واشنطن: لا جدول زمنياً للانسحاب من العراق

نتائج «الحوار الاستراتيجي» تثير ردود فعل متضاربة والكاظمي هدد إيران بكشف حلفائها

نشر في 09-04-2021
آخر تحديث 09-04-2021 | 00:05
تدريب لفريق الخدمات الصحية بالقوات الأميركية بالعراق أمس الأول (عملية العزم الصلب)
تدريب لفريق الخدمات الصحية بالقوات الأميركية بالعراق أمس الأول (عملية العزم الصلب)
خيّمت قضية عدم تحديد موعد للانسحاب الأميركي من العراق على نتائج الجولة الثالثة من الحوار الاستراتيجي، التي شهدت تطورا بارزا يتعلق بتحول مهمة دور القوات من «قتالية» إلى «تدريبية واستشارية»، مع إعادة نشر المتبقي منها في الخارج.
مع انتهاء ثالث جولات الحوار الاستراتيجي، اتفقت بغداد وواشنطن ليل الأربعاء - الخميس على تقليص دور القوات الأميركية من القتال إلى المشورة والتدريب، دون تحديد جدول زمني للانسحاب الكامل، خلافا لرغبة الفصائل خصوصا الموالية لإيران، والتي هددت بتوجيه ضربات إذا لم يتم تحديد موعد للمغادرة.

وفي خطوة تنذر بمواجهة مفتوحة مع الفصائل العراقية، أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جون كيربي أمس أنه ليس هناك أي تفاهم مع بغداد حول الجدول الزمني المتعلق بعملية سحب "القوات القتالية" من العراق.

وبعد انتهاء الجولة الثالثة للحوار الاستراتيجي، التي عقدت ليل الأربعاء - الخميس، برئاسة وزيري خارجية العراق فؤاد حسين ونظيره الأميركي أنتوني بلينكن، عبر دائرة تلفزيونية، قال كيربي، خلال مؤتمره الصحافي اليومي، إن "عبارة التوصل الى توافق بخصوص استمرار عملية سحب القوات القتالية الموجودة بالبيان المشترك لا تعني في الواقع أن الانسحاب سيبدأ"، مضيفا: "البيان ينص على أنه تقرر إجراء مباحثات فنية إضافية من قبل الطرفين بخصوص الانسحاب النهائي".

وتمسك كيربي بأن "الوجود الأميركي الدائم جاء بناء على موافقة ودعوة بغداد ومهمة ملاحقة تنظيم داعش لم تكن قائمة، والإدارة (الأميركية) ذكرت منذ فترة طويلة أنها يوما ما ستسحب جنودها، وهذا ليس جديدا لكن النقطة الجديدة في البيان هي إجراء محادثات فنية بشأن الانسحاب"، مضيفا أن هناك اتفاقا بين الجانبين على "أهمية الوجود الأميركي بالعراق وما ورد في البيان تأكيد على أهمية شراكتنا، والمهمة المستمرة ضد داعش، وفي نهاية المطاف سيتم التحدث عن التوقيت المناسب لانسحاب مناسب".

ورغم عدم تحديد جدول زمني أو موعد محدد لانسحاب القوات الأميركية، وصف رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي نتائج الجولة الثالثة للحوار الاستراتيجي بأنها بوابة لاستعادة الوضع الطبيعي وإنجاز جدير أن يهنئ به شعبه. وقال الكاظمي، الذي طالب إيران بكبح جماح الميليشيات الموالية لها في العراق وتوعد بمواجهتها، إن "الحوار هو الطريق السليم لحل الأزمات، وشعبنا يستحق أن يعيش السلم والأمن والازدهار، لا الصراعات والحروب والسلاح المنفلت والمغامرات".

تهديدات الكاظمي

وتزامنا مع جولة المحادثات، وجه الكاظمي ردة فعل غاضبة تجاه إيران، وطالب قادتها بكبح نفوذ فصائل بالعراق، وهدد بأنه سوف "يعلن بوضوح الجهات التي تدعمها"، بحسب مسؤولين عراقيين.

ولم يتضح إلى من وجهت الرسالة، لكن التوقيت يدل على أن الكاظمي، الذي بدا عاجزا عن مواجهة الفصائل داخل العراق، كان يتطلع إلى كسب رضاء الأميركيين قبل انعقاد الحوار الاستراتيجي.

وذكرت مصادر سياسية في بغداد أن زيارة قائد "فيلق القدس" إسماعيل قاآني للعراق جاءت بعد رسالة الكاظمي المليئة بالشكوى والألم والغضب غير المسبوق حيال تهديدات الفصائل وإهاناتها المتكررة له شخصيا، عبر مواقف واستعراضات ووسائل إعلام موالية لطهران.

