أكرم طاهر: أستلهم زهرة سيرتي الذاتية في «نتاليا»

كاتبة مصرية تطوعت لكتابة سيرته في رواية «الأثر التائه»

نشر في 10-01-2022
آخر تحديث 10-01-2022 | 00:01
حين خرجت روايته الثانية (ليتني ما عُدتُ) إلى النور قبل سنوات قليلة، أحدثت أصداءً جيدة، ثم توالت أعمال الأديب العراقي أكرم طاهر، التي سيصدر أحدثها بعنوان "نتاليا" في معرض القاهرة الدولي للكتاب، في يناير الجاري، وهي الرواية التي قال عنها في حوار مع "الجريدة" إنه يستلهم فيها زهرة سيرته الذاتية.
انشغال طاهر بسيرته وازدحامها بالتفاصيل المثيرة، دفع الكاتبة المصرية عبير محمود إلى إفراد صفحات منها في رواية بعنوان "الأثر التائه". وحول هذا العمل وغيره من الأعمال الأدبية الجديدة التي تحمل اسمه، تدور سطور الحوار التالي:

● تشارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب بروايتك "نتاليا"، التي تنطلق أحداثها من موقف حقيقي حدث لك قبل نحو عقدين، إلى أي مدى تستلهم أعمالهم من سيرتك الذاتية؟

- ستكون مشاركتي في معرض القاهرة الدولي للكتاب هذه المرة هي المشاركة الخامسة، وأنا سعيد جداً بذلك، خصوصاً أن لمصر محبة كبيرة في قلوبنا، وأي عمل وإنجاز لي أنا شخصياً في مصر أعتبره وساماً على صدري. وشرف أن تكون "نتاليا" أول رواية لي تصدر في مصر أم الدنيا، وهذه الرواية من أحب كتاباتي إلى قلبي، وقد استلهمت منها زهرة سيرتي الذاتية والفصل الوحيد الذي يحمل عطر القداح لذاكرة مليئة بالمعاناة والألم.

● يدفعني ذلك لسؤالك عن الرواية الجديدة "الأثر التائه"، التي تتناول أيضاً سيرتك الذاتية، ألا ترى أن تناول سيرتك خطوة مبكرة، أم يمكن استكمال فصولها في كتب لاحقة؟

- معك حق، إنها فعلاً خطوة مبكرة، لكن أخاف أن تخونني الذاكرة مستقبلاً وأنسى بعضاً منها، فكل تفصيلة من شريط حياتي مهمة بالنسبة لي، وهي عبارة عن حلقات متداخلة ومتسلسلة، ما إن ضاعت إحداها ضاعت معها تفاصيل أخرى ربما كانت ذات أهمية لو كُتِبَت. وبالفعل ربما يكون هناك استكمال لفصولها، لكن على المدى البعيد، إن كان في العمر بقية.

بالمناسبة من قام بكتابة رواية "الأثر التائه" هي الكاتبة المصرية د. عبير محمود، أي أنها هي التي تطوعت لكتابتها، ولها مني كل الشكر والامتنان، والرواية قيد المراجعة والتدقيق في الوقت الحالي، وقد تخرج للنور بداية عام 2023.

● في وقت سابق علمت أن الكتاب كان يحمل عنواناً آخر، وهو "مذكرات بهلول"، لماذا اخترت هذا العنوان؟ ولماذا تراجعت عنه؟

- كلنا نعرف أن بهلول هو أبووهب بهلول بن عمرو الصيرفي الهاشمي العباسي الكوفي، الذي وُلد في العراق بمدينة الكوفة، وكان حكيماً في فنون الحكم والمعارف والأدب والشعر بزمن الخليفة هارون الرشيد، وتضاربت الأقاويل بشأن سبب تظاهره بالجنون، فالبعض قال إنه ادعى الجنون لكي يتخلص من تكليف الخليفة هارون الرشيد له بأن يكون قاضي القضاة، لزهده في الدنيا وحكمته وعدالته، وآخرون قالوا إن بهلول شخصية وهمية لم يكن لها أساس في الوجود، لكن هذا الاسم ارتبط بالكثير من الحكايات والقصص الطريفة بقالب الجنون فنون، وشخصية بطل روايتي تشبه شخصية بهلول الذي نسمع عنه إلى حد كبير جداً، فأحياناً الخذلان عندما يزيد على حده يصبح ضحكاً.

