دعوات لمحاسبة إسرائيل بعد جريمة مقتل أبوعاقلة

● أدلة تدحض رواية تل أبيب عن إصابة الصحافية الفلسطينية برصاص فلسطيني
● واشنطن تعتبر الحادث إهانة لحرية الإعلام... ومطالبات عربية ودولية بالتحقيق

نشر في 11-05-2022 | 10:04
آخر تحديث 11-05-2022 | 10:04
في جريمة بشعة تخالف القوانين والأعراف الدولية، قُتلت الصحافية الفلسطينية شيرين أبوعاقلة أثناء تغطيتها عملية عسكرية للجيش الإسرائيلي في مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة.
واتهم الفلسطينيون ودول عربية الجيش الإسرائيلي باغتيالها بدم بارد وهو ما أظهرته الأدلة الأولية ودعوا إلى تحقيق دولي.
في خضم التوتر بالضفة الغربية المحتلة وتنامي المخاوف من الانزلاق إلى مواجهة أوسع مع فصائل غزة، قُتلت الصحافية الفلسطينية المخضرمة شيرين أبوعاقلة، اليوم، وأصيب زميلها علي السمودي خلال تغطية عملية عسكرية نفذها الجيش الإسرائيلي في مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة.

واتهمت السلطة الفلسطينية وقناة الجزيرة القطرية ودول عربية بينها الكويت، تل أبيب بالوقوف وراء الجريمة البشعة، مؤكدة أن الجيش الإسرائيلي قتل أبوعاقلة بدم بارد ودعت إلى تحقيق دولي يكشف الحقائق ويلاحق ويحاسب المتورطين.

استهداف مباشر

وفي التفاصيل، أصيبت أبوعاقلة، التي تحمل الجنسية الأميركية وتتحدر من عائلة مسيحية من بيت لحم لكنها من مواليد القدس حيث تقيم، برصاصة خلف أذنها، فيما كانت ترتدي خوذة وسترة مضادة للرصاص خاصة بالصحافيين.

وروت شذا حنايشة مراسلة موقع «ألترا فلسطين» التي كانت برفقتها الحادثة كالتالي:

«وصلنا خبر اقتحام منزل في منطقة الجابريات في جنين، وصلت إلى المكان نحو الساعة السادسة والنصف، كانت شيرين في المكان مع منتج الجزيرة علي السمودي الذي اقترح أن نتقدم للتغطية بشكل جماعي».

وأضافت أن المجموعة التي تضمها الى جانب أبوعاقلة والسمودي والصحافي مجاهد السعدي، تقدمت إلى قبالة إحدى المركبات العسكرية الإسرائيلية وتوقفوا أكثر من 5 دقائق ليتمكن الجنود من رؤيتهم والتعرف عليهم بصفتهم الصحافية، وتابعت: «ذلك منحنا الجرأة للتقدم بخاصة أن لا مواجهات أو إطلاق نار».

وقبل وصول المجموعة إلى الآليات الاسرائيلية، تعرضوا لإطلاق النار من قناص، فأصيب في البداية سمودي ووقع على الأرض ثم وقف وابتعد عن جهة إطلاق الرصاص، حينئذ أدارت شيرين ظهرها وهي تصرخ «علي أصيب» فأصيبت ووقعت على الأرض.

من ناحيته، قال السمودي الذي أصيب برصاصة في كتفه: «إطلاق النار كان بشكل مباشر ومفاجئ، لم يطلب منا الجنود التوقف أو العودة، الرصاصة الأولى أصابتني بالكتف وتراجعت إلى الخلف وأنا أسمع صوت صراخ شيرين: علي أصيب».

وتابع السمودي «قمنا بارتداء الزي الصحافي بالكامل، وتعمّدنا المشي في منتصف الشارع الذي كان فارغاً ولم يكن فيه سوى نحن الصحافيين». وأكد أن ما حدث «عملية قتل متعمّدة، فالشارع لم يكن فيه أي مسلحين أو شبان أو حتى مواطنين عاديين، فالمنطقة مكشوفة وكل زوايا الشارع مرئية للقناصة والجنود، ما حدث محاولة من الاحتلال لوقف عمل الصحافيين و الإعلاميين في تغطية ما يحدث في جنين».

رصاص متفجر وموقع الجريمة

وقال تقرير للطب الشرعي الفلسطيني إن أبوعاقلة أصيبت برصاص متفجر عادة يستخدمه الجيش الإسرائيلي. أما منظمة «بتسليم» الحقوقية الإسرائيلية فقد بيّنت أن موقع مقتل أبوعاقلة على بعد 500 متر من موقع الاشتباكات بين الجيش الإسرائيلي والمسلحين الفلسطينيين. وعملياً يدحض ذلك الرواية الإسرائيلية حول إصابتها برصاص فلسطيني عن طريق الخطأ.

الرواية الإسرائيلية

وبحسب الرواية الإسرائيلية، التي صدرت في بيان للجيش، فإن «الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام وشرطة حرس الحدود كانوا ينفذون عملية في مخيم جنين لاعتقال مشتبه بتورطهم في الإرهاب».

