يوسف شعبان... نجم الدراما المصرية (2-6)

«المعجزة» أول لقاء سينمائي مع شادية وفاتن حمامة

نشر في 25-04-2022
آخر تحديث 25-04-2022 | 00:00

بدأ يوسف شعبان مشواره الفني مع كبار المخرجين، ودخل النجم الصاعد في منافسة قوية مع نجوم الستينيات، وتمرّد على نمطية أدوار الفتى الأول، وحقّق حضوراً متميزاً في السينما والمسرح، ولفت أنظار الجمهور والنقاد إلى موهبته في تجسيد شخصيات متباينة، وتتابعت رحلته في عالم الأضواء والشهرة.

انطلق شعبان في رحلته الاحترافية بعد مشاركته بدور صغير في فيلم «في بيتنا رجل» (1961) قصة الكاتب إحسان عبدالقدوس وإخراج هنري بركات، وفي العام التالي منحه مخرج الروائع حسن الإمام دوراً بارزاً في فيلم «المعجزة» تأليف محمد مصطفى سامي، والتقى للمرة الأولى النجمتين شادية وفاتن حمامة، وكذلك عماد حمدي وحسين رياض وفاخر فاخر ومحمد رضا وسهير الباروني.

وكان «المعجزة» شهادة ميلاد لنجم صاعد، وفي العام ذاته غامر المخرج علي بحيري بمنحه دور البطولة في الفيلم الكوميدي «للنساء فقط»، وكانت تلك المرة الأولى التي يتصدّر فيها اسم يوسف شعبان وصورته ملصق فيلم سينمائي مع كوكبة من النجوم منهم محمد عوض وليلى طاهر ومحمود المليجي وأمين الهنيدي، وفيما يلي تفاصيل الحلقة الثانية:

اقرأ أيضا

شهد عام 1962 انتشاراً سينمائياً للنجم الصاعد، وشارك في سبعة أفلام، منها “يوم بلا غد” مع المخرج بركات والمطرب فريد الأطرش ومريم فخر الدين وزيزي البدراوي، وفيلم “أيام بلا حب” للمخرج حسام الدين مصطفى وبطولة نادية لطفي وكمال الشناوي ومحمود السباع، ولعب دور سارق خزائن في فيلم “الحقيبة السوداء” للمخرج حسن الصيفي وبطولة شكري سرحان ونعيمة عاكف واستيفان روستي.

والتقي شعبان لأول مرة النجم فريد شوقي في فيلم “أنا الهارب” إخراج نيازي مصطفى، ولعب دور سجين يخطّط للهرب، ودارت قصة الفيلم حول الضابط “حمدي” الذي يعمل في أحد السجون، ولديه طفل مصاب بالشلل ويتطلب علاجه مبلغاً كبيراً، ويُكلف بترحيل أربعة من مهربي المخدرات، وفي تلك الأثناء يحاول أحد المساجين الهرب، وتتوالى الأحداث.

«أم العروسة»

حقق يوسف شعبان انتشاره الفني في سينما الستينيات، وفي وقت الأرقام القياسية للإنتاج السينمائي، ورهان المخرجين على الوجوه الشابة، واختير في عام 1963 للمشاركة في بطولة أربعة أفلام، بدأها بفيلم “أم العروسة”، قصة عبدالحميد جودة السحّار وإخراج عاطف سالم، وبطولة عماد حمدي وسميرة أحمد وحسن يوسف وتحية كاريوكا ومديحة سالم.

ويعد “أم العروسة” من كلاسيكيات السينما المصرية، وحقق نجاحاً كبيراً، لتناوله الحياة الاجتماعية للأسرة المصرية في ذلك الوقت، ودارت قصته حول الموظف البسيط “حسين” الذي يعول أسرة كبيرة، ويعاني مشكلات تدبير تكاليف زواج ابنته الكبرى، فيقرِّر اختلاس مبلغٍ من عهدته المالية في الشركة التي يعمل بها، وتتتابع الأحداث.

وانتقل شعبان إلى أهم أدواره في سينما الستينيات، حين أعاد المخرج حسن الإمام اكتشاف موهبته في دور الشاب الانتهازي “فرج” في فيلم “زقاق المدق” المأخوذ عن رواية للأديب العالمي نجيب محفوظ، وسيناريو سعدالدين وهبة، وبطولة شادية وصلاح قابيل وحسن يوسف وسامية جمال وعقيلة راتب.

