مذبحة دامية للآشوريين في العراق عام 1933

نشر في 26-04-2022
آخر تحديث 26-04-2022 | 00:20
 د.نجم عبدالكريم تعرضت عشرات القرى الآشورية في زاخو، ودهوك، والعمادية، وشيخان، ونينوى، وغيرها من القرى الأخرى لمجازر دامية ذُبح فيها الشيوخ والأطفال والنساء والرجال من الآشوريين، وكانت قرية "سميل" مسرحاً لتلك المذابح والقتل العشوائي الذي قامت به ميليشيات تساندها الحكومة، إذ ساهم الجيش والشرطة والأكراد وبعض العشائر العربية في هذه المجزرة غير الإنسانية... ولست هنا بصدد البحث عن الأسباب التي أدت إليها، ولكنني أُحيل من يرد الوقوف على أحداثها إلى كتاب عنوانه "نكبة سميل 1933 أسبابها وتأثيراتها المحلية والدولية" للدكتور عوديشو ملكو أشيثا.

***

ورد في صفحة 240 أن سكان القرى الآشورية تلقوا بياناً من مسؤول شرطة قرية سميل يدعو فيه جميع الآشوريين الذين ينشدون الحفاظ على حياتهم، إلى أن يتجمعوا في مراكز الشرطة بحلول يوم العاشر من آب (أغسطس)، وأن الحكومة تضمن الحفاظ على حياتهم من أي مخاطر... وما هي إلا ساعات حتى وصل عدد من لجأ إلى قرية سميل إلى أكثر من 400 من الرجال والنساء والأطفال تاركين خلفهم كل ممتلكاتهم، بعد أن تم إقناعهم بحسن نية الحكومة لهم، فتم وضعهم في أماكن أعدت لهم.

ولكن ما هي إلا سويعات حتى دخل إلى قراهم رجال من العرب والكرد، وقاموا بنهب تلك القرى، وكل ما فيها من أكداس الحنطة والشعير، وكل ما يقع بين أيديهم، ومن بقي من الآشوريين يتابعون جيران قراهم من العرب والبدو، وهم ينهبون ممتلكاتهم ويسوقون قطعانهم وحيواناتهم... أدركوا فخ حقيقة البيان الذي وصلهم.

***

مرت ساعات مليئة بالرعب الذي كان يستشعره الآشوريون، ففي الصباح الباكر من يوم الحادي عشر من آب (أغسطس)، تم تطويق مساحة الأراضي التي كان يتكدس فيها مئات الآشوريين... وأحاطهم الجنود من كل جانب... ثم فتحوا النار عليهم، فتساقط الرجال والنساء والأطفال... ثم سارت عمليات القتل الممنهج على بقية القرى التي يسكنها الآشوريون، وقد حاول البعض منهم الاختباء، ولكن المسلحين كانوا يستخرجونهم من الأكواخ، والسراديب ويطلقون عليهم الرصاص في الساحات العامة.

***

كان آمر فصيل الرشاشات الضابط إسماعيل عباوي يتلذذ بتنفيذ القتل بدمٍ بارد... وكانت الشرطة تقوم بقتل الآشوريين بالبنادق، والمسدسات حتى بلغ عدد القتلى في يومٍ واحد 750 قتيلاً... ولم يكتفِ البعض منهم بالتقتيل بل أمروا النساء الآشوريات بالتعري والسير أمامهم وهن عاريات... أما الفتيات الصغيرات في العمر فكن يتعرضن للاغتصاب ثم يطلق عليهن الرصاص.

***

وذكر الكتاب أن عمليات دفن القتلى الآشوريين تمت بشكلٍ ارتجالي، فبعد أن طفحت الروائح الكريهة بسبب تعرض الجثث للشمس، وتكاثرت الحشرات والذباب جيء بعمالٍ من الموصل، وقاموا بدفن مئات الجثث بحفرٍ حفروها لها في الصحراء.

***

إن القتل والتنكيل بالآشوريين استمر أكثر من عشرة أيام في رقعةٍ من الأراضي مساحتها 300 ميل مربع، وكان يتم اصطيادهم فيها ثم قتلهم... وقد ذُبح عدد من القسيسين، والكهان ذكر أسماءهم الكتاب.

د.نجم عبدالكريم

back to top