إيران: مسلحون في الأهواز وتظاهرات بـ «أقاليم القوميات»

وزير خارجية قطر يبحث في طهران ملف أفغانستان والمصالحة السعودية ــ الإيرانية

نشر في 26-07-2021
آخر تحديث 26-07-2021 | 00:04
تسببت انتفاضة المياه التي بدأت في خوزستان بموجة تظاهرات في محافظات إيرانية تسكنها أقليات غير فارسية على بعد أيام من تسلم الرئيس الأصولي إبراهيم رئيسي سلطاته.
في تطور جديد، أصيب، أمس، 4 من أفراد قوى الأمن الداخلي الإيراني جراء إطلاق النار عليهم من مسلحين مجهولين بجنوب غرب البلاد، في مدينة شادكان، بمحافظة خوزستان (الأهواز) التي تشهد منذ 10 أيام تظاهرات احتجاجاً على شح المياه وسط شكاوى من تمييز تتعرض له هذه المحافظة التي تعد موطناً لأقلية عربية كبيرة.

وقالت وكالة "فارس"، المقربة من الحرس الثوري، إن "منفذي العملية كانا مسلحين اثنين، على متن دراجتين ناريتين، أطلقا النار على عناصر الشرطة في محطة وقود".

وفيما تجددت التظاهرات مساء السبت ـ الأحد في مدن خوزستان، تحدث شهود عن استمرار الوجود الأمني المكثف في المحافظة. وقال أحد سكان مدينة الأهواز، لـ"رويترز": "لا يزال إنترنت الهاتف المحمول معطلاً وهناك قوات أمن في كل مكان".

وتعتبر محافظة خوزستان ومركزها مدينة الأهواز المطلة على الخليج واحدة من أبرز مناطق إنتاج النفط في إيران وإحدى أغنى المحافظات الـ 31 في إيران، وهي من المناطق التي تقطنها أقلية كبيرة من العرب. كما سبق لسكان المحافظة أن اشتكوا من تعرضهم للتهميش من السلطات، وشهدت في 2019 احتجاجات مناهضة للحكومة طالت أيضاً مناطق أخرى من البلاد.

القوميات

وفي تطور آخر، خرج أمس الأول المئات من الإيرانيين في تبريز مركز محافظة أذربيجان الشرقية، شمال غرب إيران، التي تسكنها أغلبية من القومية الأذربيجانية، دعماً لاحتجاجات الأهواز.

وأظهرت مقاطع الفيديو المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، عدداً كبيرا من المتظاهرين وهم يهتفون في شوارع تبريز بشعارات مثل "أذربيجان تدعم الأهواز" و"أذربيجان، الأهواز.. اتحاد، اتحاد".

وكانت تظاهرات خرجت في لورستان التي تسكنها قومية اللور، حيث قال مسؤول بالشرطة، إن شاباً قتل بالرصاص وأصيب سبعة ليل الخميس ـ الجمعة، وألقى باللوم على "مناهضين للثورة" في أعمال العنف. وشهدت محافظة كردستان التي يسكنها أكراد تظاهرات محدودة كذلك.

ونشرت منظمة حقوق الإنسان الأهوازية (AHRO) ومقرها في بروكسل، قائمة بأسماء أكثر من 350 معتقلاً أهوازياً، في حين نشرت وكالة "هرانا" التابعة لمجموعة ناشطي حقوق الإنسان الإيرانيين في الخارج، تقريراً يفيد بأنه تم التحقق حتى الآن من أسماء 9 أشخاص قتلوا في احتجاجات الأهواز إضافة إلى شاب قالت الشرطة إنه قتل في لورستان.

ورفضت إيران، أمس الأول، انتقادات مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان لإطلاق النار على المحتجين، واعتبرتها تدخلاً في شؤونها الداخلية.

