يا صباح الخير ياللي معانا

نشر في 26-11-2021
آخر تحديث 26-11-2021 | 00:00
 د. نبيلة شهاب نصبح ونبتهج ونفرح كلما استيقظنا وأشرقت أرواحنا بالتصبح بالوجوه التي تقابل صباحنا معنا، إن كانت هادئة راضية مستبشرة أقبل علينا الصباح بكل ألقه ونوره وبشاراته، وإن كانت متجهمة متذمرة متشائمة أطفأت بهجة يومنا وأجهضت جزءا من طاقتنا.

عادت بي الذاكرة إلى مقولة صديقة كنا نعتبرها بغبائنا لا مبالية، وتبين لاحقاً أنها أكثر منا توافقاً مع الحياة وإسعاداً لذاتها، كانت دائماً ما تردد على مسامعنا: "كافي ضغوط الحياة بعد تزيدونها هم وغم ضحكوا وانسوا"، في الحقيقة المحظوظ منا يتعلم من مثل هذه الكلمات البسيطة، ويستيقظ بنشاط وهمة واستبشار بقدوم يوم جديد جميل يحمل معه أجمل الأقدار، وغيره قد يستيقظ على امتعاض ويبدأ تدريجياً بشحن بطاريته النفسية بالطاقة الإيجابية، في حين يعتبر آخرون الصباح ساعة تأزم نفسي والفراش ميدان معركة مع المنبه.

وينسحب تأثير الصباح أو بالأحرى كيفية استقبالنا له على باقي اليوم، إلا أن البعض منا قد يتغير مزاجه حسب معطيات يومه وما عليه من مسؤوليات وطبيعة الأفراد الذين يعيش معهم أو يتعامل معهم، على سبيل المثال التعامل والعيش مع الأرواح المتفائلة المبتهجة يؤدي إلى أن ينتقل لنا تفاؤلها ورضاها والعكس.

بدهياً لا نبالغ لو قلنا إن ردود أفعالنا وطريقة استقبالنا ليومنا لم تأت من فراغ، ولكن وللأسف الشديد نجد أن بعض برامج التواصل الاجتماعي قد ساعدت في انتشار بعض المفاهيم السيئة والمحبطة والتي قد تؤثر في الفرد بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، فعلى سبيل المثال اعتبار أول يوم بالأسبوع (الأحد) يوم هم وغم وفيه تُخطف النومة وتسرق الراحة، وكل ذلك بالتأكيد قد ينعكس سلباً على الأداء في العمل، فكما يزيد التفاؤل والشعور الإيجابي الإنتاج ويحسن الأداء نجد أن التشاؤم يقلل من إنتاجية الفرد وأدائه وعمله.

كما أن الانتهاء من استقبال المراجعين قبل ساعات من انتهاء وقت العمل الفعلي نتيجة كذلك لتلك المفاهيم الخاطئة والسلبية، فإذا كان ذهابنا إلى العمل صباحاً كمن يذهب للسجن، فمن المتوقع أن الفرد يسعى إلى الفرار منه بأسرع وأقرب وقت، ويترك وراءه المراجعين المغلوبين على أمرهم مخذولين، ولكن إن استقبل الفرد صباحه بالرضا والتفاؤل، واستعد للعمل بصورة إيجابية فإن الأمر يختلف تماماً. أما يوم الخميس فهو قصة أخرى فهو اليوم المميز، وعادة ما يكون استقباله ككرنفال سعادة، ولذلك هناك انطباع للأسف عند البعض أنه يوم راحة واستعداد للإجازة!! يكثر فيه الغياب أو تقليص ساعات العمل، ولا يخفى على أحد ما يترتب على ذلك.

كلمة على الهامش:

من المهم والبدهي ألا ننسى دور المسؤولين في العمل على اختلاف مناصبهم ومسؤولياتهم عن كل تلك التجاوزات والتقصير والإهمال في العمل عند البعض والتعامل السيئ وظلم المراجعين والتقصير في إنجاز معاملاتهم.

والأهم من ذلك كله هو نظرة البعض من أفراد المجتمع واستقبالهم لكل تلك المفاهيم والسلوكيات السلبية بشكل عادي وتقبلها وعدم استنكارها أو رفضها.

● د. نبيلة شهاب

back to top