د. عبدالله القتم: 27 مركزاً ثقافياً للمخطوطات العربية في الهند

يتبنّى مشروعاً توجيهياً للطلبة الهنود لدى كتابتهم عن أدباء الكويت

نشر في 19-09-2021
آخر تحديث 19-09-2021 | 00:10
يعمل الأستاذ في كلية الآداب بجامعة الكويت، د. عبدالله القتم، بكل تؤدة وتأنٍّ، حرصا على انتشار الأدب الكويتي ونتاج الأدباء في الكويت عبر مشروع ثقافي دشّنه قبل نحو 16 عاماً، متجهاً إلى الهند، حيث الجامعات التي تدرس اللغة العربية وآدابها، مقدماً كل ما يستطيع من دعم ومشورة، إضافة إلى التوجيه والنصح والتنسيق مع الأدباء والباحثين في الكويت والهند لتأمين كل ما يلزم للمضيّ في اتجاه تقديم دراسات وبحوث عن الأدب الكويتي في الجامعات الهندية، عبر جهد فردي يقلّ نظيره، مرفرفاً بجناحَي حب الوطن والإخلاص للبحث العلمي الأكاديمي. "الجريدة" التقت د. القتم للحديث عن هذا المشروع، وفيما يلي التفاصيل:
بداية، تحدّث د. القتم عن مشروعه الثقافي في الهند الذي يحتاج أن تتبناه مؤسسات أو جهات حكومية في دول أخرى، ويقول ضمن هذا السياق:

"أول عمل في الهند كان عام 2001، حيث عقد مؤتمر "الأدب العربي في الكويت"، تحت إشراف السفير الكويتي آنذاك عبدالله مراد، وعقب ذلك تفتّق ذهني عن تسليط الضوء على شعراء العربية في الهند، لأنني وجدت أن هذا الشق البحثي يعاني الإهمال، فأردتُ أن أسلّط الضوء عليه حينما وجدت جامعات هندية تدرس العربية، فآثرت التعمق في هذا المجال والبحث فيه، وحينها توقّعت أنّي عثرت على كل الحكاية، لكن عقب التوغل في البحث والدراسة، اكتشفت أنني لم أصل إلى نهاية الحكاية، بل أدركت البداية، وكل ما اطّلعت عليه هو جزء يسير من المخبوء والدفين، لكن عقب ذلك وجدت كنوزاً أخرى مهملة لم تكن يوماً تحت بؤرة النور، كما أن مؤرخي اللغة العربية لم يسلّطوا الضوء على هذه البقعة المهمة والأجدر بالدراسة والبحث".

البحث الأكاديمي

وأوضح د. القتم أنه استطاع، خلال مشروعه، التعرف على أمور كثيرة تدفعه كباحث أكاديمي إلى الدراسة والحصول على المراجع لتكون أيّ خطوة محسوبة الأبعاد وجليّة الصورة، حتى لا يكون هناك مجال للشك أو التخمين، فالبحث الأكاديمي يجب أن يكون بالصورة المثلى.

وتابع: "عقب زيارات متكررة قمت بها للهند، معظمها على نفقتي الخاصة، بدأت العمل مع المسؤولين في الجامعة الإنكليزية واللغات في حيدر آباد، فكانت مهمتي توجيه الطلبة الهنود أثناء الكتابة حول أدباء الكويت وشعرائها، ويجب هنا أن أوضح أنني أشترك في ذلك مع د. سيد جهانغير، فله الفضل في توجيه الطلبة، وأنا بدوري عليّ إحضار المراجع والتوجيه عند الكتابة، وخلال مشروعي هذا أصبح لديّ 40 باحثاً أتواصل معهم في مختلف الجامعات الهندية، أقدّم لهم النصيحة والإرشاد، كما أقوم بتوجيههم ومدّهم بكل ما يلزم لتنفيذ دراساتهم على أكمل وجه، وعقب فترة طويلة في العمل، أطلق عليّ الزملاء في بعض الجامعات الهندية لقب سفير الكويت الثقافي، وكانوا يقولون لي: لم نعرف أدب الكويت إلا من خلالك. ولا أذيع سراً إن قلت إنني اكتشفت خلال هذا المشروع أن هناك 27 مركزاً ثقافيا للمخطوطات العربية في الهند، وربما يتجاوز عدد ما بها 200 ألف مخطوط".

المعجم الشعري

وحول أحدث إصداراته "شعراء العربية في بلاد الهند"، يقول د. القتم: "أصدرت مؤسسة البابطين في شهر أغسطس هذا المعجم الشعري الذي أنجزته خلال أزمة كورونا، وهو مكون من 3 مجلدات، وكنت أستغرق في اليوم نحو 9 ساعات من العمل المتواصل مدة 10 أشهر، استطعت خلالها إنجاز هذا الإصدار".

