«فيينا» تواجه أول عقدة... وطهران ترفض «خطوة بخطوة»

• إسرائيل: الخيار العسكري على الطاولة
• ضغوط جمهورية على بايدن لعدم رفع العقوبات

نشر في 01-12-2021
آخر تحديث 01-12-2021 | 00:04
الاجتماع الأول لإحياء خطة العمل المشتركة الشاملة في فيينا أمس الأول (رويترز)
الاجتماع الأول لإحياء خطة العمل المشتركة الشاملة في فيينا أمس الأول (رويترز)
رغم الحديث عن أجواء استكشافية إيجابية في اليوم الأول من مفاوضات فيينا، سرعان ما اصطدمت المحادثات بأول عقدة، إذ رفضت إيران مبدأ «خطوة بخطوة»، الذي تم إقراره
في الجولة السادسة قبل
5 أشهر.
في اليوم الثاني من المفاوضات غير المباشرة في فيينا بين واشنطن وطهران، بمشاركة مجموعة 4+1 التي تضم الصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا والمانيا، حول إحياء الاتفاق النووي الموقّع عام 2015، رفضت إيران مبدأ "خطوة بخطوة" متمسكة برفع العقوبات بالكامل، كما ألمحت الى التفاوض من البداية وعدم الأخذ بنتائج الجولات الست السابقة.

ووسط مخاوف من أن تبادر طهران الى تصعيد برنامجها النووي وتخصيب اليورانيوم الى نسبة 90 بالمئة للضغط على طاولة المفاوضات، وهو ما أشار اليه تقرير نشره موقع أكسيوس الأميركي، قال المتحدث باسم "الخارجية" الإيرانية سعيد خطيب زاده، لوكالة الأنباء الرسمية (إرنا)، "نركز في فيينا على رفع العقوبات، ولن نقبل بأي شيء أقل من هذا، ولن نتعهد بأي التزام أكثر مما ورد في الاتفاق النووي"، مضيفاً: "الالتزامات الجديدة لا مكان لها في مفاوضاتنا، ولا مكان لمفاوضات خطوة بخطوة".

وأكد زاده أن الحكومة الإيرانية جلست على طاولة التفاوض "بإرادة جادة، وإذا دخلت الأطراف الأخری بنية حسنة لرفع العقوبات بدلاً من إهدار الوقت يمكن القول إن المفاوضات ستسير على المسار الصحيح".

وفي ختام اليوم الأول من الجولة السابعة، أعرب كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري كني، عن ارتياحه، لكنه أكد في المقابل أن المطروح الآن كحصيلة لجولات المفاوضات الست السابقة هو "مجرد مسودة وليس اتفاقاً، لذا فإنها قابلة للنقاش"، وأنه إما يكون هناك اتفاق أو لا اتفاق، مؤكداً أن بعض الأعضاء، بما في ذلك روسيا والصين، دعموا موقف إيران.

ويدور الحديث عن مسودة جرى الاتفاق عليها في الجولة السادسة من المفاوضات، والتي وافق عليها الطرفان، وكانت تنص على "تنفيذ الاتفاق النووي خطوة بخطوة وبشكل متوازن"، أي ترفع واشنطن جزءا من العقوبات وتتراجع طهران عن إجراءات نووية تصعيدية قامت بها تنتهك التزاماتها بالاتفاق. وكانت طهران قد تحفظت عن المسودة بعد أن أصر الأميركيون في الصياغة على إضافة عبارة "أن بقية الخلافات مثل المواضيع المتعلقة بالبرنامح الصاروخي والنفوذ الإقليمي سيتم بحثها في جولات مقبلة".

وتطالب واشنطن ومعها الأوروبيون باعتبار مسودة الجولة السادسة نافذة وأنه يجب على إيران أن تلتزم بمبدأ خطوة بخطوة، وهو ما يرفضه المفاوض الإيراني الحالي، ويتمسك برفع العقوبات دفعة واحدة الكامل.

روسيا والصين

وكان مندوب روسيا في المفاوضات ميخائيل أوليانوف قد كشف عن اتفاق المشاركين على مواصلة عملية الصياغة في مجموعتي عمل؛ الأولى لرفع العقوبات والثانية لبحث القضايا النووية.

