أثر الكلام الطيب في الإنسان

نشر في 17-03-2021
آخر تحديث 17-03-2021 | 00:08
على كل إنسان يتطلب عمله الاحتكاك بالآخرين وتوصيل أفكاره إليهم، كالقياديين في الدولة وعضو مجلس الأمة وعضو هيئة التدريس سواء بالتعليم العام أو العالي، عليهم أن يتحلوا بأدب الحوار والقدرة على التعبير واحترام الآخرين، ولنا في رسول الله قدوة حسنة، وهو من رباه ربه فأحسن تربيته.
 د. عبدالمحسن حمادة مخاطبة البشر بأدب واحترام، خصوصاً الخصوم، دليل على الخلق الطيب الكريم، وهو من أهم صفات الرسل والأنبياء والعظماء، قال تعالى مادحا الكلام الطيب وأثره في النفس البشرية: "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَآءِ* تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ* وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ".

يشبه الله الكلم الطيب بالشجرة الطيبة المثمرة التي يستفيد الناس من ثمرها ورائحتها الزكية، أما الكلمة السيئة الخبيثة فيشبهها بالشجرة الخبيثة التي يجب أن تقتلع من الأرض وتمحى آثارها السيئة الخبيثة كي لا تضر الإنسان والبيئة.

وعلى هذا الأساس ينبغي على كل إنسان يتطلب عمله الاحتكاك بالآخرين وتوصيل أفكاره إليهم، كالقياديين في الدولة وعضو مجلس الأمة وعضو هيئة التدريس سواء بالتعليم العام أو العالي، عليهم أن يتحلوا بأدب الحوار والقدرة على التعبير واحترام الآخرين، ولنا في رسول الله قدوة حسنة، وهو من رباه ربه فأحسن تربيته، فقد وصفه الله بقوله: "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ". فقد كان عفيف اللسان كريم الخلق، لا يخرج منه إلا الكلم الطيب.

نود أن نوجه هذا الكلام لشخصيات اتخذت من منصات التواصل منبرا لتوجيه كلام سيئ خبيث مهين للحكومة، معتقدة أن هذا نوع من الشجاعة والبطولة، وما هو من وجهة نظرنا إلا من سوء الخلق والرعونة والتهور، فإهانة الحاكم بهذه الصورة إهانة للشعب والدولة، والمصيبة أن بعضهم يدعي أنه إسلامي والإسلام منه براء، فالإسلام ليس بالتسمية أو تربية اللحية، بل هو خلق وسلوك، يقول تعالى: "إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَٰئِكَ هُوَ يَبُورُ". فالإسلام لا يدعو إلى الفتنة وإثارة القلاقل بل يحاربها ويدعو للتصدي لها ومجابتها.

لقد سمع جيراننا في دول الخليج والسعودية ذلك الكلام السيئ وبدأوا يوجهون لنا النصائح ويطالبون بالحفاظ على دولتنا من الشر قبل أن نضيعها ثم نبكي عليها.

د. عبد المحسن حمادة

back to top