استراتيجية بايدن العسكرية تُبقي وضع الشرق الأوسط معلّقاً

● «البنتاغون» تنهي مراجعتها لوجود القوات الأميركية في الخارج بلا تعديلات كبيرة
● تعزيز الانتشار لمواجهة الصين وروسيا... وتحليل إضافي لاحتياجات المنطقة

نشر في 01-12-2021
آخر تحديث 01-12-2021 | 00:05
جانب من قوات الولايات المتحدة
جانب من قوات الولايات المتحدة
بعد أشهر من الدراسة، قررت وزارة الدفاع الأميركية أن التمركز العالمي الحالي لقوات الولايات المتحدة ليس بحاجة فورية إلى تعديلات كبيرة، على الرغم من أنها ستجري تحليلاً إضافياً يتعلق باحتياجات القوات في الشرق الأوسط وإجراء تحسينات في آسيا والمحيط الهادئ.
استكملت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) مراجعةً استمر العمل عليها شهوراً طويلة، بشأن الوضع العسكري الأميركي حول العالم، بهدف تقوية الصلة بين القدرات العسكرية الهائلة للولايات المتحدة والأولويات الاستراتيجية لإدارة الرئيس جو بايدن، خصوصاً لمواجهة الحشد العسكري الصيني المتنامي.

وتم أمس الأول إصدار ملخص غير سري للتقرير الذي أعدته «البنتاغون» في ختام المراجعة وأطلقت عليه «غلوبال بوستشر ريفيو»، يشير الى عدم الضرورة لاجراء تعديلات فورية كبيرة، لكنه يبقي مسألة الوجود العسكري الاميركي الشائكة في الشرق الأوسط معلقة.

وقد بدأت مراجعة «البنتاغون» في عهد وزير الدفاع، لويد أوستن، في وقت سابق من هذا العام، وهي واحدة من عدة مخططات للأمن القومي والسياسة الدفاعية من المتوقع أن تصدرها إدارة بايدن في الأشهر المقبلة.

ردع الصين وروسيا

ولدى استعراضها الملخص، قالت القائمة بأعمال نائبة مساعد وزير الدفاع الأميركي، مارا كارلين، خلال مؤتمر صحافي، إن واشنطن تعتزم «توسيع البنية التحتية العسكرية في أستراليا، وعلى الجزر في المحيط الهادي، ونشر مقاتلات وقاذفات في أستراليا على أساس التناوب»، في إطار الجهود لردع الصين، إضافة إلى مواصلة العمل على إبقاء ردع فعال ضد إيران والجماعات الجهادية في الشرق الأوسط.

وكانت الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا، أعلنت في سبتمبر الماضي عن تأسيس تحالف «أوكس»، الذي أثار ردود فعل سلبية من قبل الصين التي اعتبرت أن قيام تحالفات عسكرية جديدة في المنطقة لا يساهم في تعزيز الاستقرار، لكنه أثار أيضا غضب الحلفاء الاوربيين، خصوصا فرنسا التي تم إبعادها عن صفقة غواصات نووية مع استراليا لمصلحة حصول الاخيرة على غواصات نووية أميركية.

وعن روسيا، قالت مارا «ندرس حاليا مبادرات مع حلفائنا وشركائنا لتعزيز قوتنا الرادعة الموثوقة ضد روسيا». وأوضحت أن تعديل الانتشار العسكري الأميركي في أوروبا ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ تجري مناقشتها «لكن هذه السنة الأولى للإدارة، وليس الوقت مناسبا لإدخال تغييرات استراتيجية رئيسية».

وأشارت إلى أن وزارة الدفاع أعلنت بالفعل عن استثمارات لتحديث القاعدة البحرية الأميركية في جزيرة غوام في المحيط الهادئ، وتعزيز وجودها في أستراليا حيث ينشر سنويا حوالى 2500 عسكري من مشاة البحرية بالتناوب لإجراء تدريبات.

