السعودية تتهم إيران بالتورط في مهاجمة الظهران وتنورة

الكويت تؤكد وقوفها مع المملكة... وإدانات واسعة للتعدي على المرافق النفطية وأمن الطاقة العالمي

نشر في 09-03-2021
آخر تحديث 09-03-2021 | 00:05
مشهد عام يظهر الأضرار التي تعرضت لها منشآت تابعة لـ«أرامكو» بعد اعتداء ادعت الميليشيات الحوثية شنه عام 2019
مشهد عام يظهر الأضرار التي تعرضت لها منشآت تابعة لـ«أرامكو» بعد اعتداء ادعت الميليشيات الحوثية شنه عام 2019
أشارت مصادر سعودية بأصابع الاتهام إلى إيران في تنفيذ محاولة استهداف منشآت نفطية تابعة لشركة "أرامكو" شرقي المملكة رغم ادعاء الميليشيات الحوثية إطلاق الهجوم من الأراضي الخاضعة لسيطرتها باليمن، في وقت أعربت عدة دول ومنظمات عن تضامنها مع الرياض وتنديدها بالاعتداء الذي استهدف إمدادات الطاقة العالمية.
غداة ادعاء جماعة "أنصار الله" الحوثية المتمردة في اليمن شنها اعتداء واسعا باستخدام طائرات مسيرة "درون" وصواريخ بالستية لاستهداف عدة نقاط بالسعودية شملت منشآت نفطية بالمنطقة الشرقية المطلة على الخليج، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن مستشار بالديوان الملكي السعودي أن "كل المؤشرات تشير إلى أن إيران" المتحالفة مع الجماعة اليمنية المتمردة هي من يقف وراء محاولة استهداف رأس تنورة والظهران والتي أحبطتها مقاتلات سلاح الجو الملكي.

ونقل عن السلطات السعودية أنه لم يتضح ما إذا كان أصل انطلاق الهجوم من إيران أم العراق لكن الهجوم لم يأت من جهة اليمن. ولفت المستشار إلى أن "المسيرة" أتت من اتجاه مياه الخليج، التي تطل عليها المملكة وإيران والعراق، وهو الاتجاه المعاكس لمسار الطائرة المفترض فيما لو كانت قادمة من مناطق سيطرة المتمردين الحوثيين بشمال اليمن.

في موازاة ذلك، قال مصدر مسؤول في وزارة الطاقة إن إحدى ساحات الخزانات البترولية في ميناء رأس تنورة، حيث توجد مصفاة نفط وأكبر منشأة بحرية لتحميل النفط في العالم، تعرضت لهجوم بطائرة مسيرة من دون طيار قادمة من البحر، موضحا أن الهجوم لم تنتج عنه أي إصابات أو خسائر في الأرواح أو الممتلكات.

وأضاف المصدر أن السعودية "تدعو دول العالم ومنظماته للوقوف ضد هذه الأعمال الموجهة ضد الأعيان المدنية والمنشآت الحيوية، والتي تستهدف أمن واستقرار إمدادات الطاقة في العالم، بسبب تأثير هذه الأعمال على أمن الصادرات البترولية وحرية التجارة العالمية وحركة الملاحة البحرية، فضلا عن تعريض السواحل لكوارث بيئية كبرى".

ويشير قدوم الطائرة من اتجاه البحر إلى احتمال انطلاقها من شواطئ إيران المقابلة لميناء رأس تنورة السعودية أو من مناطق نفوذها في العراق حيث تدعم عدة فصائل مسلحة.

وفي وقت سابق، أفادت وزارة الدفاع السعودية بتدمير وإسقاط الطائرة المسيرة والصاروخ المستخدمين في الهجومين على ميناء رأس تنورة ومنطقة سكنية تابعة لشركة "أرامكو" في مدينة الظهران.

«عملية نوعية»

ونشر "تحالف دعم الشرعية"، الذي تقوده الرياض في اليمن، مقاطع فيديو تظهر استخدام المقاتلات في اصطياد المسيّرات الحوثية التي تهاجم المملكة وإسقاطها، بعد ساعات من إطلاقه "عملية نوعية" ضد أهداف حوثية في صنعاء ومحافظات يمنية بـ"ضربات جوية موجعة".