وأكدت المصادر أن قاآني التقى قادة عسكريين وسياسيين شيعة، وحاول تهدئة أكثر الأجنحة تشددا في الفصائل العراقية، وطلب منهم تخفيف الضغط على الكاظمي، لكن تقديرات الاستخبارات العراقية تبدو أبعد من ذلك ووصلت لدرجة التشكيك في قدرة قائد فيلق القدس على التحكم في الفصائل بمستوى الانضباط الذي كان عليه الأمر في عهد سلفه قاسم سليماني الذي اغتيل في غارة أميركية مطلع العام الماضي.

وقبل انطلاق الحوار، أصدرت مجموعة من الفصائل بيانا طالبت فيه بتحديد موعد انسحاب القوات الأميركية خلال المحادثات، مهددة بتوجيه ضربات كبيرة ودقيقة إذا لم تعلن بغداد وواشنطن موعدا واضحا للانسحاب.

ولاحقا، أعرب السفير الأميركي ماثيو تولير أمس عن قلقه من استمرار قصف قوافل تنقل الدعم اللوجستي للقوات التحالف، مبينا أن "الحوار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن ركز على الجوانب المشتركة كما ركز على مصلحة العراق، وأظهر الالتزام الجدي من الرئيس جو بايدن"، وأشار إلى "رضا واشنطن على الدعم القوي الذي تقدمه الحكومة العراقية في حماية المنشآت الأجنبية".

بيان مشترك

وفي بيان مشترك، أعلن حسين وبلينكن اتفاقهما على "تحول دور القوات الأميركية وقوات التحالف الآن للمهمات التدريبية والاستشارية على نحو يسمح بإعادة نشر المتبقي من القوات القتالية خارج العراق، على أن يتفق الجانبان على المواعيد في محادثات فنية مقبلة".

وذكرت وزارة الخارجية العراقية، في بيان، أن هذا التحول في طبيعة مهمات القوات الأميركية والدولية الأخرى من العمليات القتالية للتدريب والتجهيز والمساندة "يعكس نجاح الشراكة الاستراتيجية ويضمن دعم الجهود المتواصلة للقوات العراقية، لضمان أن تنظيم داعش لن يهدد استقرار العراق مجددا"، مبينة أن "القواعد التي يتواجد بها أفراد التحالف عراقية ووجودهم فيها حصرا لدعم جهود العراق في الحرب ضد داعش".

وإذ جددت الحكومة العراقية التزامها بحماية عناصر وقوافل التحالف الدولي والبعثات الدبلوماسية التابعة لدوله، أعربت الولايات المتحدة عن دعمها لجهود العراق لإصلاح قطاع الطاقة وإمكان الشركات الأميركية تقديم المساعدة في تنويع الاقتصاد عبر الاستثمار في مشاريع تخلق فرص عمل وتحسن الخدمات العامة والمساعدة في تطوير موارد الطاقة.

ردود فعل متضاربة

وشنت وسائل اعلام مقربة من الفصائل المتحالفة مع ايران ووسائل اعلام ايرانية هجوما على مخرجات الحوار، وقالت انه "غامض".

وذكر ائتلاف النصر، بقيادة رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، في بيان، "نرحب بمخرجات الحوار الاستراتيجي بما يتصل بتوصيف وتنظيم وجود القوات الأميركية، واقتصارها على المهام التدريبية والاستشارية"، مطالبا بـ"إنجاز الاتفاق الفني لجدولة خروج القوات القتالية وفق الرؤية والحاجة التي تقدرها المؤسسات العراقية المختصة".

وأكد الائتلاف دعمه للسياسات والمواقف الحكومية والوطنية المتصلة بحفظ وتعزيز المصالح والسيادة العراقية تجاه الدول كافة، فقضايا الوحدة والمصالح والسيادة الوطنية كل لا يتجزأ في تعامل العراق مع جميع الدول دون استثناء.

10 أيام «بريطانية» ضد «داعش»

كشفت وزارة الدفاع البريطانية أمس، عن تنفيذ قواتها الجوية الملكية عدة ضربات استهدفت تنظيم "داعش" الشهر الماضي، في إطار عملية منسقة مع قوات برية عراقية استغرقت 10 أيام، وتمكنت خلالها من طرده من منطقة جبال مخمور إلى الجنوب الغربي من أربيل.

وذكرت الدفاع البريطانية أن قرار الهجوم اتخذ في 22 مارس عندما تم التأكد من تمركز "داعش" في شبكة من الكهوف في جبال مخمور، مبينة أن ثلاث مقاتلات من طراز "تايفون" هاجمت عناصره باستخدام صواريخ "ستورم شادو"، وبالمتابعة اللاحقة تأكدت من نجاح الضربة.

وفي سورية، أشارت الدفاع البريطانية لعملية منفصلة في 4 أبريل نجحت خلالها طائرة بدون طيار تابعة لسلاح الجو الملكي مسلحة بصواريخ "هيلفاير" في استهداف مجموعة صغيرة من "داعش" غرب الحسكة.

السفير الأميركي يحذر من استمرار قصف القوافل العسكرية
back to top