وتابعت «ندرس حاليا عددا من المبادرات مع حلفائنا وشركائنا، وسوف ترون تحققها خلال العامين أو الثلاثة أعوام المقبلة».

وبما أن التقرير مصنف بين أسرار الدفاع، فإنها لم تقدم أي تفاصيل حول كيفية تعزيز الولايات المتحدة لنظامها العسكري بهدف مواجهة طموحات موسكو وبكين.

تعديلات خلال 3 أعوام

ونقلت «أسوشيتد برس» عن مسؤول دفاعي بارز أن المراجعة تمهد الطريق لإجراء تعديلات على تمركز القوات الأميركية خلال العامين أو الثلاثة أعوام المقبلة.

وقال المسؤول، إن عدداً من التعديلات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ قيد الإعداد، ولكنها تتطلب المزيد من المشاورات مع الحكومات الأجنبية.

وأضاف أن أفغانستان خضعت لمراجعة منفصلة بين الوكالات، كما يجري استعراض القدرات السيبرانية والنووية في إطار مبادرات منفصلة.

وقال مسؤول كبير آخر فى وزارة الدفاع إنه بالرغم من التوقعات بأن يؤدي ذلك إلى تغييرات استراتيجية، إلا أن مراجعة الموقف العالمي لم تجد حاجة إلى تعديلات كبيرة.

أوروبا

وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال» إن مسؤولي الدفاع أبلغوا بلجيكا وألمانيا بأن الولايات المتحدة ستحافظ على وجودها فى سبعة مواقع في البلدين المضيفين.

وكان الرئيس جو بايدن ألغى قراراً لسلفه دونالد ترامب يخفض عدد العسكريين الأميركيين المنتشرين في ألمانيا إلى 2500 عنصر، وأكد مجددا التزام الولايات المتحدة بحلف شمال الأطلسي (الناتو).

وفي أبريل الماضي، كان وزير الدفاع لويد أوستن أعلن عن خطط لتوسيع الوجود الأميركي في ألمانيا بمقدار 500 جندي، ووقفاً لخطط إجراء تخفيض كبير في القوات أمرت به إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.

الشرق الأوسط

لكن الموقف العسكري الأميركي في الشرق الأوسط يبدو متقلبا بعد الانسحاب من أفغانستان وسحب بطاريات باتريوت المضادة للصواريخ التي نشرتها في السعودية، بعد استهداف حقولها النفطية بصواريخ في هجمات نسبت إلى جماعات موالية لإيران.

لكن أوستن أعلن في البحرين، الأسبوع الماضي، رغبته في طمأنة بلدان المنطقة. وقال في كلمته أمام «حوار المنامة» إن «التزام أميركا بالأمن في الشرق الأوسط قوي وثابت».

وفي العراق، أبرمت واشنطن في الصيف اتفاقا مع الحكومة العراقية ينص على رحيل جميع «القوات المقاتلة» بحلول نهاية العام، لكن نحو 2500 عسكري أميركي مازالوا هناك. وقالت المسؤولة «التزامنا هو مواصلة دعم التحالف المناهض لتنظيم الدولة الإسلامية».

«فقدنا أعيننا»

وقالت ماكنزي إيغلن، الزميل الأقدم المتخصصة في الاستراتيجية الدفاعية في معهد أميركان إنتربرايز لصحيفة «وول ستريت جورنال» إن «العالم غير مستقر أكثر مما كان عليه قبل ستة أشهر». وأضافت إن الانسحاب من أفغانستان على وجه الخصوص يعني أنه يجب على الولايات المتحدة مراقبة التهديدات الإرهابية وجمع المعلومات الاستخبارية من أماكن أبعد، مما يجعل من الصعب تحويل الموارد.

وقالت إن «هذا جزء من السبب فى عدم تمكننا من تغيير موقف القوة بشكل كبير في الشرق الأوسط وأوروبا، لأننا فقدنا أعيننا في أفغانستان».

back to top