إسرائيل تتحرك على مسارات عدة لمواجهة «انفراجة فيينا»

بنيامين نتنياهو: الاتفاق مع النظام الإيراني لا يساوي «قشرة ثوم»

نشر في 09-04-2021
آخر تحديث 09-04-2021 | 00:04
إسرائيلي أمام نصب لضحايا «المحرقة النازية» في اشكلون أمس (رويترز)
إسرائيلي أمام نصب لضحايا «المحرقة النازية» في اشكلون أمس (رويترز)
تحركت إسرائيل على عدة مسارات في مواجهة الانفراجة النووية بين واشنطن وطهران التي تحققت في فيينا. وبعد ساعات من ضرب سفينة "سافيز" الإيرانية، شنت المقاتلات الإسرائيلية غارات على مجموعات موالية لإيران في سورية، كما أوفدت رئيس "الموساد" الى واشنطن التي عاد منها قبل أسابيع قليلة.
وسط توقعات بـ "نتائج أكثر إيجابية" لاجتماع مهم تستضيفه العاصمة النمساوية فيينا اليوم بين مجموعة "4+1" وإيران، وتشارك الولايات المتحدة فيه بشكل غير مباشر لبحث إعادة العمل بالاتفاق النووي، صعّدت إسرائيل تحركاتها لتصعيب المهمة على خصمها اللدود وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف، بنيامين نتنياهو، رفض تل أبيب أي اتفاق دولي مع طهران، وقال إن إسرائيل لن تكون ملزمة باتفاق يمكّن إيران من تطوير أسلحة نووية.

وأضاف نتنياهو، في تصريحات عبر "تويتر"، أن أي اتفاق مع إيران يمهّد الطريق لها لصناعة أسلحة نووية "أسلحة تهددنا بالاندثار، لن نُرغم عليه بأي شكل من الأشكال". وتابع: "الاتفاق النووي مع إيران الذي سمح لها بالمضي قُدما نحو تطوير ترسانة من القنابل النووية مطروح مرة أخرى على الطاولة، ولكن التاريخ علّمنا بأن اتفاقات مع أنظمة مثل النظام الإيراني لا تساوي قشرة ثوم".

رئيس «الموساد»

وأفادت تقارير إسرائيلية بأن رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية (الموساد) الإسرائيلي يوسي كوهين سيقوم خلال الأيام المقبلة بزيارة إلى واشنطن لإجراء اجتماعات مع كبار المسؤولين بالبيت الأبيض ورؤساء الأجهزة الاستخباراتية بالولايات المتحدة، في زيارة هي الأولى لمسؤول إسرائيلي إلى واشنطن بعد دخول بايدن البيت الأبيض.

ومن المتوقع أن يقوم كوهين باستعراض معلومات استخباراتية وأدلة أمام الأميركيين تشير إلى "استمرار الإيرانيين بالكذب وإخفاء معلومات بما يتعلّق ببرنامجهم النووي خلال الاتفاق النووي المبرم عام 2015 وحتى هذه الأيام".

ضربة دمشق

في موازاة ذلك، شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي، فجر أمس، غارات جديدة استهدفت مواقع عسكرية يعتقد أنها تابعة للميليشيات الإيرانية المتحالفة مع الحكومة السورية في محيط دمشق، مما أسفر عن سقوط عدة جرحى وتدمير مستودعات أسلحة.

وذكرت مصادر أن القصف الإسرائيلي الذي يعدّ الثامن من نوعه منذ مطلع العام الحالي، استهدف مواقع عسكرية غربي وجنوبي دمشق، تستخدمها قوات الحكومة السورية وميليشيات موالية لها مدعومة من طهران.

ونقلت وكالة أنباء "سانا" عن مصدر عسكري قوله إن الهجمات أسفرت عن مقتل 3 وإصابة 4 جنود، وألحقت أضرارا مادية، في وقت أفاد تلفزيون "المنار" التابع لـ "حزب الله" اللبناني، بأن أحد صواريخ الدفاعات الجوية السورية لاحق طائرة حربية إسرائيلية معادية في أجواء المنطقة الحدودية، وسمع دويه في أرجاء الجنوب اللبناني.