وفي العام نفسه اختاره المخرج حسن الإمام لبطولة فيلم “بياعة الجرايد” أمام النجمة ماجدة ويوسف فخرالدين وليلى فوزي ونعيمة عاكف، ويحكي الفيلم قصة بائعة جرائد تقع في حب منافسها في المهنة، وتحاول لفت أنظاره حتى تزوجته، وعاشت معه حياة مستقرة، إلى أن قرأت والدتها ذات يوم خبر وفاة أحد الأثرياء وتكشف لابنتها أنه والدها الحقيقي، فتقرَّر بائعة الجرائد العيش في نعيم والدها عقب استحواذها على الجزء الأكبر من الميراث، لكنها تفقد سعادتها مع شريك حياتها.

وفي العام ذاته شارك شعبان في تجربة على أعتاب السينما العالمية، ولعب دور ضابط شرطة في فيلم “Cairo” (القاهرة)، وهو إنتاج مصري - بريطاني مشترك، وإخراج وولف رالا، وبطولة عدد من النجوم منهم أحمد مظهر وكمال الشناوي وفاتن حمامة وشويكار وصلاح منصور وجورج ساندرز وريتشارد جونسون وصلاح نظمي وعبدالخالق عباس وجون ميلون.

ودارت قصة الفيلم حول شاب ضائع تغريه عصابة دولية للاشتراك في سرقة آثار الملك الفرعوني توت عنخ أمون، يتعرف على فتاة بسيطة، تحاول الفتاة بحبها له أن تبعده عن هذه العصابة لكنه يحلم بشراء مزرعة، أما العصابة فيتزعمها لص دولي معروف، يستعين بعدد من اللصوص الكبار والشبان المتلهفين على الثروة، ويخطِّط المهرِّب مع مجموعة الشبان لسرقة إحدى القطع النادرة من المتحف المصري.

«للرجال فقط»

وارتحل شعبان إلى تجربة سينمائية مغايرة مع فيلم “ألف ليلة وليلة” 1964 للمخرج حسن الإمام، وجسَّد شخصية “كاظم رئيس الديوان” أمام النجم فريد شوقي وشادية ومحمود المليجي وليلى فوزي، وعمرو الترجمان، ودارت قصة الفيلم في أجواء خيالية مستوحاة من الحكايات الشهيرة التي روتها شهرزاد لزوجها الملك شهريار.

وفي “حكاية نص الليل” للمخرج عيسى كرامة، تقمَّص شخصية الشاب “كمال” أمام عماد حمدي واستيفان روستي وتوفيق الدقن وروحية خالد، ودار الفيلم في إطار تراجيدي حول معاناة أسرة مع عائلها القعيد، وفرض سيطرته عليهم، وتتعقد الأمور حين يتشكك في كل من حوله، لتأخذ الأحداث منحنى درامياً جديداً.

وكان اللقاء الأول ليوسف مع النجمة سعاد حسني في فيلم “للرجال فقط” إخراج محمود ذو الفقار وشارك في بطولته النجمة نادية لطفي وحسن يوسف وإيهاب نافع، ودارت قصة الفيلم في إطار كوميدي حول “إلهام وسلوى” وهما مهندستان في الكيمياء، تم تعيينهما في شركة بترول، وتسافران إلى الصحراء بعد تقدمهما للعمل على أنهما رجلان نظراً لنظام الشركة في قبول سفر الرجال فقط في هذه المهمات، وتتصاعد الأحداث، وحقق الفيلم نجاحاً جماهيرياً كبيراً.

عمر الشريف ينقذه من ورطة
تعرّض يوسف شعبان لموقف صعب، أثناء ظهوره الأول على شاشة السينما بفيلم “في بيتنا رجل”، وشهدت كواليس هذا العمل المهم موقفاً جمعه مع الفنان عمر الشريف، وأنقذه الأخير من ورطة، حين سأله المخرج هنري بركات فور اختياره للدور: “إنت بتعرف تسوق كويس يا يوسف؟!، فارتبك شعبان وأجابه بلا تردد: “طبعاً يا أستاذ”، وكان رده طمعاً في زيادة مساحة دوره بالفيلم، وخوفاً من أن تطيح عدم قدرته على قيادة السيارات خارج الفيلم.

وجاء موعد تصوير ذلك المشهد، وكان على يوسف شعبان أن يقود السيارة ليساعد صديقه عمر الشريف ساعة الإفطار، عندما تنكر في زي ضابط شرطة، وهنا ارتبك شعبان، واضطر للاعتراف للشريف بأنه لم يقد سيارة من قبل، فذهب عمر إلى المخرج وطلب منه أن يقود السيارة لأن هذا سيضيف حالة من التشويق للأحداث، دون أن يخبره بحقيقة عدم قدرة شعبان على قيادة السيارة، وبذلك أنقذ الموقف وأكمل دوره دون أي خلافات.

