسام النجمة الكبرى، ومنحه له رئيس مونتينيغرو (الجبل الأسود) فيليب فويانوفتش في 12 ديسمبر 2013.

• وسام الاستقلال في 2014، أرفع وسام في كوسوفو يمنح لكبار الشخصيات العالمية.

• قلادة الحسين بن علي، أرفع وسام في الأردن منحها له الملك عبدالله الثاني عام 2018.

مشجّع لكرة القدم ويترأس نادياً محلياً في مدينة العين ويهتم بالشعر ويحب الصيد
back to top