روسيا تستنفر عسكرياً... قوات إلى مينسك وسفن في إيران

فرقة كندية وأسلحة بريطانية لأوكرانيا... وإردوغان يحذِّر موسكو من تبعات غزو «دولة قوية»

نشر في 19-01-2022
آخر تحديث 19-01-2022 | 00:04
آليات عسكرية روسية على قطار في طريقها لإجراء التدريبات في بيلاروس أمس (ا ف ب)
آليات عسكرية روسية على قطار في طريقها لإجراء التدريبات في بيلاروس أمس (ا ف ب)
مع تواصل التوتر الشديد حول أوكرانيا، بدا أن روسيا في حال استنفار عسكري عال، مع إجراء قواتها مناورات متعددة. وبينما وصلت قوات روسية الى بيلاروس لبدء تدريب كبير كشفت موسكو انها أرسلت سفنا الى ايران للقيام بمناورات مشتركة مع بكين وطهران.
وسط استمرار التوتر مع أوكرانيا، بدا أن موسكو تعيش أعلى مستويات الاستنفار العسكري منذ سنوات، فقد بدأت القوات والمعدات العسكرية الروسية في الوصول إلى بيلاروس، لإجراء مناورات "حزام الاتحاد 2022" قرب حدود روسيا البيضاء الغربية مع بولندا وليتوانيا العضوين في حلف شمال الأطلسي (الناتو) وأيضاً قرب الحدود الجنوبية مع أوكرانيا.

وفي حين أُعلن عن مشاركة 2000 جندي من المنطقة العسكرية الغربية في تدريبات بالذخيرة الحية بمنطقة لينينغراد شمال غربي روسيا، أفاد المكتب الصحافي للأسطول الروسي في المحيط الهادئ في بيان، أمس، بأن السفن الحربية لكل من روسيا وإيران والصين ستجري مناورات بحرية مشتركة "بهدف اتخاذ إجراءات لضمان سلامة الشحن الدولي ومكافحة القراصنة البحريين".

وأوضح البيان "أن مجموعة من سفن أسطول المحيط الهادئ الروسي تقف حالياً في ميناء جابهار بإيران".

الدفاع المشترك

في غضون ذلك، كشف نائب وزير الدفاع الروسي ألكسندر فومين عن توصل موسكو ومينسك إلى تفاهم على "استخدام كامل الإمكانات المؤسسات العسكرية في الدولتين"، وأوضح : "قد ينشأ وضع لا تكفي فيه القوى والوسائل المتوفرة لدى مجموعة القوات الإقليمية، لضمان أمن دولة الاتحاد، ويجب أن نكون مستعدين لتقويتها. لقد توصلنا مع الجانب البيلاروسي إلى تفاهم حول أنه من أجل الدفاع المشترك سيكون من الضروري استخدام كامل الإمكانات المؤسسات العسكرية في الدولتين".

وقال فومين، إنه سيتم خلال "حزام الاتحاد 2022" نشر 12 طائرة مقاتلة من طراز SU35 ووحدتين من أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات من طراز S400 ونظام صواريخ من طراز "بانتسير".

بدورها، أفادت وزارة دفاع بيلاروس، بأنه في المرحلة الأولى من المناورات، والتي ستكون في 9 فبراير، سيتدرب الجانبان على نشر القوات والدفاع عن المنشآت العسكرية وتقييم قدرات الدفاع الجوي لقواتهما، وأضافت أنه في المرحلة الثانية، من 10 حتى 20 فبراير المقبل، ستقوم قوات البلدان "بتدمير التشكيلات المسلحة غير القانونية ومجموعات التخريب والاستطلاع للعدو".

تحرّكات بوتين

وفي التحرّكات الدبلوماسية، أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيستقبل اليوم نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي في موسكو، في أول زيارة لرئيس إيراني إلى روسيا منذ عام 2017.

كما أكد الكرملين، أن بوتين سيطلع نظيره الصيني شي جينبينغ على فحوى محادثات موسكو مع حلف شمال الأطلسي (ناتو) عندما يسافر إلى بكين الشهر المقبل لحضور حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في 4 فبراير.

