تيدروس يضمن ولاية ثانية على رأس منظمة الصحة العالمية

المجلس التنفيذي للمنظمة أجرى تصويتاً إجرائياً صادق فيه على ترشيحه

نشر في 25-01-2022 | 19:39
آخر تحديث 25-01-2022 | 19:39
المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس
المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس
ضمن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس توليه ولاية ثانية على رأس الوكالة التابعة للأمم المتحدة بعدما جعله تصويت إجرائي الثلاثاء مرشحاً وحيداً للمنصب في انتخابات ستجرى في مايو.

وقال تيدروس، أول إفريقي يتبوأ هذا المنصب، إنه «ممتن للغاية للتأييد المتجدّد» الذي تلقّاه، بعدما أجرى المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية تصويتاً إجرائياً صادق فيه على ترشيحه وحيداً لمنصب المدير العام.

وبعد تصويت أيّده فيه أعضاء المجلس التنفيذي الـ34 بشبه إجماع، أبدى تيدروس اعتزازه بالدعم، قائلاً «في الواقع لا أجد الكلمات».

ونال تيدروس أصوات 31 عضواً، والأصوات المتبقية هي لممثلي تونغا وأفغانستان وتيمور الشرقية الذين تغيّبوا عن الجلسة، وفق مصدر دبلوماسي.

وبات من شبه المحسوم أن يُنتخب تيدروس الذي تولّى سابقاً وزارتي الصحة والخارجية في إثيوبيا مديراً عاماً لمنظمة الصحة العالمية لولاية ثانية في تصويت ستجريه الدول الأعضاء الـ194 في المنظمة في مايو.

والدكتور تيدروس الذي خلف في العام 2017 الصينية مارغريت تشان يحظى بتقدير شديد خصوصاً لدى الأفارقة الذين يرون فيه «صديقاً لأفريقيا» أتاح تركيز أنظار المجموعة الدولية على القارة ولا سيما في فترة الجائحة.

وأقرّ تيدروس بأنّ ولايته الحالية تخلّلتها «تحديات وصعوبات»، وقال إنّ منحه فرصة مواصلة المسيرة هو «مدعاة فخر كبير».

ومنذ ظهور جائحة «كوفيد-19» تلقّى تيدروس إشادات كثيرة أثنت على طريقة إدارته لمنظمة الصحة العالمية خلال الأزمة.

وقال ممثّل كوريا الجنوبية كيم غانغيلب في كلمة لدول منطقة غرب المحيط الهادئ في المنظمة «نقدّر ليس فقط قيادتكم خلال هذه المرحلة، بل أيضاً إنسانيتكم وتعاطفكم».

والاستثناء الوحيد لهذه الصورة جاء من أثيوبيا التي ندّدت في منتصف يناير بتعليقاته حول الوضع الإنساني في منطقة تيغراي التي تشهد حرباً والتي يتحدّر منها.

ووجّهت الحكومة الإثيوبية «مذكرة شفهية» دبلوماسية طالبت فيها منظمة الصحة العالمية بفتح تحقيق بحق تيدروس، متّهمة إياه بـ «سوء السلوك وانتهاك مسؤوليته المهنية والقانونية»، لكن بدون أن تساند دول أخرى هذا الطلب.

وكان تيدروس قد وصف في يناير الحالي الأوضاع في إقليم تيغراي بأنها «جحيم»، وقال إن الحكومة تمنع وصول الأدوية وغيرها من المساعدات الأساسية إلى سكان المنطقة الذين هم بأمس الحاجة إليها.

وقال مصدر دبلوماسي غربي لوكالة «فرانس برس»، «بالتأكيد كانت مواقفه قوية لكن ما قاله يتطابق مع وقائع يتحدث عنها كل مدراء الوكالات الإنسانية».

وأضاف أنّ «الحكومة الاثيوبية تسعى منذ البداية إلى منع تسلّم تيدروس ولاية جديدة مديراً عاماً لمنظمة الصحة العالمية، لقد بدأت بمحاولة عرقلة المسألة في الاتحاد الأفريقي عبر رفض تقديم أفريقيا ترشيحه».

وقدّمت ترشيحه 28 دولة أعضاء في منظمة الصحة العالمية بينها فرنسا والعديد من دول الاتحاد الأوروبي الأخرى لكن أيضاً عدد صغير من الدول الأفريقية بينها كينيا ورواندا.

وهذا الاختصاصي في مرض الملاريا والبالغ من العمر 56 عاماً حائز على شهادة في علم المناعة وهو طبيب صحة عامة وسبق له أن تولّى وزارتي الصحّة والخارجية في بلده أثيوبيا.

ومنحه وصول الديموقراطي جو بايدن إلى البيت الأبيض والذي أعاد الولايات المتحدة إلى عضوية منظمة الصحة العالمية، دفعاً فيما كان يتعرض لهجمات مستمرة من الرئيس السابق دونالد ترامب «2017-2021» والذي قطع المساعدات للمنظمة، متهماً إياها بانها قريبة جداً من الصين وبسوء إدارة الجائحة.

واللهجة الأشد انتقاداً من جانب تيدروس حيال الصين حين اعتبر أنها لم تكن شفافة ما فيه الكفاية بخصوص منشأ الوباء، تسبّبت له بانتقادات من بكين التي دعمت رغم ذلك إعادة ترشيحه.

كما كان موضع اتهامات علنية من عشرات من الدول الأعضاء بينها تلك التي دعمت ترشيحه بسبب غضبها من تعامله مع فضيحة العنف الجنسي التي طالت موظفين في المنظمة في صفوف العاملين الإنسانيين- في جمهورية الكونغو الديموقراطية خلال مكافحة وباء ايبولا بين 2018 و2020.

وأظهرت الجائحة أيضاً أن دعواته بقيت في غالب الأحيان بدون صدى كما حصل حين دعا الدول الغنية إلى بذل المزيد من الجهود للحد من عدم المساواة في مكافحة «كوفيد-19» أو فرض تجميد على الجرعات المعززة من اللقاح.

وبعد ولاية أولى شهدت ظهور وباء «كوفيد» وكشفت عن مواطن القصور في عمل منظمة الصحة العالمية، سيكون على تيدروس أن يفوز بتحدي تعزيز هذه الوكالة التابعة للأمم المتحدة.

وقبيل التصويت الثلاثاء قال تيدروس إن «الجائحة سلّطت الضوء على التحديات التي نواجهها والتي لم يكن العالم مستعداً لها».

ويطالب عدد كبير من العواصم بتعزيز هيكلية الصحة العامة العالمية لتحسين تنسيق الاستجابة لأزمات الصحة العالمية ومنع أوبئة في المستقبل.

لكن لم يتم بعد تحديد خطوط الإصلاح هذا من جانب الدول التي، وبسبب تخوّفها على سيادتها، لم يعد بعضها يرغب في إعطاء المزيد من السلطات لمنظمة الصحة العالمية، ويطالب تيدروس أيضاً بإصلاح واسعة النطاق لنموذج تمويل المنظمة التي تعاني من نقص في التمويل.

back to top