«محادثات فيينا» تدخل مرحلة رمادية وإسرائيل تراجع خياراتها

طهران تقاوم مقترحاً أميركياً لتجزئة العقوبات وتكشف أن منفذ هجوم نطنز فر للخارج

نشر في 18-04-2021
آخر تحديث 18-04-2021 | 00:05
دخلت محادثات فيينا بشأن البرنامج النووي الإيراني مرحلة رمادية، بعد أن عادت الأمور للتوقف عند نقطة رفع العقوبات. جاء ذلك بينما عقدت إسرائيل اجتماعاً أمنياً للنظر بخياراتها، بعد أن أثار هجومها المفترض على نطنز حفيظة واشنطن.
دخلت المباحثات الدولية الجارية في فيينا حول إحياء الاتفاق النووي الإيراني "مرحلة رمادية". وعقد أمس اجتماع جديد بين اللجان الفنية، لكن مع اقتراب انتهاء الجولتين الابتدائيتين من دون تحقيق اختراق، شكك دبلوماسيون أوروبيون في موعد انعقاد الجولة الثالثة، مشيرين إلى أن الوفود ستعود إلى عواصمها للتشاور.

بايدن غير مستعجل

وكانت تصريحات الرئيس الأميركي، جو بايدن، أمس الأول، أوحت بأن إدارته التي تواجه رفضاً داخلياً للعودة الى الاتفاق، وكذلك ضغوطا من حلفاء اميركا التقليدين، ليست مستعجلة للتوصل الى تفاهم بأي ثمن، في حين ان الوقت ينفد أمام إيران التي تتجه إلى استحقاق انتخابي رئاسي في يونيو.

وقال بايدن إنّ "من السابق لأوانه" معرفة ما إذا كانت المحادثات غير المباشرة مع إيران ستُنقذ الاتّفاق بشأن برنامجها النووي، معتبراً أنّ إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، لا يُساعد إطلاقاً في الخروج من المأزق.

وعلمت "الجريدة" من مصدر مطلع في وزارة الخارجية الإيرانية أن الوفد الإيراني في فيينا بات لديه تصور ان الاميركيين ليس لديهم مشروع واضح للمحادثات، وانهم يسعون فقط لكسب الوقت، وهو ما حذر منه قبل ايام المرشد الأعلى علي خامنئي.

وأضاف المصدر أن اصرار واشنطن على تجزئة العقوبات هو العائق الاكبر بالنسبة للوفد الإيراني.

وأوضح أن واشنطن اقترحت أن تقسم العقوبات من قبل اللجان الى ثلاثة اقسام: العقوبات التي يمكن رفعها، والعقوبات القابلة للتفاوض والعقوبات غير القابلة للرفع حالياً.

واضاف أن طهران ترفض هذ المبدأ من اساسه، خصوصاً أن واشنطن تطلب بالمقابل عودة طهران إلى تنفيذ كامل التزاماتها.

وأوضح المصدر أن العقوبات، التي تريد طهران رفعها في البداية هي المتعلقة بالمصارف بكل تشعباتها وبشكل كامل، إضافة إلى عقوبات بيع النفط والتجارة واستثمار الشركات الأجنبية في إيران. وبحسب المصدر تطالب طهران بإلغاء العقوبات والأحكام القضائية المفروضة على الشركات والشخصيات والدول التي ساعدتها في محاولة الالتفاف على العقوبات، في حين أن الأميركيين يريدون تأجيل رفع معظم العقوبات المؤثرة لمرحلة لاحقة ويطرحون رفع عقوبات "بسيطة جداً"، رغم أن عددها يمكن أن يكون كبيراً.

وأشار المصدر إلى أن الأوروبيين لا يحركون ساكناً، وهم فقط يقومون بدور نقل الرسائل من جهة إلى أخرى، وهو ما جعل الوفد الإيراني يرى أنه ما من جدوى في استمرار المباحثات بهذا الشكل، وأصر على ضرورة أن تقرر الولايات المتحدة وأوروبا ماذا تريدان عملياً، ثم يقرر الإيرانيون أن يستمروا بالمفاوضات أو لا، لأن "شكلية المفاوضات اضحت تضييعاً للوقت فقط".