المواجهة البحرية

وجاءت الضربات الجوية غداة اعتداء استهدف السفينة الإيرانية "سافيز" في البحر الأحمر، لم تنف إسرائيل المسؤولية عنه، بعد تقارير عن إبلاغها واشنطن بشنّه انتقاماً لهجمات بحريّة شنّتها إيران ضمن ما بات يُعرف بـ "الحرب البحرية".

ورجّحت أوساط عسكرية إسرائيلية، أمس، أن تتّسع المواجهة البحرية، وأن تفضل إيران استخدام طائرات مسيّرة بعيدة المدى، يمكن إطلاقها من الجمهورية الإسلامية، في شنّ هجوم انتقامي داخل إسرائيل.

في غضون ذلك، نقلت تقارير إيرانية عن أحد ملاحي السفينة "سافيز" قوله إنه "قبل يوم من الحادث كانت هنالك مروحية مجهولة حامت ما بين 5 و10 دقائق عند أطراف السفينة"، مضيفاً أنه "في يوم الحادث، وبعد مضيّ نحو 4 ساعات من الهجوم على السفينة، قام زورقان سريعان مجهولان ما بين الساعة 10 و11 صباحا بالتوقيت المحلي بدورية قرب السفينة".

وقال موقع "نور نيوز" القريب من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، عن الهجوم على "سافيز" قرب باب المندب: "هناك احتمال أن تكون دولة أخرى غير إسرائيل متورطة في الحادث".

انفراجة نووية

وتأتي تلك التطورات بعد أن بعثت إدارة بايدن بأقوى إشارات على استعدادها لتسريع خطوات إحياء الاتفاق النووي الإيراني الذي انسحب منه الرئيس دونالد ترامب عام 2018.

وفي محاولة، على ما يبدو، لكسب الوقت قبل الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقررة في يونيو المقبل، قال المتحدث باسم "الخارجية" الأميركية نيد برايس إن بلاده جاهزة لرفع أي عقوبات مفروضة على طهران لا تتسق مع الاتفاق النووي المبرم عام 2015، مؤكداً استعداد واشنطن لاتخاذ الخطوات اللازمة للعودة إلى الالتزام ببنود الاتفاق، رغم معارضة أطراف داخلية وإقليمية للخطوة المرتقبة.

وأشار برايس إلى أن المحادثات غير المباشرة مع إيران في فيينا ستكون صعبة لعدة أسباب، منها الافتقار إلى الثقة بين طهران وواشنطن، معرباً عن أمله في التوصل إلى الالتزام المتبادل بالاتفاق وعودة طهران إلى الامتثال لقيوده.

وكشف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية أن فريق بلاده في فيينا أجرى مشاورات مع وفود كل من الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين، واستمع منها إلى الموقف الإيراني.

في غضون ذلك، احتفى الرئيس الإيراني المعتدل حسن روحاني بما وصفه بـ "اعتراف الإدارة الأميركية الجديدة بفشل سياسة الضغوط القصوى"، التي تبناها ترامب ضد طهران بعد انسحابه من الاتفاق.

واتهم روحاني، في تصريحات أمس، ترامب بـ "شن حرب شاملة ضد الشعب الإيراني لم يستثن أيّ شيء فيها لحرمان البلاد من الغذاء والدواء، ومتجاوزا بذلك كل الجلادين في التاريخ".

في موازاة ذلك، توقّع أستاذ الجغرافيا السياسية، رضا فرجي راد، أن تخرج مفاوضات اليوم بأخبار "أكثر إيجابية". وأشار راد إلى أن مهلة الشهر المتبقية من الاتفاق المؤقت بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية حول سجل كاميرات المراقبة في منشآت إيران النووية، باعتبارها عاملا حاسما في دفع التوصل إلى تفاهم لمنع تدهور الأمور بين طهران والقوى الغربية التي يرجّح أنها ستتحوط مع قرب إجراء الانتخابات الرئاسية الإيرانية، واحتمال نجاح رئيس متشدد.

اتهام إيراني لـ «دولة ثالثة» بالتورط في «هجوم سافيز»
back to top