استقالة مجلس إدارة اتحاد الكرة مطلب واجب التنفيذ

فشلٌ في إدارة المسابقات وإخفاق بإعداد المنتخبات وتخبُّط في القرارات

نشر في 13-06-2021
آخر تحديث 13-06-2021 | 00:05
آن الأوان لرحيل مجلس إدارة اتحاد كرة القدم، بعد الفشل المتواصل والمتأصل لأصحاب القرار وعدم قدرتهم على إدارة شؤون المسابقات المحلية وإخفاق الأزرق في التصفيات الآسيوية المشتركة.
بات رحيل مجلس إدارة الاتحاد، برئاسة الشيخ أحمد اليوسف، مطلبا جماعيا، وذلك نظرا لإخفاق منتخبنا الوطني الأول في التأهل للدور النهائي من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2022 بقطر، وكأس آسيا 2023 بالصين، إثر تعادله السلبي مع المنتخب الأردني أمس الأول، في الجولة التاسعة من منافسات المجموعة الثانية.

ولم تكن المطالبات برحيل مجلس إدارة الاتحاد بسبب خروج المنتخب فحسب، لكنها تراكمات فشل تكررت في أكثر من مناسبة، حيث إن المجلس شهد تخبطات في جميع قراراته التي جاءت غير مدروسة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، تأكيد حصوله على موافقة الحكومة باستثناء المنتخبين الأول والأولمبي من الحجر الصحي بعد العودة من معسكرَي الإمارات والبحرين، لكن اللاعبين تم حجرهم حجرا مؤسسيا في مقر اللجنة الأولمبية المؤقت بمركز شباب مدينة جابر الأحمد، ثم في أحد الفنادق، فضلاً عن فشله في إدارة مسابقاته، وترتيبها بالشكل الصحيح، الأمر الذي ترتب عليه تأجيل بطولة كأس سمو الأمير حتى مطلع الموسم الرياضي المقبل.

«الكرة» يحتج على نواف شكرالله
أرسل مجلس إدارة اتحاد الكرة احتجاجاً إلى لجنة الحكام الرئيسية بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم، على الحكم البحريني الدولي نواف شكرالله، الذي أدار مباراة منتخبنا الوطني مع نظيره الأردني، أمس الأول.

وجاء الاحتجاج بسبب تغاضي شكرالله عن احتساب ركلة جزاء بعد أن مرر سامي الصانع عرضية في الدقيقة 40 من الشوط الأول لتلمس الكرة يد المدافع محمد الدميري، أكدت الإعادة التلفزيونية صحتها.

الخضوغ لضغوط الأندية

واللافت في الأمر، أن مجلس الإدارة ضعيف حتى في اتخاذ قراراته، ومنها عندما تراجع عن تقليص عدد المحترفين، حيث خاطب الأندية بتقليصهم إلى 4 لاعبين، لكنّ الأندية طالبت بالإبقاء على 5 محترفين، وهو ما تم التلميح بالموافقة عليه.

الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، فرئيس مجلس الإدارة أعلن أن يتم التنسيق مع الهيئة العامة للرياضة لزيادة عدد الأندية المشاركة في دوري الدرجة الأولى من 5 إلى 8 أندية بمشاركة أندية المؤسسات العسكرية، وهو أمر مخالف للوائح الاتحاد، إذ لا بدّ من منح هذه الأندية عضوية الاتحاد، كما أنه لا بد من مشاركتها في المراحل السنيّة، وهو ما لم يحدث، كما أنه في حال قيد لاعب في قائمة أحد الأندية، وفي الوقت ذاته، فإن اللاعب يعمل في المؤسسة العسكرية التي ينتمي لها النادي، فمع من يشارك هذا اللاعب؟!، الغريب في الأمر أن هذه القصة يتم التطرق لها قبل بداية كل موسم!

اجتماع طارئ اليوم
يعقد مجلس إدارة اتحاد الكرة اجتماعاً طارئاً في السادسة من مساء اليوم، لمناقشة خروج المنتخب من التصفيات الآسيوية المشتركة.

ومن المقرر، أن يحسم المجلس العديد من الأمور خلال هذا الاجتماع ومنها مواجهة غضب الشارع الرياضي وكيفية علاج الحدث.

إلى ذلك، تردد أن نائب رئيس الاتحاد أحمد العنزي اتخذ قراراً بتقديم استقالته من منصبه، على أن يقدمها في الاجتماع، والأمر ذاته بالنسبة إلى عضوة المجلس، رئيسة لجنة الكرة النسائية فاطمة حيات، دون أن يصدر عن أي منهما تصريح رسمي بهذا الشأن، علماً بأن الاتحاد لم يتلق استقالات حتى مثول "الجريدة" للطباعة أمس.