أما سبب التراجع عن عنوان الرواية، فذلك لأني اكتشفت أخيرا وجود كتاب آخر يحمل نفس العنوان، وأظنه لكاتب إيراني، لذا اخترت للكتاب الذي يتناول سيرتي عنوناً آخر هو "الأثر التائه".

● "هاربون من الوطن إلى الوطن" عنوان كتاب يحمل الكثير من الفلسفة، حدثنا عن أجوائه؟

- رواية "هاربون من الوطن إلى الوطن" أخذت مني وقتاً طويلاً في الكتابة، لأني بصراحة كنت أتوقف عن كتابتها بين حين وآخر، ولا أعرف السبب. أما عنوان الكتاب، فهو نابع من معاناة الكثير من الشعوب التي عاشت ولا تزال تعيش في ظل شيء اسمه "كذبة العدالة"، فتخيل أن تكون هارباً ومطارداً فقط لأنك ترفض أن تكون أداة لأيادٍ تعبث بمصيرك ومصائر سائر البشر وتمنعك من حق هو مشروع لك، فتجد نفسك بين ليلة وضحاها صرت إما كافراً ومرتداً أو مجرماً، ويحترق بنارك الأخضر واليابس، لكن إذا خُليت قُلبت، فالشر لابد أن يقابله الخير. لا أريد الخوض في تفاصيل الرواية أكثر، لكي لا أضيع على القارئ متعة القراءة.

● روايتك الثانية "ليتني ما عُدت" عملٌ إبداعي رائع. بعد الأصداء الرائعة التي حققتها، هل حملتك مسؤولية كبيرة لتقديم أعمال على نفس المستوى؟

- بالتأكيد حملتني مسؤولية كبيرة، وحالياً أفكر جدياً بكتابة رواية جديدة من هذا النوع في منتصف العام الجاري، فكما تعلم الحروب نالت منا الكثير، وطبعاً من المؤكد أن داخل كل زقاق وكل بيت هناك قصة موجعة ومؤلمة تصلح أن تكون فيلماً سينمائياً أو مسلسلاً درامياً، وهذه دعوة مجانية للمنتجين والمخرجين المعروفين لمَنْ يرغب في إنتاج عمل فني رائع يُضاف إلى تاريخه ومسيرته في هذا المجال.

● الأجواء الصعبة التي عاشها العراق على مدار العشرين سنة الأخيرة، إلى أي مدى تركت بصماتها على نصوصك الإبداعية؟

- الأجواء التي عشناها وعاشها البلد طيلة السنين التي ذكرتها لم تترك بصماتها على نصوصي الأدبية فقط، وربما تظن أنني أبالغ في حديثي لو أخبرتك أننا أحياء لكننا أموات، نعم أموات، فقد مات فينا كل شيء، روحاً وجسداً، ولم يتبقَ منا سوى تلك الأصابع التي تمسك بالقلم وتحاول لملمة فتات ذاكرة وتاريخ ضاع هباءً على يد من جاءوا قاصدين هدم كل ما هو جميل، كل منا على طريقته.

● ماذا تحمل في جعبتك الإبداعية من أعمال تعكف على إنجازها حالياً وقد تخرج للنور خلال عام 2022؟

- أولها وأهمها رواية "نتاليا" الجزء الثاني، وأيضاً رواية جديدة بعنوان "لا تخبروا أبي". وفي هذا الصدد، أوجه كل الشكر والامتنان إلى الشاعرة ضحى جبر، المديرة التنفيذية لدار كليوباترا للنشر والتوزيع في مصر، لدعمها المتواصل والعمل الجاد في كل ما أقدمه من أعمال أدبية تصدر عن هذه الدار.

أحمد الجمَّال

«هاربون من الوطن إلى الوطن» نابع من معاناة الشعوب

«ليتني ما عُدت» حملتني مسؤولية كبيرة و«لا تخبروا أبي» تخرج للنور العام الحالي
back to top