جو بايدن يقدم نفسه للأميركيين كرئيس للطبقة الوسطى

يسعى لخفض أسعار النفط ورفع شعبيته

نشر في 25-11-2021
آخر تحديث 25-11-2021 | 00:00
الرئيس الأميركي جو بايدن
الرئيس الأميركي جو بايدن
يعد تحرك الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس الأول، غير مسبوق في محاولة لخفض أسعار النفط، وبالتالي البنزين، على أمل إقناع الأميركيين، أخيراً، بأنه بالفعل رئيس الطبقة الوسطى.

وقبل أن يبدأ الأميركيون رحلاتهم لمسافات طويلة لقضاء عطلة عيد الشكر اليوم مع عائلاتهم، أطلق الرئيس الديموقراطي مبادرة تقوم على ضخ 50 مليون برميل من المخزون النفطي الاستراتيجي في السوق الأميركية، وهي أكبر كمية يتقرر استخدامها على الإطلاق.

وقال بايدن في كلمة ألقاها على خلفية صور لمحطات وقود وصهاريج "إننا نطلق مبادرة كبرى". وتعهد من البيت الأبيض بأن المبادرة "لن تخفض الأسعار بين عشية وضحاها"، لكنها "ستحدث فرقا".

وأضاف "الأمر سيستغرق وقتا، لكن قريبا ستشهدون انخفاضًا في سعر البنزين".

ولا تستخدم الولايات المتحدة عادة سوى النذر الضئيل من هذه الاحتياطيات المقدرة حاليًا بنحو 609 ملايين برميل، والمخزنة تحت الأرض في لويزيانا وتكساس، في حالة حدوث كوارث طبيعية أو أزمات دولية.

ولم يأمر بايدن باستخدام الـ 50 مليون برميل لتعديل الأسعار فحسب، بل فعل ذلك بالتنسيق مع دول أخرى، وهو أمر لم يحدث من قبل.

الصين

من أجل ذلك، تجاهلت واشنطن وبكين التنافس بينهما، إذ انضمت الصين، أحد أكبر مستهلكي الذهب الأسود، إلى هذه المبادرة على غرار الهند واليابان وكوريا الجنوبية والمملكة المتحدة، وفق البيت الأبيض.

وندد السيناتور الجمهوري البارز، ليندسي غراهام، في بيان، بما وصفه بأنه "إساءة" استخدام لهذه الاحتياطيات المخصصة لحالات "الطوارئ".

كما اتهم الرئيس الديموقراطي بأنه وراء رفع الأسعار عبر إبطاء أعمال الاستثمار في الوقود الأحفوري بالولايات المتحدة، وهي حجة يكررها المعسكر المحافظ.

ورد بايدن بالقول إن هذا ليس سوى "خرافة"، مضيفًا: "جهودي لمكافحة تغير المناخ لا ترفع أسعار البنزين".

ويشكل ارتفاع الأسعار في محطات الولايات المتحدة التي تستهلك البنزين بكميات كبيرة، معضلة سياسية كبيرة للرئيس جو بايدن.

ولطالما كرر أن هدفه السياسي الرئيسي هو تخفيف الأعباء المعيشية عن الطبقة الوسطى المستاءة، بسبب العولمة ووباء كوفيد. فبايدن يسعى إلى إحياء الحلم الأميركي، المتمثل في توفير الرخاء والنجاح للجميع، لإثبات تفوق النموذج الديموقراطي على الدكتاتورية. وفي هذا الإطار، قدّم بايدن برنامجه.

خلال 10 أيام، أصدر خطة ضخمة لتحديث البنية التحتية بقيمة 1.2 تريليون دولار، ودفع العملية التشريعية قدمًا لإقرار برنامج إنفاق اجتماعي ومناخي ضخم بقيمة 1750 مليار دولار.

وتتصدر المعركة ضد "كوفيد" برنامجه، حيث سيعمد الرئيس الديموقراطي إلى تطعيم الأطفال وتوفير الجرعات المعزِّزة للبالغين.

لكن على الرغم من هذا التقدم ونمو سوق العمل، لا يحظى بايدن بشعبية كبيرة، فقد ذكر موقع استطلاع الرأي 538 FiveThirtyEight أن معدل التأييد، الذي انخفض منذ الانسحاب العسكري من أفغانستان هذا الصيف، بلغ أقل من 43 بالمئة أمس الأول.

ويعود جزء من ذلك بشكل خاص إلى التضخم الذي بلغ ذروته، وخاصة ارتفاع الأسعار في محطات الوقود، في بلد يعتبر استخدام السيارة ضرورياً في ظل ضعف وسائل النقل العام.

وليس استعمال 50 مليون برميل من الاحتياطي سوى مسألة رمزية، لأن هذه الكمية تغطي 3 أيام فقط من الطلب من مصافي التكرير الأميركية.

لكن بايدن يأمل أن تؤثر مبادرته معنوياً، سواء على الدول المنتجة للنفط، مثل السعودية، التي تحجم عن ضخ الخام بقوة في الأسواق، وعلى الرأي العام في بلاده.

ويبدو أن الرئيس (79 عامًا) والذي استنفد الحديث عن الجهود المبذولة للحد من الوباء ومحاربة الركود، يريد توجيه رسالة إيجابية أكثر.

وقال بايدن في كلمته أمس الأول "بمناسبة عيد الشكر، لدينا الكثير مما يجعلنا نشعر بالامتنان". وظهر بايدن خلال الأيام الأخيرة في عدة مناسبات لإحياء تقاليد العيد، ولا سيما يوم الجمعة الماضي، عندما بدا سعيدًا وهو يعفو عن ديك رومي قبل عيد الشكر، وسط أجواء احتفالية.

back to top