حوار كيميائي : تراجع إنتاجنا النفطي يحتاج إلى وقفة

نشر في 28-11-2021
آخر تحديث 28-11-2021 | 00:20
 د. حمد محمد المطر يشكل النفط عماد الاقتصاد الكويتي، بل هو الثروة الوحيدة التي تعتمد عليها الدولة الكويتية في حاضرها وفي بناء مستقبلها، وبالتالي كل جهد لا ينصبّ في تطوير هذه الثروة بما يناسب التطورات الاقتصادية والتكنولوجية هو جهد غير مجدٍ على المدى الطويل، ولا يندرج في المخططات الاستراتيجية بعيدة المدى، بما في ذلك العمل على زيادة الإنتاج وتحسين نوعيته واستكشاف آفاق جديدة لتصنيعه والاستفادة منه إلى أقصى حدٍّ ممكن، وهذا لا يتأتى إلا بمواكبة كل تطور علمي وتكنولوجي وتوظيفه بما يحافظ على تطوير هذه السلعة وزيادة مردوديتها.

أشار بعض الخبراء، خلال الفترة الماضية، إلى أن إنتاج النفط في دولة الكويت في تراجع مستمر، فقد وصل معدل الإنتاج خلال الشهر الماضي إلى ٢.٥١ مليون برميل، حسب ما ذكرته نشرة ميس البترولية العالمية الصادرة في ١٧ نوفمبر الجاري، مما يعني استمرار معدل الانخفاض في الإنتاج – بوتيرة متسارعة - والذي أصبح خلال السنوات القليلة الماضية أمراً واضحاً وواقعاً ملموساً، مع الأسف، رغم كل التصريحات المطمئنة عن الخطط الطموحة، أو لعلي أسميها بالآمال الطيبة، لزيادة الإنتاج واستمراريته.

إن قطاعنا النفطي يواجه الكثير من المشكلات والعوائق، سواء الداخلية (أي من داخل القطاع)، أو الخارجية (أي من المجتمع المحيط به). وليس عندي أدنى شك بصدق النوايا وقوة العزائم، التي يتحلى بها أبناء الكويت القائمون على القطاع النفطي، إلا أن حجم هذا التحدي وخطورته يستدعيان المصارحة والاعتراف بوجود المشكلة كأول خطوة من خطوات العلاج.

لا أدعي أنني من أهل الاختصاص في علم النفط والغاز لأقدم الحلول والاقتراحات، إلا أنني – وخصوصاً من موقعي كممثل للأمة – أعلم علم اليقين أنه ما لم نعترف بوجود هذه المشكلة ونعمل على حلها جذرياً، عاجلاً غير آجل، فإننا سنصل إلى نقطة مفصلية قد تكلفنا أكثر بكثير مما نعتقد.

وأعلم يقيناً أن تحدياً بهذا الحجم يتطلب تضافر الجهود على كل المستويات، والعمل بمهنية، بعيداً عن تجاذبات السياسة وضغوطات المصالح التجارية، وعلى أسس علمية وعملية، للخروج من هذا المأزق في أسرع وقت، بخطة عمل استراتيجية واقعية قابلة للتنفيذ، تسخّر التكنولوجيا الحديثة وتُراجع النظم الإدارية والتشغيلية، وحتى الجوانب التشريعية والقانونية – إن لزم الأمر- دون تراخٍ أو مجاملة، ساعين إلى رسم مستقبل هذه الصناعة، ووضع الكويت على قائمة الدول المتطورة في ثروتها النفطية، ابتداءً من تطوير المكامن، مروراً بخلق صناعة بتروكيماوية كبيرة، وانتهاءً بالتسويق العالمي، ولنا في "أرامكو" اللامعة خير قدوة.

قد تحتمل بعض الأمور الصبر، لكن موضوعاً كهذا لا يحتمل التأخير، وإلا فلن تستطيع الكويت مواكبة استحقاقات التنمية والتطور، فضلاً عن تلبية الحاجات المتزايدة من خدمات أساسية وتوفير حياة كريمة للمواطنين.

***

«catalyst» مادة حفازة:

تعزيز إنتاح النفط + تكليف قيادات نفطية = تفكير استراتيجي

● د. حمد محمد المطر

back to top