كما احتوت كواليس الفيلم على علاقات كثيرة دافئة وتكوين صداقات قوية بين فريق العمل، منها الصداقة التي نشأت بين الفنانة زبيدة ثروت ويوسف شعبان، حتى أنهما اعتادا على حفظ الدور سوياً، وكانا يجلسان على السلم ليجهزا للمشاهد قبل التصوير، وأيضاً تشجيع النجوم للوجوه الجديدة، ليخرج ذلك الشريط السينمائي على هذا النحو الجيد.

ويعد “في بيتنا رجل” أحد علامات السينما المصرية وشارك فيه مجموعة من عمالقة التمثيل، منهم حسين رياض ورشدي أباظة وحسن يوسف وتوفيق الدقن وزهرة العلا وناهد سمير، والفيلم مأخوذ عن رواية للكاتب إحسان عبدالقدوس، وإخراج هنري بركات، ولاقى نجاحاً كبيراً عند عرضه عام 1961 وهو من أهم 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية خلال القرن العشرين.

«مدرس خصوصي»

استقر حضور شعبان في أدوار البطولة الجماعية، وزادت قناعته أن المعيار الحقيقي في قيمة العمل الفني، وبراعة الممثل في تجسيد الشخصيات، وصار نجماً بشهادة الجمهور والنقاد، وفي كل عمل يكشف موهبته المتفردة، ويحقق انتشاره الفني، من دون أن تتوقف ماكينته السينمائية عن الدوران.

وفي عام 1965 شارك في بطولة ستة أفلام، منها “الثلاثة يحبونها” مع السندريلا سعاد حسني وحسن يوسف وناهد شريف ويوسف فخر الدين، وقام بدور شاب مستهتر يغرر بالفتاة المتحررة “إيمان” وتنبهها صديقتها إلى أن تحررها أساء ظن الناس بها، وعليها أن تختار الزواج بين ثلاثة شباب يرغبون في الزواج منها.

وتوالت أعماله المميزة فتعاون للمرة الأولى مع المخرج كمال الشيخ في فيلم “الخائنة” بطولة نادية لطفي ومحمود مرسي وعادل أدهم، وعمر الحريري ولعب دور شاب ثري عاطل عن العمل، وتكرر ظهوره مع نادية لطفي في فيلم “مدرس خصوصي” للمخرج أحمد ضياء الدين وبطولة عماد حمدي وحسن يوسف ومحمود المليجي وعدلي كاسب وميمي شكيب.

ودارت أحداث “مدرس خصوصي” حول الشاب ممدوح (حسن يوسف) الذي يعيش في ظروف اجتماعية قاسية، ويتعرف على أحمد (يوسف شعبان) ويقنعه الأخير بمشاركته في سرقة سيارات من مرآب والده، ويبيعانها بعد تغيير ملامحها، ويُقبض على كل من الأب وابنه، مما يدفع بالطالب ممدوح إلى أن يبتعد عن الخروج عن القانون ويسعى لإعادة أبويه المنفصلين إلى حياتهما الزوجية السابقة.

«أيام ضائعة»

وعاد النجم الشاب لظهور صورته على أفيشات الأفلام في “أيام ضائعة” للمخرج بهاء الدين شرف، وبطولة عماد حمدي وليلى طاهر ونادية الجندي ومحسن سرحان وصلاح منصور، ودارت قصة الفيلم في مدينة على البحر، واحتكار “ثروت” قوارب الصيد وسوق السمك ويقف على الجانب الآخر الصيَّاد عبدالعال، ويدخل في صراع معه، ويتضح أن ثروت ارتكب منذ سنوات جريمة قتل ويلصقها بشقيق زوجته مراد (يوسف شعبان) وتتتابع الأحداث.

واستمرت رحلة شعبان في سينما الستينيات، وشارك في فيلم “مطلوب أرملة” للمخرج عيسى كرامة، وبطولة نادية لطفي وحسن يوسف، واختفت صورته عن ملصق هذا الشريط السينمائي، لكنه لعب دوراً رئيساً ضمن أحداث الفيلم، وبات حضوره السينمائي متأرجحاً بين البطولة والأدوار المساعدة.