وطالب المبعوث الصيني وانغ تشون الولايات المتحدة برفع جميع العقوبات غير المتماشية مع خطة العمل المشتركة ضد إيران وأطراف ثالثة، منها بكين، معتبراً أن الحوار والمفاوضات الطريق الصحيح الوحيد لتسوية القضية النووية الإيرانية.

في المقابل، ورغم تأكيد مسؤول الاتحاد الأوروبي، إنريكي مورا، للصحافيين أن الفريق الإيراني أظهر رغبة في التعاون والمشاركة بجدية في المباحثات، أوضح أن إيران لا تزال متمسكة بمطلبها الخاص برفع كل العقوبات، رغم عدم وجود جدول زمني محدد لذلك.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعا خلال اتصال، أمس الأول، مع نظيره الإيراني ابراهيم رئيسي، إلى "الالتزام بشكل بناء" في المفاوضات، وذكّره بهدفه المتمثل "برؤية إيران تعود إلى الاحترام الكامل لالتزاماتها كلها، وأن تعود الولايات المتحدة إلى الاتفاق".

وشدد ماكرون على ضرورة أن تنخرط إيران بشكل بنّاء في المحادثات وتعود من دون تأخير إلى احترام جميع التزاماتها وواجباتها تجاه وكالة الطاقة الذرية وتستأنف بسرعة التعاون معها وتمكينها من أداء مهمتها".

ضغوط جمهورية

وفي حين شددت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، على أن الهدف من المحادثات عودة إيران إلى الاتفاق النووي والالتزام ببنوده، توعّد عدد من النواب الجمهوريين في "الكونغرس" بعرقلة أي جهود تهدف إلى رفع العقوبات الاقتصادية عنها.

وفي رسالة إلى البيت الأبيض، أبلغ 25 مشرّعاً جمهورياً، أمس الأول، الرئيس جو بايدن أنهم على استعداد لعرقلة أي جهود لمساعدة إيران على إعادة مليارات الدولارات تم تجميدها في ظل حملة ضغط نفذها سلفه دونالد ترامب.

وبحسب صحيفة واشنطن فري بيكون، المحافظة، اتهم الجمهوريون إدارة بايدن بعدم وضع "الكونغرس" في صورة ما يجري بشأن العقوبات وتركهم "في الظلام" بخططها لإضعاف إنفاذ العقوبات وتخفيفها عن إيران، وتجاهل أكثر من 20 استفساراً حول خططها لتخفيف العقوبات الاقتصادية، التي يمكن أن توفر لحكومتها المتشددة ما يزيد على 90 مليار دولار نقداً.

الخيار العسكري

وفي إسرائيل، شدد وزير الأمن الداخلي، عومير بار ليف، أمس، على أن الخيار العسكري ضد إيران موجود على الطاولة، محذراً من أنها - مع الأسف - أصبحت أكثر قرباً من إنتاج قوة نووية، وبالتالي إسرائيل تعزز وتقوم بصيانة هذا الخيار، ولا تعتمد على أحد باستثناء نفسها.

وقال بار ليف لإذاعة FM، "نريد لجم تقدّم إيران نحو تخصيب يورانيوم بمستوى عال، ونريد العودة إلى الوضع السابق وتمديد القيود عليها"، مضيفاً: "رأينا أن فرض العقوبات لم يؤثر على الإيرانيين في السنوات الثلاث، منذ أن انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق، بل على العكس جعلتهم يتقدمون بصورة دراماتيكية نحو قدرة نووية".

وتابع: "ليس واضحا لنا كثيراً ما هي المواقف المختلفة لجميع المشاركين بمفاوضات فيينا، وهل يعتزمون فعلا التراجع أمام الإيرانيين وإلغاء العقوبات والتوصل إلى اتفاق كهذا أو ذاك"، مضيفاً: "جميع الأطراف سيخرجون راضين من يوم افتتاح المفاوضات، ولا أعرف ماذا يعني ذلك وإلى أين يقود، ونحن قلقون جداً، ونخشى توقيع اتفاق أضعف بدلاً من أن يكون أقوى وأطول".

back to top