حوار كيميائي: المصالحة مصلحة وطنية واجبة

نشر في 19-09-2021
آخر تحديث 19-09-2021 | 00:20
 د. حمد محمد المطر الجميع يرغب في الخروج من الأزمة السياسية، فلا مصلحة لأحد في بقاء التأزيم الذي يدرك الجميع ارتفاع كلفته على مختلف الأطراف وعلى الكويت بالدرجة الأولى؛ ومن هنا نعتقد أن المصالحة الوطنية الشاملة واجبة في هذه المرحلة بالذات لتؤسس لانطلاقة سياسية وبرلمانية قائمة على وحدة وطنية صلبة، وعلى تكاتف وتآزر جميع الطاقات لما فيه مصلحة الكويت.

إن إصدار العفو كفيل بتجاوز الكثير من العقبات والتأسيس لمرحلة جديدة تقوم على التعاون البنّاء، فهذا الملف في حال إقراره سيغير المشهد السياسي وسيضفي مصداقية وغطاء لأي حوار وتفاهم بين السلطتين، وهو ما سيقود إلى تجاوز كثير من المطبات وسوء الفهم. كما أن إقرار العفو هو خطوة حقيقية باتجاه الإصلاح.

وكلنا نعلم أن الإخوة الموجودين في تركيا لهم تاريخهم المميز في العمل السياسي والبرلماني والذود عن المال العام والتصدي للفساد، ودفعوا في سبيل ذلك أثماناً باهظة أقلها ابتعادهم عن الكويت وعن أسرهم وأبنائهم وأصدقائهم مفضلين المنفى على أن يكونوا شهداء زور أو صامتين أمام تغوّل الفساد.

ولذلك العفو ما هو إلا فتح صفحة جديدة في العمل الوطني وتأسيس لقواعد صلبة للتعاون، والحكومة تدرك أكثر من غيرها أن المشكلة لا يمكن اختصارها في خلاف مع مجموعة من النواب بل مع رأي شعبي عام عبّر عن أولوياته من خلال مخرجات الانتخابات الماضية، وسيؤكد وجوده وخياراته في أي انتخابات مستقبلية، ولذلك لا بديل عن التعاون، وهذا الأخير يحتاج إلى خطوات ملموسة وحقيقية للبناء عليها وسيكون أهمها ملف العفو، وكل مبادرات تتجاهل هذه البديهة ستبقى مبادرات ناقصة لا تؤسس لمرحلة تعاون حقيقي.

ومع هذا لا بد من التأكيد على أن إقرار العفو لا يعطي الحكومة صك غفران تام ولا يلغي مطالب المعارضة وأهدافها المعروفة، بل سيشكل خطوة حكومية تجاه منتصف الطريق، وفي المقابل يمارس النواب حقهم في الرقابة والمحاسبة انطلاقاً من تكامل دور السلطتين وتعاونهما.

وفي هذه الرؤية لا يشكل العفو الأولوية الوحيدة، إنما هو ملف سياسي بامتياز، وفي حال إقراره سيكون بوابة الهدوء السياسي والتوازن الكفيل بإقرار أولويات شعبية مهمة ينتظرها الشعب الكويتي؛ وسيُنظر إلى هذه الخطوة- نيابياً وشعبياً- على أنها تغليب لفرص الإصلاح وفتح باب من أبوابه، وهو ما يستوجب الدعم والمؤازرة، وتغليب نقاط الالتقاء والبناء عليها.

***

​"Catalyst" مادة حفّازة:

ملف سياسي + نية صادقة = عفو كريم

د. حمد محمد المطر

back to top