رضا عبدالرحمن: الفن أهم وسيلة اتصال بين البشر

مؤسس أول مدرسة مصرية للفنون في الولايات المتحدة

نشر في 06-12-2021
آخر تحديث 06-12-2021 | 00:02
أراد الفنان المصري رضا عبدالرحمن الذي استطاع أن يرسم ملامح بارزة لطريقه في رحاب الفن التشكيلي، أن ينقل خبراته إلى غيره، لذا قرر بعد انتقاله منذ سنوات للإقامة في الولايات المتحدة، أن يطلق العنان لحلمٍ ظل يراوده كثيراً، فأنشأ أول مدرسة مصرية لتعليم الفنون في مدينة بيجمتون بولاية نيويورك.
وفي حوار أجرته معه "الجريدة"، قال عبدالرحمن إن هذه المدرسة تسعى إلى تعليم الفنون لجميع الجنسيات من كل الأعمار خصوصاً أبناء الجاليات العربية، مع التركيز على فنون الحضارة المصرية القديمة، معتبراً أن الفن أسلوب حياة، كما أنه إحدى أهم وسائل الاتصال بين البشر عموماً... وفيما يلي نص الحوار:

● متى بدأت فكرة إنشاء "مدرسة بورتريه" وكيف كانت خطوات تطبيقها؟

- منذ انتقلت للإقامة في الولايات المتحدة مع أسرتي قبل نحو سبع سنوات، تراودني فكرة إنشاء مدرسة للفنون في أميركا، وكانت هذه الفكرة تشغل بالي أيضاً حين كنت في مصر، لكن هنا في الولايات المتحدة أفق العملية التعليمية مفتوح وغير مقيد بقوانين مكبلة للإبداع مثلما الحال في الدول النامية، فهنا يمكنك أن تفعل ما تشاء مادمت تحمل ما يؤهلك للقيام بهذا الشيء، بالتالي فإن كل الطرق مفتوحة أمامك في سبيل تحقيق هدفك، وكان تشجيع الناس لي كبيراً جداً، وبعض الذين درسوا معي في بعض الأماكن التي قمت بالتدريس بها من قبل طالبوني بضرورة افتتاح مدرستي الخاصة، وكذلك زوجتي ومساعدتي الأولى رشا طاهر كانت سبباً رئيساً في تحقيق هذا الحلم.

● هل واجهتك صعوبات في سبيل خروج الفكرة إلى النور؟

- وجود المكان المناسب كان أبرز العقبات، وقد لعب الحظ معي دوراً في تذليلها، حيث إن هذه المدرسة كانت قائمة من قبل ولم يعد أصحابها متفرغين لها فقمت باستئجارها وبدأت العمل منذ بداية أكتوبر الماضي.

● ما الأهداف الرئيسة التي تسعي إليها من خلال هذه المدرسة؟

- أهم أهدافي نشر الفن بشكلٍ عام، فأنا أعتقد أن الفن من أهم وسائل الاتصال بين البشر، إن لم يكن أهمها، ومن خلاله يمكننا خلق جسور هامة وتفاهمات عميقة ذات طابع إنساني، فالفن التشكيلى بشكل خاص لا يحتاج إلى لغة أو ترجمة، فهو من القلب والعقل ويصل إلى القلب والعقل مباشرة من دون وسائط، غير أني متخصص في استخدام التقنيات القديمة التي استخدمها المصري القديم في إنتاج الفن المعاصر وهذا أحد أهم أهداف المدرسة.

● هل يقتصر دور المدرسة على تعليم أبناء الجالية المصرية أو العربية؟

- لا بكل تأكيد، فعلى الرغم من أن المدرسة تعمل تحت مظلة الجمعية العربية الأميركية للثقافة، فإننا نعمل على توصيل الفنون إلى كل الناس، ولدينا دارسون من مختلف الأعمار والجنسيات والأعراق لأن المجتمع الأميركي مجتمع مهاجرين يقبل الجميع، والمدرسة نموذج مصغر للمجتمع، وتسعى زوجتي التي تتولى إدارة المدرسة للوصول إلى أبناء كل الجاليات لتعريفهم بنشاط المدرسة ودعوتهم للالتحاق بها وتنظيم ورش عمل لكل من يبدي استعداده لذلك، فالفن أسلوب حياة.

● حدثنى عن دور المدرسة في التعريف بالمنجز الحضاري المصري تحديداً، وما الأنشطة التي تهتم بهذا الجانب؟

- لدينا برنامج خاص ومحدد لاستخدام التقنيات المصرية القديمة في الرسم والتصوير المعاصر، حتى إنه من أهم أسباب انجذاب الدارسين إلى المدرسة أنها تحت إدارة مصرية وما تحمله هذه الجملة من معانٍ يستدعي عند جميع الناس من مختلف دول العالم الفن والحضارة والإبداع، فكلمة "مدرسة مصرية" مهمة جداً وتمثل محفزاً كبيراً بالنسبة إلى الراغبين في تعلم الفنون.

● علمنا أن المدرسة تفتح أبوابها للهواة والمحترفين في نفس الوقت، فماذا تقدم لهم؟

- التعليم هنا متاح للجميع من سن الخامسة وصولاً إلى ما فوق التسعين، وهذا هو النظام الأميركي، إذ إنه لا قيد ولا شرط فيما يتعلق بمسألة العمر، وبالتالي هذا يقودنا إلى عدم التفرقة بين الهاوي والمحترف، فلكل منهم المحتوى الذي يمكن تقديمه له، حيث إننا نقدم في المدرسة برنامجاً متنوعاً للجميع، لدينا برامج تعليمية للأطفال من سن 5 إلى 8 سنوات، ثم برنامج آخر من سن 9 إلى 12 عاماً، ثم من سن 13 إلى 17 عاماً، وبعد ذلك نقدم برنامجاً للمحترفين بدءاً من عمر 18 فما فوق، وهناك أيضاً ورش خاصة للهواة في كل الأعمار فوق سن 18 عاماً، وفي كل مجالات الفن تقريباً.

● ما أكثر ما يسعى المحترفون إلى تعلمه في المدرسة؟

-- المحترفون تحديداً يكون تركيزهم على الاستفادة من دروس تعلم التقنيات القديمة كالتمبرا والأيقونات وغيرها من فنون الحضارة المصرية القديمة.

فرعون الفن المصري المعاصر

اتخذ الفنان رضا عبدالرحمن خطوة تدشين هذه المدرسة بناء على طلب الكثيرين من عشاق فنه، وأطلق عليها اسم "بورتريه"، تيمناً بجريدة "بورتريه" للفنون التي أصدرها في مصر لعدة أعوام.

ويتسم الأسلوب الفني لعبدالرحمن باستلهام التراث المصري القديم بلغة معاصرة، مما جذب إليه العديد من مقتني الأعمال الفنية في مصر والولايات المتحدة، حتى أن الفنان الكبير حلمي التوني وصفه بأنه "خليفة النحّات الكبير محمود مختار في فن التصوير المصري".

ويُلقب عبدالرحمن في أميركا بـ"فرعون الفن المصري المعاصر"، لذا تهتم مدرسة "بورتريه"، التي تقع في مدينة بيجمتون وتخدم مقاطعة بروم بأكملها، بتقديم دروس في الفن لمن يشتاقون لمعرفة المزيد عن استخدام التقنيات المصرية القديمة في إنتاج فنون معاصرة.

أحمد الجمَّال

نتواصل مع كل الجاليات لتعريفها بنشاط المدرسة ودعوتها للالتحاق بنا
back to top