«طالبان»: زمن غني انتهى وإعلان الحرب لن يطيل حياته

كابول تحمّل واشنطن مسؤولية التدهور وتؤيد حماية أنقرة لمطارها وموسكو تكثف مناوراتها

نشر في 03-08-2021
آخر تحديث 03-08-2021 | 00:04
الرئيس أشرف غني متحدثاً في البرلمان بكابول امس (رويترز)
الرئيس أشرف غني متحدثاً في البرلمان بكابول امس (رويترز)
مع الحرب الميدانية، التي بدأت منذ شهرين، شهدت الساحة حرباً كلامية بين حركة طالبان والرئيس الأفغاني الذي حمل الولايات المتحدة مسؤولية التدهور السريع للوضع الأمني.
بعد هجمات شنها متمرّدو الحركة المتطرّفة على مراكز حضرية، في تصعيد كبير حمّل الرئيس أشرف غني واشنطن المسؤولية عنه، خاضت، أمس، القوات الأفغانية معارك لمنع سقوط أول مدينة رئيسية في أيدي «طالبان» التي اعتبرت أن «زمن رئيس البلاد الحالي قد انتهى ولن يطيل حياته إعلان الحرب».

وكتب الناطق باسمها ذبيح الله مجاهد تغريدة على «تويتر» أمس، قال فيها «كلام أشرف غني هراء، ومحاولة منه للسيطرة على مخاوفه ووضعه المؤسف. إعلان الحرب وتوجيه الاتهامات ونشر الأكاذيب، لن يطيل حياته».

وكان غني خرج في وقت سابق عن صمته، وحمّل ادارة الرئيس جو بايدن المسؤولية عن تدهور الوضع الأمني في بلاده في وقت تكافح قوات الأمن لصد المتمردين.

وقال غني في كلمة أمام البرلمان، أمس، إن «سبب الوضع الذي نحن فيه حالياً هو أن القرار اتُّخذ بشكل مفاجئ»، مضيفاً أنه حذّر الأميركيين من أن الانسحاب ستكون له «عواقب».

أضاف: «شهدنا وضعاً غير متوقع في الأشهر الثلاثة الماضية، لكن حكومتنا لديها خطة أمنية للسيطرة على الوضع وهزيمة طالبان خلال 6 أشهر، وواشنطن تدعم الخطة»، لكنه أقرّ بأن المتمرّدين لم يعودوا «حركة مشرذمة تفتقد للخبرة، بل أصبحوا في العقدين الماضيين أكثر قسوة وقمعاً».

وتابع: «نواجه قيادة منظّمة مدعومة من ائتلاف آثم للإرهاب الدولي والدوائر الداعمة له».

ميدانياً، وبعد نهاية أسبوع شهدت مواجهات عنيفة نزح على إثرها آلاف المدنيين في ظل تقدّم المسلحين، هاجم عناصر «طالبان» عواصم 3 ولايات على الأقل هي لشكركاه وقندهار وهيرات.

واحتدمت المعارك في لشكركاه، عاصمة ولاية هلمند، حيث شن مسلحو الحركة هجمات منسقة استهدفت وسط المدينة وسجنها، قبل ساعات فقط من إعلان الحكومة نشر مئات من عناصر الوحدات الخاصة في المنطقة.

وكانت هلمند على مدى سنوات مركزاً للحملة العسكرية الأميركية والبريطانية في أفغانستان، لتنزلق أكثر في أتون الفوضى.

وتوفر حقول الخشخاش الشاسعة في الولاية حصة الأسد من الأفيون المستخدم في تجارة الهيروين، ما يجعلها مصدراً مربحاً للضرائب والسيولة للمتمردين.

ومن شأن خسارة لشكركاه أن تمثّل ضربة استراتيجية ومعنوية كبيرة للحكومة التي تعهّدت الدفاع عن عواصم الولايات مهما كان الثمن بعد خسارتها معظم المناطق الريفية لصالح «طالبان» خلال الصيف.