خلل كبير

وحول حرصه على اتباع أسلوب أكاديمي في البحث، مستنداً إلى ما جاء في المصادر ثم البحث عن مصادر أخرى لتدعيم المعلومات المذكورة بالوثائق، يقول د. عبدالله: "لم أدخر وسعاً في هذا المجال، لأنه من المشين أن أكتب في مجال ما وأنا لم أطلع على كل المصادر أو ثمّة مصدر مهم أهملته، هنا يحدث خلل كبير، فأنا أجري البحث أو الدراسة على ضوء أشياء ملموسة وموجودة، ثم أنطلق في العمل والدخول في دهاليز البحث، فلا لا أكتفي بالمتوافر أو السهل الحصول عليه، بل أجتهد كثيراً في المصادر قبل المضي قُدماً في المشروع الذي أنا بصدده، وأريد هنا أن أسجل تقديري للمجلس الهندي للعلاقات الثقافية الذي دعاني لزيارة مراكز المخطوطات بالهند عام 2000، واستفدت كثيراً من هذه الزيارات خلال إصداري عن شعراء العربية في بلاد الهند، فقد زرت جامعات ومراكز متنوعة في الهند، تضم مخطوطات نادرة باللغة العربية ومجمل ما زرته تقريباً 11 مركزاً".

مخطوطات نادرة

وأضاف: "زرت مركزاً في حيدر آباد، وآخر في خدا بخش بمدينة بتنا شرق الهند، وزرت جامعة العلوم في ديوبند وجامعة علي قار والمتحف المركزي الذي يضم مخطوطات نادرة في الأدب العربي وجامعة ندوة العلماء، وكذلك ذهبت إلى مكتبة رضا في مدينة رامبور، واشتريت منها فهارس المخطوطات العربية.

وكانت 8 مجلدات، ولم تحتوِ على معظم المخطوطات العربية. وقمت بإهدائها لمكتبة جامعة الكويت. وتلقيت درعا تكريمية على ذلك، وقمت بزيارة متحف سلارجنك في حيدر آباد، ورأيت بعض المخطوطات العربية.

وتابع: "كما زرت بعض معارض الكتب العربية، مثل معرض البحرين والقاهرة وأبوظبي ومركز جمعة الماجد الثقافي الذي يضم نحو مليون إصدار، إضافة إلى مستشفى لمعالجة الكتب النادرة، للتزود بالمصادر حول شعراء العربية في بلاد الهند، كما زرت هيئة أبوظبي للثقافة، وكلفت صديقي د. سيد جهانغير لتأمين كتاب في باكستان عن شعراء الهند، وقام مشكوراً بتأمينه".

شعراء الكويت

ومن البحوث التي أجريت في جامعة الإنكليزية واللغات الأجنبية في حيدر آباد بالهند "الحداثة في شعر خليفة الوقيان"، من إعداد الباحث عبدالرحيم إم آي، وكذلك بحث آخر عن دور الشاعر عبدالعزيز البابطين في نشر الشعر العربي والثقافة من إعداد الباحث شيخ إبراهيم، وبحث بعنوان "الغزل والألم في شعر فهد العسكر"، من إعداد حنظلة ك. و، في حين أجرى الباحث سجّاد أحمدبت بحثاً عن العروبة في شعر أحمد السقاف، وقدّم الباحث شمس الدين إي. كي بحثاً بعنوان "القومية والوطنية في شعر محمد أحمد المشاري، وكان هناك بحث بعنوان "علي السبتي ومساهمته الشعرية في دولة الكويت من إعداد محمد أمين تانتري، كما قدم الباحث سيد افتخار حسين بحثاً بعنوان "مساهمة خالد سعود الزيد في إثراء الشعر الكويتي الحديث، وبدوره، قدّم الباحث محمد تسليم يم. يم. دراسة بعنوان "البيئة والوطن في شعر محمد الفايز"، وكل هذه البحوث قدّمت في جامعة الإنكليزية واللغات الأجنبية وتحت إشراف د. سيد جهانغير.

القصة القصيرة والمسرح

وفيما يتعلق بالدراسات الأخرى في صنوف الأدب الكويتي، قال د. القتم: "نعم ثمة دراسات أخرى في القص والمسرح، منها بحث من إعداد محمد رئيس الدين عالم بعنوان "مساهمة ليلى العثمان في إثراء القصة العربية القصيرة بدولة الكويت"، وبحث بعنوان "مساهمة فاطمة يوسف العلي في إثراء القصة القصيرة بدولة الكويت"، من إعداد محمد أبو الكلام شودهري.

بدوره، قدّم الباحث مرزا عبدالرحيم بيغ بحثاً عن "القومية في قصص ثريا البقصمي"، وآخر بعنوان "المكان والبيئة عند حمد الحمد"، من إعداد محمد كليم الدين، في حين انتقى الباحث سيد عبدالجبار موضوعاً حول القصة القصيرة في دولة الكويت، أما الباحث محمد شمس الدين فقد ارتأى رصد تطور القصة القصيرة في الخليج عبر دراسته الأدبية.

ومن جانبه قدّم د. محمد إقبال حسين الندوي بحثاً بعنوان "الأدب العربي الحديث في الكويت"، كما قدّم حنظلة ك. و دراسة عن المسرح الكويتي من خلال تسليطه الضوء على تجربة الكاتب عبدالعزيز السريع.

مكتبة صباح الأحمد بالجامعة الإسلامية

من الإنجازات التي يفتخر بها في الهند، قال د. القتم: «إنشاء مكتبة لسمو الشيخ صباح الأحمد في الجامعة الملية الإسلامية في الهند، وكنت قد اقترحت هذا الموضوع وحصلت على الموافقة من تلك الجامعة، وأبلغت الصديق خالد الرزني من وزارة الإعلام، وقام بالتنفيذ سعادة سفير الكويت في دلهي سامي السليمان، وتم الافتتاح في سبتمبر 2000.

● لافي الشمري

المؤرخون أهملوا شعراء اللغة العربية في الهند
back to top