جولة بلينكن

ووسط التحذير الأميركي الاستخباري من إمكانية أن تشن موسكو غزواً على أوكرانيا في الأسابيع القليلة المقبلة، توجه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى أوكرانيا في مسعى لتأكيد التزام الولايات المتحدة تجاهها، كما يزور برلين غداً لإجراء محادثات رباعية مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا حول الأزمة الأوكرانية.

ووفقاً لبيان للخارجية الأميركية، فإن الجولة تأتي في إطار "الدبلوماسية المكثفة مع حلفائنا وشركائنا الأوروبيين لوضع نهج موحد لمواجهة التهديد الذي تشكله روسيا على أوكرانيا، وجهودنا المشتركة لتشجيعها على اختيار الدبلوماسية وخفض التصعيد، بما يخدم الأمن والاستقرار".

وأعلن وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، خلال أول لقاء له مع نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك، التي وصلت إلى موسكو أمس، قادمة من كييف، أن بلاده لا تزال تنتظر أجوبة من الولايات المتحدة بشأن مبادرة الضمانات الأمنية الواسعة التي طرحتها للغرب لتواصل المحادثات المتعلقة بأوكرانيا، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن بلاده ترحب بمشاركة واشنطن في الجهود الدبلوماسية الرامية إلى إنهاء الصراع الدائر في شرق أوكرانيا.

وفي اتصال هاتفي بينهما امس، شدد بلينكن لنظيره الروسي على أهمية "الاستمرار في مسار دبلوماسي لخفض التصعيد المحيط بتعزيزات عسكرية روسية مثيرة للقلق في أوكرانيا وقربها".

قوات كندية وأسلحة بريطانية

وهددت واشنطن بتدفيع موسكو ثمنا باهظاً في حال قررت مهاجمة أوكرانيا، بما في ذلك فرض عقوبات قاسية تشمل بوتين نفسه.

وأفادت قناة "غلوبال نيوز" الكندية، بأن فرقة صغيرة مؤلفة من 200 عنصر من قوات العمليات الخاصة أُرسلت إلى أوكرانيا من أجل دعم حكومة كييف.

وأوضحت أن هذه الخطوة تعد "جزءاً من جهد الناتو، لردع العدوان الروسي وتحديد سبل دعم الحكومة الأوكرانية"، مشيرة إلى أن تلك القوة مكلفة أيضاً "إجلاء الدبلوماسيين الكنديين، حال تفاقم الوضع في أوكرانيا".

في المقابل، كشف وزير الدفاع البريطاني بن والاس، أن بلاده ستزود أوكرانيا بمزيد من أنظمة تسليح دفاعية خفيفة مضادة للدروع للدفاع عن النفس مع عدد صغير من الأفراد البريطانيين الذين سيسافرون إلى أوكرانيا لتزويدهم بالتدريب اللازم.

وجاء هذا الإعلان بعد تحذير والاس، من أن عشرات الآلاف من الجنود الروس متمركزون قرب الحدود الأوكرانية، موضحاً في كلمة أمام البرلمان، أن هذا الانتشار "ليس روتينياً، وإنهم مجهزون بدبابات وعربات قتالية مدرعة ومدفعية صاروخية وصواريخ بالستية قصيرة المدى".

ووصف المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف المعلومات التي تحدثت عن احتمال توريد أسلحة متنوعة إلى أوكرانيا، بما في ذلك منظومات الدفاع الجوي المحمولة، بالأمر "الخطير جداً".

إردوغان

من ناحيته، حذر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس، روسيا من اجتياح أوكرانيا، مشيراً الى أن الأخيرة دولة قوية ولديها أصدقاء دوليون.

وقال إردوغان خلال زيارته ألبانيا: "لا أعتبر غزواً روسياً لأوكرانيا مقاربة واقعية لأنها ليس دولة عادية. أوكرانيا دولة قوية، وروسيا تحتاج في حال إقدامها على مثل هذه الخطوة إلى مراجعة الوضع في العالم بأسره والوضع الخاص بها".

back to top