إن شاء الله خير

نشر في 19-10-2021
آخر تحديث 19-10-2021 | 00:10
 قيس الأسطى أجواء التفاؤل المنتشرة في البلاد منذ أيام مفرحة وتحتاج إلى تعزيز، ويعلم الله أننا نريد أن نساهم في هذه الأجواء، ولعل توقيت نشر المقال يتزامن مع الإعلان عن بعض القرارات التي تصب في هذا المجال.

لكن نشر الأجواء في التصريحات شيء مختلف عن العمل على تحقيقها في الواقع العملي، وخصوصاً أن الموضوع شبه الرئيسي الذي نسمعه يتعلق بالعفو الذي نتمناه من القلب، لكن هناك مواضيع أخرى يجب أن تُطرح في أي حوار في الكويت:

تجنيس المستحقين من البدون والعمل على توفير أبسط الحقوق الإنسانية لهم من تعليم وصحة وحق الزواج والعمل وإصدار شهادات الميلاد من غير فرض الشروط التعجيزية للجهاز المركزي الذي أساء إلى المشكلة ولم يسهم في حلها.

التعليم، وضرورة تبني عملية إصلاح شاملة، وعودة نزاهة الحياة الأكاديمية في البلد بعد موجة تسونامي فساد كبيرة جداً في الشهادات المزورة، لم تقم الحكومات المتعاقبة بأي إجراء حقيقي تجاهها.

الإصلاحات المالية وتحجيم معدة يسهم في تخفيض وزن الدورة المستندية والتوقف عن التعيينات البراشوتية وتعيينات فوق السبعين سنة خصوصاً أن كل الخطابات الحكومية تتحدث عن تمكين الشباب.

محاربة حقيقية للفساد وإنشاء محكمة أموال عامة تختص بالسرقات التي تتعدى قيمتها المليون دينار على أن تصدر أحكامها في مدة لا تتعدى السنتين بدل استمرارها لسنوات طويلة في المحاكم العادية، ومحاربة غسل الأموال، واستعادة من سرقوا المال العام وعليهم أحكام قضائية إلى الكويت ليزجوا بالسجون بدل تبخترهم في شوارع أميركا وأوروبا.

إبعاد الرياضة عن السياسة وإسناد الأمر لرياضيين مخضرمين أمثال الدخيل وجاسم والعنبري وغيرهم.

المساهمة في عودة المسرح الكويتي الذي نشر البسمة المحترمة في المنطقة العربية لعقود من الزمن بدل الإسفاف الكبير الذي نشاهده هذه الأيام.

كل هذه المواضيع وسواها يجب أن تكون خريطة طريق لأي حوار وطني، لأن ما يتسرب حتى الآن أن المعارضة تريد عودة الشخصيات السياسية الموجودة في تركيا ونحن نريد ذلك معهم، والحكومة تريد الدين العام والضرائب وتحصين سمو رئيس الوزراء، وهذا ما ينزع صفة الحوار الوطني عن الموضوع.

برأيي المتواضع الحوار الوطني يجب أن يرتكز على فكرة واحدة، وهي عودة الكويت إلى الريادة، أما ما يطرح الآن فقضايا انتخابية ومصلحية سترجعنا إلى المربع الأول إن لم يكن اليوم فغداً.

فهل وصلت الرسالة؟ آمل ذلك.

قيس الأسطى

back to top