النزاهة المهنية للمحامين والأطباء

نشر في 28-01-2022
آخر تحديث 28-01-2022 | 00:00
 خالد الردعان النزاهة باختصار هي التصرف بأمانة، وهي من المبادئ الأخلاقية الرئيسة في قطاع الأعمال سواء بين العمال أو المهنيين أو الموظفين أو المسؤولين أو الملاك أو صناع القرار، وغالباً ما يتسم الشخص النزيه بصفات حميدة أخرى منها حسن الخلق والصدق والثقة والولاء والجدية في العمل، إلا أن ما يلفت النظر في السنوات الأخيرة هو تدني درجة النزاهة لدى بعض أصحاب الوظائف المهنية.

فعلى سبيل المثال المحامون غير النزيهين ممن يسيئون لهذه المهنة تصدت لهم جمعية المحامين ووضعت عقوبات رادعة وملاحقات قانونية وكذلك من يدعي مهنة المحاماة وهي خطوة إيجابية لمن يسيء لهذه المهنة التي تتعامل مع المواطنين والمقيمين، خصوصاً أن من يتعامل معهم يضطر للتعامل معهم لمساندته بالأمور القانونية، ومن النزاهة أن يتعامل المحامي مع عملائه بكل نزاهة وصدق وأمانة لحاجتهم لمشورته، ومن النواهة أيضاً عدم استغلالهم نظراً لعدم درايتهم بحقوقهم القانونية.

وفي نطاق مهني آخر نجد بعض الأطباء يسيئون لهذه المهنة الإنسانية النبيلة بشكل غير معقول، حيث نجد دكتوراً استشارياً أو بروفيسوراً يعمل في وزارة الصحة ولديه عيادة في المستشفى الذي يعمل فيه وجناح وأطباء تحت إشرافه المباشر يزودهم بخبراته ومشورته، إلا أنه في المقابل لا يرغب في تحمل أي دور وظيفي لوظيفته الحكومية أو يزود أي طبيب أو أي مريض بمشورة في نطاق عمله بدون مراجعة عيادته الخاصة، ووجوده في الحكومي شكلي، وهو متفرغ بالكامل لعيادته الخاصة يستقبل المرضى في أوقات عمله الرسمية ويقوم بالعمليات أحيانا في فترة عمله الحكومية بعيداً عن أي نزاهة وظيفية وبعيداً جداً عن المبادئ الأخلاقية لوظيفته النبيلة، وكأنه لا يعي قسم أبقراط الأخلاقي الذي يجب أن يتحلى به، وإن كان هذا الفعل في الواقع لدى قلة من الأطباء إلا أن الوزارة أو الجمعيات الطبية المتخصصة لم تقف له بالمرصاد بتاتاً ولم تصدر على الأقل ميثاقا أخلاقيا ضد ظاهرة التعارض بين العمل الحكومي والعمل الخاص.

قبل الختام أحب أن أهدي تحية لكل مهني أو موظف أو مسؤول أو صاحب قرار يؤدي الأمانة الملقاة عليه بكل نزاهة وأمانة وصدق وإخلاص، قال سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: "وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ".

مقالنا المتواضع ليس تحاملاً على الأطباء بشكل خاص، إنما هو انتقاد لظاهرة سلبية تؤدي الى انعدام ثقة الجميع بهذه المهنة النبيلة والتي بالجانب الآخر يؤدي الكثير من أفرادها العديد من التضحيات وعلى وجه الخصوص أثناء جائحة كورونا، والعديد من الدكاترة ينتفع العباد بعلمهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ويقدمون العديد من المعلومات المهمة ويحاربون العديد من الإشاعات بشكل مجاني، ويسعى الكثير منهم الى توعية المجتمع نظراً لأخلاقهم النبيلة والمبادئ التي يتحلى بها أصحاب النزاهة والمبادئ الأخلاقية.

● خالد محمد خالد الردعان

back to top