شوشرة: تغذية غير مشروعة

نشر في 25-06-2021
آخر تحديث 25-06-2021 | 00:10
 د. مبارك العبدالهادي التغذية التي تقوم بها أطراف الفساد لإشاعة حالة من عدم الاستقرار والسيطرة على بعض العقول، وخلق حالة من الإحباط لدى عامة الناس، لم تأت من باب المصادفة، إنما عبر مخطط يستهدف مكاسب غير مشروعة اعتادوا على تصميمها وتنفيذها، خصوصا عندما يشنون حملاتهم الغبية والمكشوفة على كل من يتصدى لهم، وهذا الأمر بات يشكل هاجسا وقلقا مستمراً لدى المجتمع، وأصبح خطره يتمدد بين أطراف لها "أذن من طين وأذن من عجين" لا تحرك ساكنا للتصدي لهذه المخططات ونسف جذور أصحابها المتمددة كالأخطبوط.

وانعكست هذه الحالة على بعض من يجب أن يخرجوا عن تذمرهم واكتئابهم ليكون صوتهم حاضرا في وجه من يسعى إلى زرع سمومه وأعماله اللا مشروعة، فعندما يجتمع طرفان لبناء منظومة إفساد ستتكاثر الأوبئة والجراثيم وتتمدد البكتيريا وسيُخلق جيل جديد من الفيروسات التي تحمل هذا الإرث الذي حولنا من تنمية مستدامة الى طرق غير معبدة.

وفي خضم هذه الأوجاع والآلام والحسرة على الأوضاع ودوامة الضياع، لا تزال أحوال البلاد والعباد في هروب مستمر وعدم مواجهة وخوف ينتاب البعض حتى لا ينكشف المستور وتتضح الحقيقة وتصبح الحال من المحال.

وحالة الهروب التي يمارسها البعض بدعم الذيول الذين دمر تخطيطهم كل شيء، وكانت آراؤهم واقتراحاتهم وراء عودتنا إلى عدم الاستقرار لن تجدي نفعاً بل ستكون هناك مواجهة، ولن تظل عملية المراوغة هي الصواب كما يبلغ بها الأذناب والبطانة التي كلما دخلت معتركاً دمرته وحولته الى أشلاء متناثرة.

إن استمرار هذا الوضع على طمام المرحوم لن يؤتي ثماره، بل سيزيد حالة الاحتقان وعدم الاستقرار، خصوصا أننا في أوضاع وظروف تتطلب علاج العديد من الملفات التي وضعت في الأدراج لأسباب يعلمها الجميع، لأن هناك من يراهن على خلط الأوراق حتى "تضيع الطاسة" ويحرك أدواته عبر بعض المواقع المشبوهة حتى يوهم الشارع بزيف الحقائق، ويمرر المزيد من الادعاءات والأكاذيب لتجميل صورته ليظهر كطفل بريء رغم مكائده التي لا تنتهي، كما يجب إعادة ترتيب أوراق الإصلاحيين لإيجاد صيغة للخروج من التلاعب بمقدرات الأمة بعد أن تعطلت الحياة وتوقفت الكثير من القضايا المهمة التي ينتظر الجميع حسمها بفارغ الصبر، لأن ترك الأمور على هذا المنوال لن يجدي نفعا بل يساعد الآخرين في مبتغاهم، ويعطيهم دافعا أكبر في استمرار هذه اللعبة التي خلطت الأوراق.

إن الآمال معقودة أيضاً على انفراجة ملف عودة المهجرين إلى وطنهم بعد معاناتهم مع الغربة الطويلة للبدء بصفحة جديدة وإغلاق هذا الملف الإنساني الذي يعتبر من الأولويات.

د. مبارك العبدالهادي

back to top