وشارك شعبان، في فيلم “الرجل الذي فقد ظله” أمام كمال الشناوي وماجدة ونيللي وعماد حمدي، تأليف فتحي غانم، سيناريو وحوار علي الزرقاني، وإخراج كمال الشيخ، وتدور أحداثه قبل ثورة يوليو 1952، ورحلة صعود الشاب الانتهازي “يوسف السيوفي” في عالم الصحافة، وسعيه لتحقيق طموحه الفردي، وتخليه عن القيم والتقاليد الإنسانية، وعلى النقيض من صديقه “شوقي” الذي يكافح من أجل بناء عالم جديد.

وعاد شعبان إلى أفلام مخرج الروائع حسن الإمام في “الراهبة” بطولة هند رستم وإيهاب نافع وشمس البارودي وعماد حمدي، وفي تجربة مغايرة شارك في تمثيل فيلم “العلمين” مع صلاح قابيل وأمينة رزق ومديحة سالم، وإخراج عبدالعليم خطاب، وقصة الفيلم مستوحاة من المسرحية الشهيرة “روميو وجولييت” للكاتب الإنكليزي ويليام شكسبير.

بنسيون ميرامار

التقى شعبان بالنجمة شادية في كثير من أفلام الستينيات، منها “مراتي مدير عام” (1966) إخراج فطين عبدالوهاب، وجسّد شخصية سكرتير المدير العام، ولعب دور مدير فرقة مسرحية في “معبودة الجماهير” (1967) للمخرج حلمي رفلة، وبعد عامين لعب دور “سرحان البحيري” في فيلم “ميرامار” قصة نجيب محفوظ وإخراج كمال الشيخ، ويعد من أبرز أدواره السينمائية، ودارت أحداثه حول مجموعة نزلاء في بنسيون، واختاره محفوظ كأفضل ممثل في هذا الفيلم الذي شارك فيه نخبة كبيرة من النجوم منهم يوسف وهبي وعماد حمدي وسهير رمزي ونادية الجندي وعبدالمنعم إبراهيم وأبوبكر عزت.

وظهر شعبان بشخصيته الحقيقية مع شادية، كضيف شرف في فيلم “نص ساعة جواز” إخراج فطين عبدالوهاب وبطولة رشدي أباظة وعادل إمام وماجدة الخطيب، ودارت أحداثه في إطار كوميدي حول طبيب الأسنان “حسني” وتعمل لديه الممرضة “فاطمة” وتنظم له عيادته وتهتم بمختلف شؤونه، ويقرّر الزواج من “داليا” صاحبة محل الزهور التي تحبه، لكنها تكره الكذب كثيراً حتى أنها تهجر “حسني” لأنه لا يريد أن يتزوجها، وتحاول “داليا” الانتحار وترسل برقية لحسني لكن ينقذها جارها “سامح” الدوبلير السينمائي.

وأنهى شعبان مشواره مع سينما الستينيات بفيلم “أبواب الليل” ومنحه المخرج حسن رضا دور البطولة أمام ليلى طاهر ومديحة كامل وسعيد صالح وصلاح منصور، ودارت قصة الفيلم حول شاب يقع في براثن مجرم يزيف الأوراق المالية، ويكوِّن ثروة كبيرة، وينسحب من حياة ابنة عمه التي تحبه، فهو لا يستطيع مواجهتها، لأنها تمثل له ماضيه الشريف.

«نهاية الشياطين»

دخل شعبان إلى موجة أفلام السبعينيات بفيلم “نهاية الشياطين” مع المخرج حسام الدين مصطفى، والنجم فريد شوقي ونجلاء فتحي وإبراهيم خان، وجسّد شخصية “حمادة” الذي تربطه صداقة مع الشابين “إسماعيل ورأفت” وفي أحد الأيام يسرقون خزانة خاصة بمحل للهدايا والتحف، ويقتسمون المبلغ بينهم، ثم يتفرقون، ويسير كل منهم في مسار جديد، فيعمل إسماعيل في معرض لبيع السيارات، ويعجب رأفت بفتاة ويتزوجها، ويعمل حمادة في أحد محال تصفيف شعر السيدات، ويواجه الأصدقاء الثلاثة عدداً من المشكلات، وتأتي النهاية غير متوقعة.

أحمد الجمَّال

نجيب محفوظ يختار شعبان أفضل ممثل في فيلم «ميرامار»

«القاهرة» فيلم استثنائي على أعتاب السينما العالمية

«يوم بلا غد» تجربة سينمائية مع فريد الأطرش

النجم الصاعد بطل لأول مرة في فيلم «للنساء فقط»
back to top