رفات الأسرى والطيارة البريطانية 30 عاماً وأسرار الغزو تتوالى

نشر في 25-11-2021
آخر تحديث 25-11-2021 | 00:10
 ‏‫وليد عبدالله الغانم حدثان بارزان من توابع الغزو العراقي الغادر للكويت وقعا هذا الأسبوع: الأول هو الإعلان عن التعرف على رفات ١٩ من أبناء الوطن الأسرى والمفقودين من أيام الغزو 1990 ممن اغتالتهم القوات العراقية، نسأل الله سبحانه أن يكرمهم بالشهادة، لتنضم هذه الكوكبة الرائدة إلى إخوانهم في قائمة الشرف العليا للوطن، وكان ملاحظاً أن غالبية الدفعة الأخيرة من مواليد السبعينيات مما يعني أنه تم أسرهم وتعذيبهم واستشهادهم، بإذن الله، وهم دون العشرين عاماً، فأي بطش وأي جرم ارتكبته القوات العراقية الغازية ضد الأبرياء والمسالمين في بلدي؟!

ومن الجدير ذكره أن المملكة العربية السعودية استقبلت أيضاً الشهر الماضي رفات أحد الأبطال ممن تم أسره في الغزو العراقي وهو النقيب‬ السعودي الشهيد، بإذن الله، عبدالله سالم ‪القرني‬، وإلى اليوم وحسب إحصائيات الدولة الرسمية فقد تم التعرف على رفات 293 ‪مفقوداً في الغزو العراقي من‬ أصل ‪605‬ مسجلين ضمن لوائح مكتب الشهيد، وما زالت الكويت تنتظر اكتشاف مصير 312 مفقوداً من الأبرياء ممن اختطفتهم القوات العراقية الغازية.

الحدث الثاني هو الاعتراف الصادم هذا الأسبوع من وزارة الخارجية البريطانية بأنها طوال 30 عاماً ضللت العالم والبرلمان والشعب البريطاني بشأن عدم تحذيرها لطيارة الخطوط الجوية البريطانية من الهبوط في مطار الكويت صباح يوم الغزو رغم معرفة الوزارة بوقوع الاجتياح وتلقيها رسالة واضحة منتصف الليل من سفارتها في الكويت، ليقع كثير من ركاب وطاقم الطائرة البريطانية أسرى ومرتهنين عند النظام العراقي تحت معاملة مهينة وقاسية، حتى أطلق سراحهم في ديسمبر 1990، وكانت الحكومة البريطانية تحفظت 30 عاماً عن الكشف عن تلك المعلومة، وما زال الجدل قائماً إن كانت تلك الطائرة تحمل فريقاً أمنياً بريطانياً مكلفاً بأعمال استخبارية داخل الكويت والعراق، لذلك لم تلغ الرحلة رغم خطورتها حتى لا تعرقل تلك المهمات حسب إفادة "أنتوني بايس"، وهو ضابط سابق في الاستخبارات البريطانية يعمل في الكويت تلك الفترة، وكذلك إفادة "كلايف إيرثي" أحد مسؤولي طاقم الرحلة نفسها الذي قال إنه شاهد 11 فرداً يغادرون الطائرة عند هبوطها في مطار الكويت، وأحدهم يرتدي زياً عسكرياً ولم يشاهدهم بعد ذلك *

أكثر من 30 عاماً وما زالت خفايا وأسرار وحوادث غزو العراق للكويت لم تتكشف بعد، فهناك آلاف القصص والأخبار والروايات المتعلقة بتلك الكارثة العربية والإسلامية والعالمية الرهيبة التي ننتظر أن تصلنا، لتؤكد لنا حقيقة تاريخية لا لبس فيها، أن غزو العراق للكويت جريمة إنسانية لا تغتفر، خسرت فيها الأمة مصالحها، وفقد فيها الأبرياء حياتهم وذاقت بلادنا طعم الغدر والخيانة، ثم لذة الفوز والانتصار، والحمد لله من قبل ومن بعد.

* «BBC NEWS»

● ‏‫وليد عبدالله الغانم

back to top