وبحسب البيان: «خلال العملية الوقائية في المخيم، أطلق العشرات من المسلحين الفلسطينيين النار وألقوا مواد متفجرة في اتجاه قواتنا مهددين حياتهم. وردّ الجنود بإطلاق النار».

أاضاف البيان: «يجري الجيش تحقيقاً في احتمال إصابة صحافيين، ربما بنيران فلسطينية». ورجح مصدر عسكري إسرائيلي تحدث لوسائل إعلام إسرائيلية إصابة بوعاقلة

برصاص فلسطيني وهو ما ردده رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت الذي قال «وفقاً للمعطيات الموجودة في حوزتنا، هناك احتمال ليس بقليل بأن مسلحين فلسطينيين أطلقوا النيران بشكل عشوائي وتسببوا في مصرع الصحافية المؤسف».

وأضاف أن «إسرائيل دعت الفلسطينيين إلى القيام بعملية تشريح مشتركة وبتحقيق مشترك بناء على التوثيقات والمعلومات القائمة من أجل التوصل إلى الحقيقة، إلا أن الفلسطينيين يرفضون ذلك حتى اللحظة».

كذلك قال وزير الخارجية يائير لابيد، «عرضنا على الفلسطينيين إجراء تحقيق مشترك وعلينا واجب الوصول إلى الحقيقة ويجب حماية الصحافيين في ساحات القتال».

وحمّل الرئيس الفلسطيني محمود عباس «الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة البشعة». ونفى عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ووزير الشؤون المدنية حسين الشيخ «توجه رئيس حكومة الاحتلال للسلطة الفلسطينية بإجراء تحقيق في اغتيالها»، متوعداً «بتحويل هذا الملف إلى محكمة الجنايات الدولية».

واعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية أن «الدعوات الإسرائيلية للتحقيق في إعدام أبوعاقلة، محاولة مفضوحة لطمس الجريمة»، مشددة على أن «دولة فلسطين لا تثق بأية تحقيقات يقوم بها الاحتلال».

ووصفت حركة «حماس» مقتل أبوعاقلة بـ«جريمة جديدة ومركبة واغتيال متعمد».

ونعى «حزب الله»، الذي أعلن جاهزيته لمواجهة محتملة مع إسرائيل، الصحافية أبوعاقلة.

وعبّر السفير الأميركي في إسرائيل عن أسفه لمقتل أبوعاقلة ودعا الفلسطينيين والإسرائيليين إلى التعاون لإجراء تحقيق شامل، وقالت السفارة الأميركية في القدس، إن أبوعاقلة «تحظى باحترام عميق بين الكثير من الفلسطينيين وغيرهم في أنحاء العالم».

جنازة رسمية

وجال مشيعون حاملين جثمان أبوعاقلة، الذي لف بالعلم الفلسطيني في شوارع مدينة جنين قبل نقلها إلى مركز الطب العدلي في مستشفى جامعة النجاح الجامعي في نابلس، ومن المتوقع تشييع جثمانها غدا في جنازة رسمية من مقر الرئاسة بمدينة رام الله قبل نقله إلى القدس.

الكويت

وأعربت وزارة الخارجية عن إدانة واستنكار دولة الكويت الشديدين لاغتيال شرين أبوعاقلة، وحملت الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة النكراء والانتهاك الصارخ للقانون الدولي الإنساني والتعدي السافر على حرية التعبير والإعلام، داعية المجتمع الدولي لفتح تحقيق لمساءلة مرتكبي هذه الجريمة البشعة وملاحقتهم أمام جهات العدالة الدولية.

واعتبرت الخارجية الكويتية أن الجريمة دليل جديد دامغ على بشاعة اعتداءات سلطات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، مطالبة المجتمع الدولي أيضاً باتخاذ الإجراءات اللازمة للجم الاعتداءات وتوفير الحماية للفلسطينيين وحقوقهم وممتلكاتهم.

ودان السفير الفلسطيني لدى الكويت رامي طهبوب «جريمة القتل بدم بارد والمتعمّد لقناّصة قوات الاحتلال تجاه شهيدة نقل الحقيقة».

كما دانت قطر والأردن ومصر والعراق ولبنان وغالبية الدول العربية وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي الجريمة ودعوا الى تحقيق دولي.

ودعت "الخارجية" الأميركية الى تحقيق فوري وشفاف واعتبرت مقتل ابوعاقلة اهانة لحرية الإعلام، كما دعت فرنسا الى التحقيق. وقدمت السفيرة الفرنسية لدى الكويت كلير لوفليشير تعازيها بمقتل بوعاقلة وكتبت أن "حرية الإعلام وصون أمن وأرواح الصحافيين من المبادئ الاساسية التي تتلتزم فرنسا بالدفاع عنها في كل مكان حول العالم".

الجريمة دليل جديد دامغ على بشاعة اعتداءات سلطات الاحتلال ويجب مساءلة المرتكبين وملاحقتهم أمام العدالة الدولية «الخارجية الكويتية»
back to top