جو بايدن يبدأ عامه الثاني محاصراً بالأزمات

نشر في 20-01-2022
آخر تحديث 20-01-2022 | 00:02
رسام هندي يعرض لوحتين لبايدن ونائبته كامالا هاريس في مومباي أمس  (أ ف ب)
رسام هندي يعرض لوحتين لبايدن ونائبته كامالا هاريس في مومباي أمس (أ ف ب)
بدأ بروح هادئة قبل أن تعصف به تحديات المنصب فتلقي به في أمواج عاتية لتحوله من رئيس "معتدل" كما يصفه أنصاره إلى آخر "أعلى صوتاً".

مع انتهاء السنة الأولى لجو بايدن في البيت الأبيض، يبدأ الرئيس الأميركي عامه الثاني بمنصبه محارباً غاضباً مستاء تطوّقه التحديات ويداهمه الوقت وينفد صبره لإنقاذ ما تبقى من طموحاته، وسط متغيرات متسارعة وتقلبات متواترة.

عامه الأول بدا لافتاً إلى أبعد الحدود بإطلالته الهادئة، وبدا قريباً من الشعب أكثر منه لمسؤول بمنصب رفيع مثل رئاسة الولايات المتحدة، لكن تحديات المنصب أجبرته على مغادرة "مناطقه الآمنة" ليدخل على خطوط التوتر والإحباط.

توتر ينحدر من تحديات كثيرة تواجه الرئيس الأميركي بالأشهر المقبلة، إذ ينصب الاهتمام في واشنطن على قدرته على تجنب خسائر التجديد النصفي التي أربكت العديد من أسلافه، وسط مخاوف من أن يتكبد حزبه خسارة لا يمكن تجنبها خصوصاً مع ضيق الفارق بين الحزبين الديموقراطي والجمهوري في مجلسي النواب والشيوخ.

وخلافاً لسلفه دونالد ترامب، لم يكن بايدن كثير التصريحات الإعلامية أو النشاط عبر حساباته بمواقع التواصل، إذ تبنى منذ البداية سياسة اتصال مغايرة عن سلفه، لكن يبدو أن التجديد النصفي بالكونغرس كان كفيلاً بإخراجه عن صمته، حيث قال في خطاب لاذع الأسبوع الماضي: "سئمت السكوت".

"سأم" نابع بالخصوص من العديد من "محادثاته الهادئة" غير المثمرة خلف الكواليس مع أعضاء في مجلس الشيوخ، ضمن مساعٍ قدر لها الفشل لتمرير مشروع قانونه المتعلق بحماية حق الأقليات في التصويت، وكأنه بذلك يلخص سخطه في الأشهر الـ 12 الأولى له في المكتب البيضاوي.

تصريح يشي بأن الرئيس المعتدل الذي عرفه الأميركيون والعالم في 2021 يستعد للظهور بأكثر جرأة وبصوت أعلى، وهو الذي يداهمه الوقت وينفد صبره ويتضاءل حلفاؤه لإنقاذ ما تبقى من طموحاته.

لكنه مع دخوله عامه الثاني في البيت الأبيض، لا يزال هناك سيناريو يحل التعقيدات من حول بايدن، وهو أن يتلاشى الوباء ويستقر الاقتصاد ويتراجع التضخم، وما يحمله ذلك من ارتياح يؤمن للرئيس قلب مسار هزائمه التشريعية في الوقت المناسب للانتخابات النصفية.

لكن يبدو أن حتى صوته الذي ينوي رفعه مستقبلاً سيجبر على التوقف طويلاً أمام التطورات والتحديات، فأميركا تواجه اليوم متحورتين لـ"كورونا" وهما "دلتا" و"أوميكرون"، كما أن البلاد باتت أكثر انقساماً وسط احتمال خسارة الأغلبية في الكونغرس أمام الجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي المقررة في نوفمبر المقبل.

وبعمر 79 عاماً، يقبل بايدن على تعقيدات قد تجبره على التخلي على هدوئه بشكل كامل، فمع غالبية لا تتعدى المقعد في مجلس الشيوخ، ومثلها تقريباً في مجلس النواب، باتت خطته الاجتماعية الضخمة للإنفاق بحكم الميتة، كذلك الأمر بالنسبة لمشروع القانون المتعلق بحقوق التصويت، الذي يقول بايدن إنه ضروري لإنقاذ الديموقراطية الأميركية من أنصار ترامب.

كما أن قسماً من الرأي العام المحلي يأخذ على بايدن عدم قدرته على التواصل مع اليمين أو حتى إرضاء يسار حزبه، مما يعني أنه من الصعب حالياً إيجاد الوسط، علاوة على ارتدادات السياسة الخارجية على صورة الرجل.

فالخروج الأميركي من أفغانستان شكل ضربة قاصمة للرئيس الأميركي، علاوة على التوتر المتصاعد والمخاوف المتفاقمة بشأن التحشيد العسكري الروسي على حدود أوكرانيا، وما يعنيه ذلك من إمكانية حصول تقاطع على أحد خطوط التماس.

توليفة معقدة محلياً ودولياً، لكن المؤكد وفق محللين هو أن عام بايدن الثاني في الرئاسة لن يكون يسيراً بالمرة، وسط استمرار متوقع للاقتتال الداخلي في صفوف الديموقراطيين، وفي حال فوز الجمهوريين بمجلس أو مجلسي الكونغرس، يمكن لبايدن أن يتوقع إطلاق تحقيقات في مجلس النواب أو حتى محاكمة بغرض العزل.

back to top