مبادرة الشرق الأوسط الأخضر وقراءة في كلمة ولي العهد

نشر في 27-10-2021
آخر تحديث 27-10-2021 | 00:07
 د. ندى سليمان المطوع "الكويت أطلقت استراتيجيتها البيئية ضمن رؤية (كويت جديدة 2035) بالإضافة إلى تشريعات معنية بالبيئة وقوانين حماية البيئة وترشيد استهلاك الموارد الطبيعية".

من كلمة سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد التي ألقاها في افتتاح مؤتمر قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر في السعودية قبل عدة أيام.

وقد أعلنت المملكة العربية السعودية مبادرتها الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر خلال شهر مارس من هذا العام، وتضمنت المبادرة زراعة 10 مليارات شجرة داخل المملكة، أي زيادة المساحة المغطاة بالأشجار تماشياً مع النهج العالمي الخاص بالحماية من تدهور الأرض والموائل الفطرية، وهدفت أيضا إلى تقليل الانبعاثات الكربونية من خلال الطاقة المتجددة وإنتاج الطاقة النظيفة وكل ذلك وفق رؤية 2030 للمملكة.

أما قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، فقد انطلقت قبل عدة أيام بمشاركة واسعة لرؤساء دول ومنظمات إقليمية ورؤساء تنفيذيين لشركات كبرى، والمبادرة تؤكد حرص المملكة على مكافحة التصحر والتغير المناخي ورغبتها في إحداث تغيير وتحول في المنطقة لقيادة الجهود نحو تحقيق التوازن واجتذاب الفرص الاستثمارية، وكما جاء في كلمة الأمير محمد بن سلمان خلق فرص عمل للشباب وجذب الطاقات الشبابية المهتمة بالتكنولوجيا والبيئة وتشجيع الابتكار.

وقد شارك في القمة سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد ملقياً كلمة استهلها بشكر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وحكومة المملكة وشعبها، مبتدئاً بتثمين دور المملكة القيادي والمحوري المعروف، مرتكزاً على قاعدة انطلقت منها محاور الكلمة:

أولها، السعي نحو تعزيز العلاقات الكويتية السعودية تحت مظلة الاستدامة البيئية، وفتح الباب للتعاون الثنائي بين البلدين على صعيد منظمات المجتمع المدني والأفراد.

ثانيها، الارتكاز على رؤية الكويت وخطة كويت جديدة تدعم مبادرة المملكة العربية السعودية.

أما على الصعيد المحلي فأشار سمو ولي العهد إلى أهمية القطاع النفطي وجمعيات النفع العام والمبادرات الفردية بالإضافة إلى مؤسسات الدولة في تصميم الأساليب التنفيذية لطرح الاستدامة البيئية.

ومن خلال متابعة المؤتمر يتضح أن المبادرة أكبر بكثير من جهود متواضعة للزراعة أو تحديد محميات، المبادرة ذات مستوى عالمي تتضمن أساليب حديثة منها، على سبيل المثال، تجميع مياه "الاستمطار" واستخدام التكنولوجيا بالزراعة وتقنيات استخدام المياه عبر التقطير وغيرها من الأساليب الحديثة في التعامل مع الأراضي الصحراوية لتنفيذ الاستدامة البيئية.

ولا يخفى على أحد أن التحديات والصعوبات التي نواجهها كدول صحراوية تتضمن ندرة المياه والعوامل الجوية الصعبة وملوحة المياه؛ لذا علينا تشجيع الشباب ذوي الفكر الإبداعي على ابتكار الحل لمشكلة الجفاف في الأراضي الزراعية عبر نظام ري ذكي.

خلاصة الأمر أن كلمة سمو ولي العهد وضعت النقاط على الحروف، وأطلقت مفاهيم الأمن الإنساني وسط مبادرات حماية البيئة، والاقتصاد عبر تفعيل دور القطاع الخاص في تنفيذ استراتيجية حماية البيئة.

كلمة أخيرة: انطلاق المبادرات البيئية على المستوى الدولي يضع على السياسة الخارجية الكويتية عبء تفعيل أدواتها بنمط متجدد لقراءة المبادرات الخضراء الدولية واستيعابها.

وللحديث بقية.

● د. ندى سليمان المطوع

back to top