من رضاعة الكبير لرضاعة القنينة

نشر في 09-03-2021
آخر تحديث 09-03-2021 | 00:18
 حسن العيسى مادام عدد من مشايخ الكرب أفتوا بجواز رضاعة الكبير البالغ من زميلته في مكان العمل حتى تحرم عليه ولا يجتمع الشيطان معهما، فأين القضية حين حاول صاحب مقهى بسيط في الكويت أن يخرج بنوع من التجديد لترويج بضاعته؟ شباب ثقلت قلوبهم من نمطية الحياة اليومية في بلد العادات والتقاليد "ويارب لا تغير علينا" ظهروا بصورهم وهم يشربون القهوة والعصائر من الرضّاعة "الممية"، أرادوا نوعاً من التغيير، ووجدوا مع صاحب المقهى أن أكبرها وأسمنها "يرضع" من ضرع الدولة، فما الضير أن يشربوا عصيراً أو قهوة من الممية؟

هل هناك نصوص في القانون تحدد شكل شرب السوائل "الحلال" في المقهى من القحف أو الكوب أو الفنجان؟ وهل طريقة الشرب هذه تثير غرائز وشهوات محرمة؟ تذرعت وزارة التجارة بقرارات ولوائح أشك أنها تنطبق على ممارسة صاحب المقهى، لكن أحبار الوزارة الذين هرولوا لإغلاق المحل تحججوا أيضاً بالعادات والتقاليد! لترحل هذه العادات والتقاليد للجحيم مادامت تصمت وتواري تحت السجاد سرقات ورشا ومحسوبيات وتفصيل قوانين على مقاس كبار "الرضاعين"، الذين جففوا ضرع الدولة عقوداً طويلة فجاءت اليوم لتفتل عضلاتها على صاحب مقهى بسيط مرة، ومرات أخرى يأتي الدور على وزارة الداخلية لتمنع امرأة سبحت في البحر بـ "مايوه" أو "شورت".

هناك قاعدة لا تتبدل في دول القمع، أن السلطة تزايد دائماً و"شكلاً ورياء" مع تيارات المحافظة كي تضفي عليها مشروعية دستورية وقانونية مفقودة، تريد تعويض نقصها من هذه المشروعية على حساب الحريات وحقوق الإنسان.

أرضكم تضج بالنفاق والرياء والآن "الإفلاس". هنيئاً لكم حضارة المولات الضخمة والسيارات الفخمة وأطول عمارة وأتفه عقول. إفلاس مادي اليوم، وقبله ارتوينا حتى الاستفراغ من الإفلاس الحضاري- الإنساني.

حسن العيسى

back to top