معركة سياسية في الولايات المتحدة بشأن إجراءات التصويت

نشر في 24-10-2021
آخر تحديث 24-10-2021 | 00:04
الانتخابات الرئاسية الأميركية
الانتخابات الرئاسية الأميركية
شهدت الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2020 نسبة مشاركة هي الأعلى في تاريخ البلاد، رغم تفشي وباء كوفيد، وجهود دونالد ترامب وحلفائه لتقويض ثقة الناس بالنظام الانتخابي.

ورغم مشاركة عدد غير مسبوق من الناخبين، يُنظر إلى الاقتراع على نطاق واسع بأنه الأكثر أمانا في تاريخ الانتخابات الأميركية.

لكنّ ولايات عدة اتخذت خطوات في الأشهر الأخيرة لاستخدام مزاعم الاحتيال التي لا أساس لها لتمرير قوانين يرى منتقدوها أنها تهدف إلى تقييد حقوق التصويت للأقليات التي تميل تاريخيا إلى الحزب الديموقراطي.

وقال الرئيس جو بايدن إن "على مجلس الشيوخ العمل على حماية الحق الدستوري في التصويت، والذي يتعرّض لهجوم لا هوادة فيه من مؤيدي الكذبة الكبرى"، في إشارة إلى جهود ترامب للتشكيك في نتائج انتخابات 2020.

وشدد على أن "الأمر عاجل. الديموقراطية، روح أميركا، على المحك".

في جورجيا جنوب الولايات المتحدة، صار يمكن محاكمة الأشخاص الذين يوزعون المشروبات والوجبات الخفيفة على الناخبين في الطوابير أمام مراكز الاقتراع. وحظرت تكساس ترويج مسؤولي الانتخابات للتصويت عبر البريد.

وسنّت قوانين مشابهة في نحو 10 ولايات أخرى تضفي تعقيدا على التصويت، وفق منظمات غير حكومية.

ويقول مركز التقدم الأميركي إن "هذه القوانين على مستوى الولاية غالبا ما تستهدف الناخبين الأقل تمثيلا تاريخيا، وخصوصا الأقليات والفقراء والمعوقين".

بحلول مطلع الشهر الجاري، صادقت 19 ولاية على الأقل على 33 قانونا يقيد التمكن من التصويت، وفق مركز برينون للعدالة، المحسوب على اليسار.

وعلى المستوى الفدرالي، لم يتوافق أعضاء مجلس الشيوخ، الأربعاء، على مناقشة مشروع قانون يقترحه الديموقراطيون حول "حرية التصويت"، ويشمل مجموعة إجراءات حول حق التصويت وإعادة توزيع الدوائر الانتخابية وتمويل الحملات.

ولم يتمكن الديموقراطيون من الحصول على الأصوات الـ60 اللازمة لبدء النقاش، بعد أن دعا كبير الجمهوريين ميتش ماكونيل أعضاء حزبه في مجلس الشيوخ إلى رفض "أحدث محاولات الديموقراطيين للسيطرة على كيفية تصويت كل أميركي في أنحاء البلاد".

من جانبه، قال كبير الديموقراطيين تشاك شومر بعد التصويت "لا تخطئوا، رفض الشيوخ الجمهوريين فتح النقاشات اليوم يشكل موافقة ضمنية على القوانين الرهيبة" التي تقيد الوصول إلى التصويت.

ويعتبر الجمهوريون في "الكونغرس" أن القوانين الجديدة التي تفرض على سبيل المثال أن يبرز الناخب بطاقة هوية تحمل صورته منطقية، وهو إجراء متّبع في دول عدة حول العالم.

ومن بين التدابير التي اقترحها الديموقراطيون جعل التسجيل في السجل الانتخابي ممكنا في يوم الاقتراع، وإقرار عطلة مدفوعة الأجر أيام الاقتراع التي تنظم دائما وسط الأسبوع في الولايات المتحدة.

واقترح مشروع القانون أيضا تدابير للحد من تأثير المال في السياسة وتعزيز التحصين من التدخل الأجنبي.

تدار الانتخابات الأميركية على المستوى المحلي، وغالبا ما ينظر الجمهوريون إلى توجيهات واشنطن للولايات بشأن العملية الانتخابية على أنها تدخّل فدرالي غير مرحب به.

لكن ذلك بالضبط ما كان يحاول ترامب فعله منذ أكثر من عام، وحتى قبل إعلان هزيمته، شرع الملياردير في حملة شرسة لإقناع ملايين الأميركيين بأن الانتخابات الرئاسية لعام 2020 مزورة، من دون تقديم أي دليل.

وقد ممارس ترامب ضغوطا على مسؤولي الانتخابات في عدة ولايات لإبطال النتائج بعد التصويت، روّج الجمهوري لنظريات مؤامرة لإذكاء غضب ناخبيه الذي بلغ ذروته بالهجوم على مبنى "الكابيتول هيل" بواشنطن في 6 يناير.

وترى فيونا هيل المستشارة السابقة لترامب، أن ما يحصل "انقلاب على مهل".

وأظهر استطلاع لمعهد يوغوف في أغسطس أن ثلثي الجمهوريين يعتقدون أن الانتخابات سُرقت من ترامب.

وتعليقا على ذلك، قال شومر إن "انتخاباتنا هي مصدر الديموقراطية (...). لسوء الحظ، تنتشر الكذبة الكبرى لترامب مثل السرطان في صفوف الجمهوريين".

back to top