وتصاعد القتال في بعض مناطق ولاية قندهار، المعقل السابق للمتمرّدين، وعلى أطراف عاصمتها.

في الأثناء، يدافع مئات عناصر القوات الخاصة عن هيرات غرباً بعد أيام من المواجهات العنيفة.

ومن شأن سيطرة «طالبان» على أي مدن كبرى أن يفتح فصلاً جديداً في المواجهة ويثير مخاوف حيال إمكانيات الجيش الأفغاني.

السجون المركزية

ومع تقدم مقاتلي «طالبان» من عواصم المقاطعات، يقترب المتمردون تدريجياً من السجون المركزية التي تضم نحو 5 آلاف من زملائهم المقاتلين، في وقت تعمل القوات الحكومية على تأمين هذه السجون.

ويحذر مسؤولو الأمن من أنه إذا هرب جزء من المعتقلين، فإن ذلك يمنح الحركة تعزيزات إضافية في القتال الذي يحققون فيه مكاسب بالفعل، وفقاً لصحيفة «واشنطن بوست».

وتكثفت جهود حراسة هؤلاء السجناء بعد فرار عشرات السجناء من سجن بادغيس المركزي عندما اخترقت «طالبان» عاصمة المقاطعة في أوائل يوليو.

مطار كابول

ورغم اعتراض «طالبان» لفكرة نشر قوات تركية في أفغانستان «لأنه ينتهك سيادة البلاد»، قال مستشار الرئيس الأفغاني كلام الدين شينواري، إن بلاده لا تعارض حماية تركيا لمطار كابول الدولي بعد انسحاب القوات الأميركية.

ووفقا له، عرضت أنقرة ذلك على واشنطن، من أجل «الحصول على بعض التفضيلات من الولايات المتحدة».

وأضاف شينواري: «لكن موافقة الجانب الأفغاني على هذا الأمر، يعتبر أحد الشروط الضرورية. ولا توجد أية مشاكل لدى الحكومة الأفغانية مع تركيا، بشأن هذه القضية».

ومع طيّها صفحة تدخلها العسكري في أفغانستان الذي استمر 20 عاماً، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، أمس، أنها ستوسع قائمة الأفغان الذين يستحقون بأن يتم استقبالهم كلاجئين في الولايات المتحدة ليتجاوز عددهم 20 ألفاً تقريباً تقدّموا بطلبات حتى الآن وتم إجلاء بعضهم بموجب برنامج مخصص للمترجمين الذين ساعدوا القوات الأميركية.

وجاء في بيان لوزارة الخارجية «في ضوء ارتفاع مستويات العنف الذي تمارسه طالبان، تعمل الحكومة الأميركية على توفير فرصة لأفغانيين معيّنين، بمن فيهم أولئك الذين عملوا مع الولايات المتحدة، لإعادة توطينهم كلاجئين في الولايات المتحدة».

تدريبات على الحدود

ووسط مخاوف في كلا البلدين من تدهور الوضع الأمني في أفغانستان والذي قد تمتد تداعياته إلى آسيا الوسطى، بدأت قوات من روسيا وأوزبكستان قوامها 1500 جندي تدريبات عسكرية مشتركة، أمس، في موقع ترمذ العسكري في أوزبكستان قرب الحدود الأفغانية وتستمر 5 أيام والتي بدأت.

وفي إشارة إلى مدى قلق موسكو من التهديد المحتمل من أفغانستان، قالت إنها سترسل فرقة عسكرية أكبر بكثير إلى طاجيكستان لإجراء تدريبات ثلاثية منفصلة من المقرر أن تبدأ هناك هذا الأسبوع.

وذكرت، أمس، وزارة الدفاع الروسية إن 1800 جندي سيشاركون في التدريبات مع طاجكستان بدلاً من العدد الذي كان مقرراً وهو ألف جندي. وأضافت أن أكثر من 2500 جندي سيشاركون في المجمل.

عين الحركة على السجون المركزية وضوء أميركي أخضر لاستقبال آلاف اللاجئين
back to top