وكانت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليت عبرت عن قلقها إزاء الوفيات والإصابات وعمليات الاحتجاز واسعة النطاق في خوزستان.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده في بيان نقلته وسائل الإعلام الإيرانية، إن تعليقات باشليت "المتدخلة" و "غير الخبيرة والمتحيزة بشأن إدارة موارد المياه في البلاد لا تدخل في نطاق مسؤوليات المفوضة".

وعلاوة على الجفاف، قال خطيب زاده إن العقوبات الأميركية "حالت دون نقل التكنولوجيا والاستثمار في قطاع المياه في خوزستان".

وكانت منظمة العفو الدولية أصدرت بياناً طالبت فيه السلطات الإيرانية بوقف استخدام الأسلحة والقوة ضد المحتجين.

روحاني ينتقد

في سياق آخر، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، إن القانون المعروف بقانون "رفع العقوبات وضمان المصالح القومية"، الذي تم تمريره في البرلمان الإيراني الذي يهيمين عليه الأصوليون عرقل مسار المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني وحال دون رفع العقوبات الدولية على بلاده.

وأضاف روحاني، أن الحكومة الإيرانية توصلت إلى تفاهمات مع مجموعة 1+5 خلال المفاوضات النووية في فيينا، لكن قانون البرلمان منع الخارجية من الوصول إلى النتيجة النهائية، مؤكداً أنه لولا ذلك لكانت العقوبات رفعت في مارس الماضي.

واعتبر أن عدم التصديق على قوانين "مجموعة العمل المالي" المعروفة بـ FATF أدى كذلك إلى خلق مشاكل جديدة لإيران رغم جهود الحكومة لحل هذا الملف.

وأكد أن عدم انضمام طهران لمجموعة العمل المالي سيعرقل تعاونها المصرفي مع العالم حتى لو رفعت العقوبات.

عمان وقطر

إلى ذلك، أعلن الرئيس الإيراني المنتخب إبراهيم رئيسي أن "الحوار مع الجيران" هو أولوية الدبلوماسية للحكومة الإيرانية القادمة، حسبما أفادت وكالة أنباء فارس الإيرانية.

وخلال اتصال هاتفي مع سلطان عمان هيثم بن طارق مساء أمس الأول اعتبر الرئيس الإيراني المنتخب أن تطوير العلاقات مع سلطنة عمان هدف في متناول اليد في ضوء الثقة السياسية المتبادلة.

وأمس التقى وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن في طهران بنظيره الإيراني محمد جواد ظريف ومسؤولين إيرانيين.

وأفاد مصدر مطلع لـ"الجريدة" بأن بن عبدالرحمن سيبحث خصوصاً في طهران ملف أفغانستان نظراً إلى أن الدوحة تستضيف مفاوضات السلام الأفغانية وتجمعها علاقات جيدة مع "طالبان".

وقال المصدر، إن الوزير القطري سيبحث كذلك مفاوضات فيينا النووية والمصالحة السعودية ـ الايرانية.

وقال رئيسي، خلال استقباله بن عبدالرحمن، أمس، إن ايران أثبتت أنها «شريك موثوق وصديق يعتمد عليه».

وأوضح رئيسي أن «دولتَي إيران وقطر شقيقتان وشريكتان إقليميتان»، وأن «لطهران مصلحة خاصة في العلاقات مع الدوحة»، مضيفاً أن «أولوية السياسة الخارجية للحكومة المستقبلية ستكون العلاقة مع الجيران».

وشدد رئيسي على أن «السبيل إلى إرساء أمن واستقرار دائمين في المنطقة هو تعاون دول المنطقة وتبادل الثقة ورفض التدخل الأجنبي في المنطقة».

من جانبه، هنأ وزير الخارجية القطري رئيسي بفوزه في الانتخابات، لافتاً إلى أن «قطر تسعى إلى التعاون لتعزيز العلاقات الثنائية والجهود المبذولة لضمان الأمن في المنطقة بالتنسيق مع جمهورية إيران الإسلامية».

روحاني يتهم البرلمان بعرقلة رفع العقوبات ورئيسي يتصل بسلطان عمان
back to top