طوابير فحص العمالة تفضح تقصير الحكومة بالمعالجة

● زحام مراكز فحص العمالة مستمر والحكومة «عمّك أصمخ»
● فوضى وبطء إجراءات وسوء معاملة والمشهد لا يليق بسمعة الكويت
● 4 مراكز غير كافية لاستيعاب الأعداد المتزايدة مع العودة الجماعية للأيدي العاملة

نشر في 13-05-2022
آخر تحديث 13-05-2022 | 00:14
لم تبدد الإجراءات الحكومية الخجولة الأزمة المتمادية للزحام في المراكز المعتمدة لفحص العمالة، والتي لا تزال عاجزة عن استيعاب الأعداد المتزايدة، بالرغم من سعي وزارة الصحة الى استحداث مركز خامس لها في منطقة مشرف، إضافة الى المراكز الأربعة القائمة في كل من الشويخ وصبحان والجهراء وضاحية علي صباح السالم (أم الهيمان).

وفيما شهدت إدارات فحص العمالة ازدحاما كبيرا، إذ تغصّ بالطوابير الممتدة المكدسة بآلاف العمال أمامها تحت حرارة الشمس المحرقة في مشهد لا يليق بسمعة الكويت، فإنّ الأزمة مرشحة للتزايد والاستمرار مع العودة الجماعية للأيدي العاملة، بعد فتح البلاد وإلغاء قيود "كورونا" على إجراءات السفر والعودة إلى الكويت.

ورغم تشغيل المراكز بكامل طاقتها لاستقبال المراجعين وإنهاء فحوصهم، فإن هذه الإجراءات لا تغني ولا تسمن من جوع، إذ إن مشهد الزحام عرض مستمر، ولا حياة لمن تنادي، وسط موجة من الاستياء والغضب من المواطنين (الكفلاء) والوافدين، في ظل غياب التنظيم والبطء في الإجراءات وسوء المعاملة التي يتعرّضون لها.

"الجريدة" رصدت الازدحام الشديد في مراكز فحص العمالة، واستطلعت آراء المراجعين، حيث عبّر أحد المواطنين عن استيائه من الزحام الشديد، قائلا: "أنا هنا منذ التاسعة صباحا، والآن مرّت ساعتان ولم يأت دوري لفحص عامل منزلي لديّ، والزحام في كل مكان بالصالتين الداخلية والخارجية، وبالرغم من وجود نظام حجز مواعيد "أونلاين"، فإنه لا يوجد تنظيم، وأعتقد أن السبب في ذلك قلة عدد الموظفين".

فوضى

من جهته، علّق مواطن آخر على الوضع داخل مراكز فحص العمالة بأنه "فوضوي لعدم وجود تنظيم في الداخل"، قائلا: "لديّ عاملان منزليان استغرقت ساعات لأنجز لهما معاملتيهما"، مضيفا: "من المفترض أن يكون هناك نظام وطوابير، خاصة لكل فئة من كبار العمر والصغار والمواطنين والوافدين والشركات".

وناشد مسؤولي مثل هذه الإدارات بمتابعتها والإشراف عليها، ومراعاة مصالح المواطنين الذين يأتون لإنجاز معاملات عمالتهم المنزلية، وتحديد ساعات للمواطنين وأخرى للشركات مع الالتزام بها.

زحام

فيما أكد أحد المواطنين أيضا أن الزحام الشديد هو المشكلة والضغط الكبير يرجع إلى عدم وجود تنظيم، مشيرا إلى أنه إذا تم توفير قسم الأشعة في مركز صبحان، فإنه سيخفف من الزحام على إدارة فحص العمالة في الشويخ.

وقال: نتمنى أن يكون هناك تنظيم بشكل أكبر، ولا يوجد شيء اسمه مستحيل إذا عملنا على تحقيقه، مردفا: هناك كذلك أزمة مواقف وزحام شديد في الداخل والخارج، ولا تتوافر أماكن للانتظار.

وتابع: لا تقتصر الفوضى على هذه الإدارة، فغالبية الإدارات التي نراجع معاملتنا داخلها تفتقر إلى التنظيم، متمنيا أن يجد حلولا إيجابية وتطويرا إلى الأفضل.

بينما دعا مواطن آخر إلى جعل الفحوص في المستوصفات، حيث إن ذلك من الممكن أن يسهّل الأمور أكثر، مضيفا أن نتيجة الفحوص للعامل يقولون إنها قد أن تأخذ أكثر من شهر حتى تصدر، وهذا وقت طويل.

سوء تنظيم

من جهته، قال أحد الوافدين إن هناك سوء تنظيم، وعدد المراجعين يفوق عدد الموظفين بشكل كبير، بالرغم من أن جميع المراجعين حاصلون على مواعيد "أونلاين" مسبقة، وما نتمناه من المسؤولين أن يجدوا حلّا لهذه المشكلة.

وعبّر وافد آخر، منفعلا، عن استيائه، قائلا: يومان وأنا أحضر من الصباح الباكر أقف منتظرا لإنجاز معاملتي، ولا يوجد كرسي للانتظار، ولا حمامات للاستخدام، والازدحام كبير جدا، متسائلا: هل هذه الكويت؟ لا أصدّق هذا، ومن المستحيل أن أستوعب، وأرجو أن يصل صوتنا إلى المسؤولين ويهتموا بإيجاد حلول.

لا أماكن للانتظار

وقال أحد الوافدين: أقف هنا منذ الرابعة والنصف صباحا، منتظرا أن أنجز معاملتي، ولا توجد أماكن للانتظار أو كراسي أو حمامات، والزحام غير طبيعي.

وأضاف وافد آخر: بالرغم من نظام حجز المواعيد، ولديّ اليوم الموعد، فإنهم رفضوا استقبالي، والزحام شديد، أعتقد أنه يجب فصل فحص الخدم عن الشركات لإنجاز المعاملات بشكل أسرع وأيسر، مستطردا: كما أتيت كما ذهبت، لم أنجز شيئا وضاع الوقت عبثا.

انتشار الواسطة

من جهتها، قالت إحدى الوافدات: لا يوجد طابور للنساء، والزحام لا يحتمل، وغياب التنظيم يؤخر ويبطئ الإجراءات، وهناك "واسطة" بشكل كبير، وهذه ليست صورة جيدة، وأتمنى أن يتحسن الوضع وينظّم بشكل أفضل.

● نرمين أحمد

back to top