«ليش يا حمد؟»

نشر في 09-04-2021
آخر تحديث 09-04-2021 | 00:00
 حسن عبدالله الخرس كان حمد طالبا مجتهدا، بدأ مشوار التعليم ومعه قلم وورق، فكان كتاب القراءة الجديدة هو المعلم الأول لحمد الذي أسسه منذ البداية على القراءة والكتابة، وكان قلم حمد نبراس العلم والبحث والمعرفة، مما أدى ذلك إلى تقدم الكويت بمجال التعليم والبحث، وكانت جامعة الكويت تتمركز بين أعلى الجامعات جودة بالمنطقة، ويدير اتحاد طلبتها قائمة وطنية لا تعرف الرجعية أو العنصرية.

ومع مرور السنين تغيرت الظروف فقرر حمد تغيير منهجه ليواكب تلك الظروف فاعتقد أن القلم والورق أصبحت أدوات قديمة ويجب تبديلها بالأكل والشرب ليعيش ويكبر! إلا أن بعد هذا المنهج بدأ حمد يشعر بالسمنة، وبدأ يتراجع مستوى التعليم لثقل وزنه، لم يكن لحمد خيار إلا أن ينتقل من الأكل والشرب الى أصدقائه سالم وعبير ومن ثم أصبح فراشة بيضاء وملونة.

كل هذه المحاولات جعلت حمد طالبا بلا هوية، يعاني منهجا ثقيلا يحمله على ظهره كل يوم الى المدرسة حتى يوم الامتحان، ليأتي ويفرغ ما حفظه طوال الفصل الدراسي دون أن يفهم أو يتعلم من هذه الأثقال شيئا! فهنا يأتي السؤال: هل تعمد حمد تدمير أهم ركائز الدولة والمجتمع لتتخرج أجيال بهذا السوء من التعليم والثقافة؟ وهل يمكن إزاحة التيار الوطني وسيطرة التيار الرجعي الذي لا يسعى إلا لتحقيق أجنداته المتطرفة والعنصرية على اتحاد جامعة الكويت كل هذه السنوات إن لم يتم إفساد المؤسسة التعليمية حتى تستديم هذه السيطرة؟ وهل استوعب حمد أنه لا يمكن تقبل سوء الإدارة والفساد المتفشي بالدولة إذا لم يتم هدم أخلاقيات وثقافة الأجيال القادمة؟ وهل يعقل أن ميزانية التعليم في الكويت تتجاوز المليار دينار ويخرج تقرير حسب ما ذكرت جريدة (الجريدة) بأن الطالب الكويتي متأخر خمس مراحل عن المستوى الطبيعي؟

علاوة على ذلك يتم ربط جميع العلاوات والكوادر بالمؤهل الدراسي دون الرجوع للتحصيل العلمي مما افتعل أزمة شهادات مزورة بعد الطوابير على «دكاكين الشهادات» كي يتمتع المواطن بهذه الامتيازات، بالإضافة الى إقرار كادر المعلمين دون وضع ضوابط وشروط صارمة للقبول، مما جعل أغلب الطلبة تتكالب على كلية التربية والتربية الأساسية طمعا بالراتب والإجازات دون التعليم.

كل هذه التساؤلات تجعل من حمد في وضع الشك بنواياه، لذلك آن الأوان لحمد أن يعود الى قلمه وورقته وينهض بالتعليم من جديد، فلا قيمة لإنسان يحمل أعلى الشهادات دون تحصيل علمي حقيقي! ولا استدامة لدولة دون الاهتمام بالتعليم والثقافة، فالمشكلة ليست بالمناهج والميزانيات والكوادر، المشكلة بالنوايا والقرار الصادق ليعود حمد الى نهجه السابق.

حسن الخرس

back to top