تقدم بطيء

وكشف ممثل روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا، ميخائيل أوليانوف، أمس، أن المباحثات تحرز تقدماً ملموساً، لكنه بطيء.

وأضاف أوليانوف عبر "تويتر" أن اللجنة المشتركة عقدت اجتماعاً تقييمياً. وأوضح أنه "بالإضافة إلى اللقاءات المخطط لها سابقاً على مستوى الخبراء، فقد قرر المشاركون إعادة عقد اجتماع رسمي للجنة المشتركة لخطة العمل الشاملة".

من ناحيته، عبر المبعوث الصيني للمحادثات النووية الإيرانية عن أمله في أن تبدأ الأطراف في الأيام القليلة المقبلة التفاوض على صيغة محددة لرفع العقوبات، مضيفاً أن كل الأطراف اتفقت على تسريع الوتيرة والخوض في عمل أكثر موضوعية بشأن رفع العقوبات وإن المحادثات ستستمر.

تعقيد المفاوضات

وأتى ذلك، بعد أن أكد مسؤول في الاتحاد الأوروبي، أمس الأول، أن إعلان إيران البدء بتخصيب اليورانيوم بنسبة 60% فضلا عن الحادث الذي وقع في نطنز قبل أيام واتهمت طهران إسرائيل بتنفيذه، عقّد وصعّب المفاوضات.

إلا أنه أوضح في الوقت عينه أن المحادثات الرامية لإنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015 ستستمر بضعة أيام. وأضاف أنه بعد ذلك ستتوقف المحادثات لأيام، حتى يتسنى للمسؤولين الإيرانيين والأميركيين العودة إلى بلادهم للتشاور.

خيارات إسرائيل

في غضون ذلك، شارك رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، ورئيس الموساد يوسي كوهين، باجتماع مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي المصغر، أمس، لمناقشة ما إذا كان ينبغي تنفيذ المزيد من الهجمات على المنشآت النووية الإيرانية أم أنه ينبغي اللجوء إلى الهدوء.

وأفادت قناة عبرية بأن وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، يؤيد اتخاذ "نهج نشط" واحد تجاه إيران، لكنه في الوقت عينه يخشى أن يؤدي الحديث عن هذه القضية، بالإضافة إلى الإضرار بأمن إسرائيل، إلى وضع الأميركيين في موقف حرج، ويجعل ضبط النفس وعدم الانتقام أكثر صعوبة على إيران.

وجاء ذلك وسط تقارير عبرية متطابقة بأن إدارة بايدن طلبت مراراً من إسرائيل الامتناع عن "التحرش بإيران" خلال الأيام القليلة الماضية. وأضافت أن البيت الأبيض أكد في رسائله على أن التقارير المستمرة من المسؤولين الإسرائيليين بشأن إيران أعاقت المحادثات بين واشنطن وطهران بشأن اتفاق نووي جديد.

وأكدت التقارير نقلا عن مصادر أن إدارة بايدن تشعر بعدم الارتياح فيما يتعلق بالعملية الإسرائيلية الأخيرة ضد مفاعل نطنز، مشيرة إلى أن الثرثرة الإسرائيلية الأخيرة بهذا الشأن أمر "خطير ومحرج".

كما أشارت تقارير الى ان اسرائيل قدمت بالفعل ضمانات لبايدن بوقف حرب السفن بينها وبين ايران.

في سياق قريب، بث التلفزيون الإيراني أمس صورا لشخص قال إن السلطات الأمنية تتهمه بالمسؤولية عن تفجير منشأة نطنز النووية، وأفاد بأنه يعمل بالمحطة الذرية وأنه تمكن من الهرب خارج البلاد.

وتم تحديد المشتبه به، وهو مواطن إيراني يبلغ من العمر 43 عاما يدعى رضا كريمي. وذكر التقرير أنه غادر البلاد قبل تخريب شبكة الكهرباء في محطة نطنز.

back to top