وثيقة لها تاريخ: الشيخ مبارك: بوم علي بن حمد لقوه لايث عند جزيرة العماير

نشر في 10-09-2021
آخر تحديث 10-09-2021 | 00:05
باسم اللوغاني
باسم اللوغاني
قصة القرصنة، التي وقعت على بوم النوخذة علي بن حمد الفضالة في عام 1907، والتي أشرنا إليها باقتضاب في مقالنا السابق، وردت تفاصيلها الأولية في رسالة كتبها الشيخ مبارك الصباح، وأرسلها إلى الوكيل السياسي البريطاني في الكويت.

بدأ الشيخ مبارك الرسالة بما يلي:

​​​"بسم الله تعالى

من مبارك الصباح حاكم الكويت إلى حضرة عالي الجاه المفخم المحب ميجر ناكس بولتكل إجنت الدولة البهية الإنكليزية في كويت دام بقاه،

بعد سؤال عزيز خاطركم المنير وثانيا نخبر حضرتكم ان بوم علي ابن فضالة من رعيتنا أهل الكويت من مدة خمس شهور محمل من البصرة قلات تمر وعبرية من أهل الكويت ذكور وإناث ومتوجه للكويت، وانفقد البوم المذكور وصار الظن انه طبعان بواسطة مهاب الشتا".

في هذه المقدمة يوضح الشيخ مبارك أن سفينة من نوع البوم ملك النوخذة علي بن حمد الفضالة (مواليد عام 1865) غادرت ميناء البصرة منذ ما يقرب من 5 أشهر، وعلى ظهرها كمية تجارية من التمر وعدد من أهالي الكويت قاصدين العودة إلى البلاد، إلا أن السفينة لم تصل، وظن مالكها النوخذة علي الفضالة، الذي لم يكن على ظهرها، أنها غرقت في الطريق، بسبب رياح الشتاء القوية، لذلك لم يتم اتخاذ أي إجراء أو القيام بأي فعل، لأنه لم يكن بوسعهم عمل أي شيء لإنقاذ السفينة وركابها. وبعد مرور أيام على اختفاء السفينة، تم العثور عليها طافية عند جزيرة العماير، وتسمى أيضاً جزيرة "جِنّة".

يقول الشيخ مبارك إن السفينة عثر عليها ودقلها (أي ساريتها) وفرمنها (أي شراعها) سليمين، مما يؤكد أنها لم تغرق في مياه البحر، ويعبر عن ذلك بما يلي: "وبعد أيام تبين البوم انه لايث على جزيرت العماير ودقله وفرمنه فيه".

بعد ذلك، أوضح الشيخ مبارك أن دماء كثيرة شوهدت على سطح السفينة، مما يدل على أن معركة دامية وقعت على ظهرها، وهو ما دفعه بعد وصول المعلومات إليه أن يطلب من صاحب السفينة، وهو علي بن فضالة، أن يسافر إلى جزيرة العماير، للتأكد من أن البوم الذي عثر عليه هناك هو بومه المفقود.

يقول الشيخ مبارك: "ورأوا فيه دم كثير، وأرسلنا صاحب البوم إلى البوم المذكور، وأيضا رأوا فيه دم، ولا عرفنا ايش جاري عليهم".

وتبعد جزيرة العماير أو "جِنّة" حوالي 30 كم شمال شرق مدينة الجبيل السعودية، وشكلها مستطيل، وأرضها رملية مستوية، باستثناء بعض المرتفعات الصخرية في شمالها الشرقي، كما توجد بها قلعة قديمة، وسكانها القدماء من قبيلة بني خالد. وهذه الجزيرة هي التي أقام فيها التاجر الكويتي شملان بن علي عام 1910 عند الخلاف، الذي نشب بين بعض تجار اللؤلؤ في الكويت والشيخ مبارك.

هذا ما أفاد به الشيخ مبارك الوكيل السياسي البريطاني في بداية الرسالة، عن عملية القرصنة الشنيعة لسفينة النوخذة علي بن حمد الفضالة في عام 1907م.

في المقال المقبل، سنكمل الحديث عن باقي تفاصيل الحادث، وسنفيدكم بالذي حدث للسفينة وركابها، بإذن الله تعالى.

باسم اللوغاني

back to top