ورغم تبني الحركة الحوثية، التي صعدت اعتداءاتها على المملكة ومناطق سيطرة القوات الموالية لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي منذ مطلع فبراير الماضي، للهجوم فإن قدرتها على إرسال طائرة مسيرة من اليمن حتى الحدود الشرقية للمملكة تبقى محل شكوك.

وسبق أن تبنى الحوثيون هجمات بطائرات مسيرة على مواقع داخل الأراضي السعودية، وتبين فيما بعد أن مكان انطلاق تلك الهجمات لم يكن من الأراضي اليمنية.

وفي فبراير الماضي تبنت جماعة عراقية مغمورة تطلق على نفسها اسم "الوعد الصادق" شن هجوم على الرياض باستخدام "درون" وهو ما أيدته "كتائب حزب الله العراقية" المرتبطة بطهران.

وفي عام 2019 كشفت "وول ستريت" أن مسؤولين أميركيين خلصوا إلى أن هجوماً بطائرات مسيرة على منشآت "أرامكو" ببقيق وخريص السعودية، كان مصدره العراق وليس اليمن.

لكن، يستبعد في الظروف الحالية قدوم طائرات مهاجمة للأراضي السعودية من العراق، حيث توجد رقابة شديدة من قوات "التحالف" الذي تقوده واشنطن على الأجواء، خاصة في ظل توتر الوضع، والاحتكاكات المتكررة مع الميليشيات المدعومة من إيران.

في هذه الأثناء، دانت دول ومنظمات عدة، بينها الكويت وقطر والإمارات والبحرين وجيبوتي ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون، الهجومين على ميناء رأس تنورة ومدينة الظهران، مؤكدة وقوفها مع المملكة في كل ما تتخذه من إجراءات لحفظ أمنها واستقرارها.

تصعيد خطير

وأوضحت وزارة الخارجية الكويتية في بيان أن "استمرار الجرائم الإرهابية بما تمثله من تصعيد خطير واضرار بأمن المملكة وتقويض لاستقرار المنطقة والإصرار على مواصلة الحرب وتجاهل الجهود الدولية التي تبذل في سبيل إنهائها عبر التوصل إلى حل سياسي أمر لم يعد مقبولاً معه صمت المجتمع الدولي وعدم التحرك بشكل فوري وحاسم لردع هذه الجرائم النكراء ووضع حد لها".

وأكدت الكويت وقوفها مع المملكة وتأييدها في كل ما تتخذه من إجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها وسيادتها. كما أعربت الإمارات عن إدانتها واستنكارها الشديدين للهجوم، وقالت وزارة خارجيتها في بيان، إن "الاعتداء الجبان يعكس تحدي الجماعة الحوثية للمجتمع الدولي واستخفافها بجميع القوانين والأعراف الدولية".

وأكدت أن أمن الإمارات وأمن السعودية كل لا يتجزأ وأن أي تهديد أو خطر يواجه المملكة تعتبره الدولة تهديداً لمنظومة الأمن والاستقرار فيها.

وفي وقت سابق، أصدرت البحرين وقطر ومصر وجيبوتي ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي بيانات تنديد واستهجان ضد الاعتداء.

في المقابل، أعلن المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع أن الجماعة المتمردة أطلقت 14 طائرة مسيرة وثمانية صواريخ بالستية عبر الحدود في "عملية واسعة بعمق المملكة"، رغم جهود الإدارة الأميركية الجديدة والأمم المتحدة الرامية إلى التوصل لاتفاق بهدف وقف إطلاق النار وإحياء المفاوضات السياسية المتعثرة بهدف إنهاء الحرب.

وفي طهران، دافع المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، عن حق "أنصار الله" في شن الهجمات.

ولم يعلق زاده مباشرة على الشكوك المثارة حول مسؤولية طهران عن الهجوم الأخير بشرق المملكة، لكنه اكتفى باستنكار الاتهامات المتكررة لبلده بالوقوف وراء الهجمات المتكررة ضد السعودية.

وقال زاده إن "رمي الاتهامات لا يحل المشكلة، ويجب إنهاء الحرب في أسرع وقت".

طهران تستنكر «الاتهامات المتكررة» ضدها وتدافع عن هجمات «أنصار الله»
back to top