إخفاق الأزرق

وعودة إلى إخفاق الأزرق، فمجلس الإدارة يتحمل مسؤولية الخروج من التصفيات بخفّي حنين، بسبب سوء اختيار المدرب الإسباني كاراسكو الذي لا يمتلك سيرة ذاتية تؤهله لقيادة منتخب في حجم الأزرق، صاحب التاريخ الزاخر والإنجازات التي نصّبته زعيما للكرة الخليجية.

وكان كاراسكو قد فشل خلال 4 مباريات أقيمت تحت مظلة الاتحاد الدولي لكرة القدم في تحقيق الفوز، بعد خسارته على يد المنتخب الفلسطيني 0-1، والعراقي 1-2، والسعودي 0-1، وتعادله أمام منتخب لبنان 1-1، إلى جانب خسارته في التصفيات أمام المنتخب الأسترالي 0-3، وتعادل مع المنتخب الأردني 0-0، والفوز الوحيد الذي حققه الفريق جاء على حساب المنتخب الماليزي بنتيجة 4-1، علما بأن اللقاء ودّي، ولم يتم إدراجه ضمن أجندة "فيفا".

واللافت في الأمر، عدم التدخل لتصحيح أخطاء المدرب، والذي تغاضى عن ضم عدد من اللاعبين الذين تألقوا في الموسم الماضي، كان المنتخب في أمسّ الحاجة إليهم.

وإحقاقا للحق، لم يقصّر أيّ من اللاعبين الذين وقع اختيارهم للمنتخب في مهمته، واللافت في الأمر أن كاراسكو يتحدث في المؤتمرات الصحافية كثيرا عنهم، ويحمّلهم بشكل ضمني مسؤولية الإخفاق.

كما أن كاراسكو الذي يفتقد لأبسط مقومات التدريب، نظرا لقلة خبراته السابقة، تتحكم حالته النفسية في التعامل مع اللاعبين، وكذلك اختياره للتشكيل الأساسي بعيدا عن إمكاناتهم وقدراتهم ومستواهم.

ويكرر مجلس إدارة اتحاد الكرة أخطاءه، بعدم اتخاذ قرارات حاسمة لإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح والسليم، إذ سيستمر كاراسكو في مهمته خلال مباراة الصين تايبيه، ثم إعادته إلى منصبه السابق مدربا للمنتخب الأولمبي، وذلك نظرا لارتباط الاتحاد مع كاراسكو والمدربين الإسبان البالغ عددهم 15 مدربا حتى أكتوبر 2021، مما يعني أنه في حال اتخاذ قرار بإقالتهم سيحصلون على مقابلهم حتى انتهاء العقد، الأمر الذي سيكبد خزائن الاتحاد المزيد من الأموال الطائلة، على غرار حصول الكرواتي جوزاك الذي تولى مسؤولية تدريب الأزرق من قبل ومعه مدربان كرواتيان أخيرا على 270 ألف دينار لقاء إقالتهم!

ويواصل مجلس الإدارة قراراته العشوائية غير المدروسة، إذ تتجه النية إلى إسناد المهمة في مباراة الأزرق والبحرين في الدور التمهيدي لبطولة كأس العرب، المقرر لها يوم 25 الجاري بالعاصمة القطرية الدوحة، إلى أحد مدربي الأندية، علما بأن مدرب العربي، الكرواتي انتي ميشا، كان الأقرب لكنّه يقضي إجازته السنوية في بلاده، وهو ما يعني تكرار الأخطاء مجددا، بعد أن وقع الاختيار على مدرب الجهراء السابق الصربي بوريس بونيك لتدرب الأزرق في بطولة "خليجي 23"، التي استضافها الكويت، والتي ودّعها الفريق من دورها الأول بعد 3 خسائر!

كاراسكو متفائل!

أعرب مدرب منتخبنا الوطني، الإسباني اندريس كاراسكو، عن خيبة أمله وجميع أعضاء الجهاز الفني واللاعبين، بعد التعادل المُحبط مع الأردن، والخروج من التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم وكأس آسيا، مضيفا أن المنتخب كان يستحق الأفضل خلال المباراة، لاسيما الشوط الأول، الذي نجح خلاله في الضغط على المنافس والسيطرة على مجريات الأداء.

وأشار كاراسكو إلى أن طرد خالد إبراهيم في الشوط الثاني أربك حسابات الجهاز الفني، وهو ما أثر بالسلب على الفريق.

ولفت إلى أنه ليس من المدربين الباحثين عن الأعذار في حالة الإخفاق، مؤكداً أن حكم اللقاء نواف شكرالله، ربما جانبه الصواب في قرارين مؤثرين لـ"الأزرق"، باحتساب تسلل على شبيب الخالدي، والتغاضي عن ركلة جزاء على مدافع الأردن.

وعن مستقبله مع المنتخب، ذكر أنه لا يهتم بذلك الأمر بقدر اهتمامه ببناء فريق جديد، وهي المهمة التي تم تكليفه بها.

وأعرب كاراسكو عن تفاؤله بمستقبل مميز للاعبي "الأزرق" الشباب.

حسين راضي

back to top