جاسم مراد: «كورونا» لم تقلل الاهتمام بالفن التشكيلي

لوحاته تحاكي الواقع في صوره الجمالية

نشر في 22-04-2021
آخر تحديث 22-04-2021 | 00:00
يرى متلقي أعمال الفنان جاسم مراد أنه يتناول التراث والماضي البعيد للكويت، ولذا فإن مضامينه وحالاته التشكيلية، التي يوزعها على أعماله الفنية، تبدو شديدة التأثر بأحوال الناس في الزمن القديم.
يستخدم الفنان التشكيلي جاسم مراد في رسم أعماله التشكيلية الأسلوب الواقعي، مع بعض عناصر الأسلوب التأثيري، وذلك وفق منظومة تشكيلية، يحرص من خلالها على إبراز التراث الكويتي القديم في أبهى صوره، وبالتالي التواصل المستمر والدائم مع مواضيع تجعل الذاكرة تعود إلى ذلك الزمن الجميل، لمختلف مظاهر الحياة كالبيوت والشوارع والأسواق وغير ذلك مما تحتفظ به الذاكرة، من رؤى ومشاهد.

ويعدّ مراد من الفنانين، الذين يلتزمون بمواصفات اللوحة التشكيلية التي تحاكي الواقع في صوره الجمالية، وبعناصر تشكيلية دائمة الحركة في اتجاهات عدة، ومن ثم فإن مضامينه وحالاته التشكيلية، التي يوزعها على أعماله الفنية، تبدو شديدة التأثر بأحوال الناس في الزمن القديم، من خلال حياتهم التي تكثر فيها الطيبة والتلقائية في التعامل، والحب والمودة، والحركة من أجل الرزق.

بدايات

وعن بداياته في الفن التشكيلي قال مراد: "بدأت هواية الرسم عندي منذ الصغر حيث كنت أرسم بعض الأشكال أو المناظر التي أشاهدها حولي، ونمت هذه الهواية لدي في المرحلة المتوسطة خلال حصص الرسم، فضلا عن تشجيع المعلمين لي في البداية، فكنت أرسم بالقلم الرصاص، ثم بعد ذلك بالاقلام الملونة، والالوان المائية، وكانت هذه الخامات توفرها لنا المدرسة".

وأضاف: "لم أدرس الفن التشكيلي، ولكن من خلال الممارسة وزيارة المعارض والاطلاع على اعمال الفنانين وكذلك توجيهات زملائي الفنانين تعلمت الأساسيات والأساليب الفنية المختلفة، ثم أتيحت لي الفرصة لتدريب الطلبة على أساسيات الفن التشكيلي في رابطة الحرف اليدوية، وفي معهد الفنون التشكيلية".

وأشار إلى أن المشاركة في المعارض المختلفة على مدار العام شجعته على انتاج المزيد من الاعمال الفنية، وهذا بالطبع عامل مهم لصقل الموهبة وتنميتها، كما أن انضمامه للجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، وكذلك المرسم الحر، وأخيراً "مجموعة أثر"، كانت ومازالت حافزا له على الاستمرار والبحث في التنوع بأساليب الفن التشكيلي.

التراث

وعن سبب اتجاهه إلى رسم التراث على وجه الخصوص، قال: "في الستينيات كانت المعالم التراثية ما تزال موجودة كالبيوت الطينية والسفن الخشبية والمحلات والأسواق القديمة وغيرها، فالبيئة حولنا كانت غنية بالمعالم التراثية، وكنت أشاهدها عن قرب وعايشتها، مما كوّن لدي مخزوناً لا بأس به في ذاكرتي".

وعن تأثير أزمة "كورونا" على الاهتمام بالفن التشكيلي، أوضح مراد أنه "في وضعنا الحالي خلال جائحة كورونا لم يقل الاهتمام به، بل الظروف أجبرت الفنانين على التقيد بالشروط الصحية، مما أدى إلى وقف المشاركة في المعارض والورش الفنية، ولكن رغم الظروف أشغل كل منا وقته في انجاز اللوحات في البيت، ثم المشاركة بها في المعارض الافتراضية، سواءً داخل الكويت أو خارجها".

رصد التراث والماضي

ويرى المتلقي لأعمال الفنان مراد أنه يتناول التراث والماضي البعيد للكويت، إذ يرصد صانع البشوت الجالس في محلّه ممسكا بأدوات الحياكة، كما يرصد في لوحات أخرى امرأة تجلس خلف ماكينة الحياكة، وهي منهمكة في عملها بصبر، بالإضافة إلى صناعة السدو، بجمالياته وألوانه المفرحة، كما أنه رسم الباعة في الأسواق، والباعة الجائلين، فضلا عن اهتمامه بالسفن القديمة، التي كانت الكويت تتميز بها، وتستخدمها في النقل والتجارة والبحث عن اللؤلؤ، كما حظيت البيوت الكويتية القديمة باهتمام مراد من خلال رسمها بأسلوب واقعي بحوائطها وشوارعها، واصطفافها إلى جانب بعضها.

فضة المعيلي

back to top