العراق: الكل يتبرأ من «الكاتيوشا»

نشر في 24-02-2021
آخر تحديث 24-02-2021 | 00:03
شرطي عراقي ينظم السير وسط بغداد  (إي بي أيه)
شرطي عراقي ينظم السير وسط بغداد (إي بي أيه)
أثارت عودة الهجمات بصواريخ الكاتيوشا على المقار الدبلوماسية والقواعد العسكرية موجة من السخط والغضب لدى أغلب القوى والزعامات السياسية العراقية، في وقت يثير تبرؤ الفصائل المتحالفة مع إيران، وهي المتهم الاول بالهجمات، المزيد من القلق، إذ يصبح مع ذلك التوصل الى أي محاسبة سواء سياسية أو عسكرية لمطلقيها أمرا مستحيلا.

واستهدف آخر هذه الهجمات المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد أمس الأول، حيث وقعت 3 صواريخ قرب السفارة الأميركية، بعد أيام على قصف مدينة أربيل الذي تبنته جماعة غير معروفة سابقا.

وزعم قيس الخزعلي الأمين العام لـ"عصائب أهل الحق"، إحدى الفصائل المسلحة المحسوبة على طهران، أمس، انه يمتلك معلومات عن مطلقي الصواريخ، وكتب رجل الدين الشيعي المتشدد على "تويتر" ان "استمرار استهداف المنطقة الخضراء، رغم القرار الواضح من الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية، وبهذه الكيفية التي يحدث بها في كل مرة سقوط صواريخ على المناطق السكنية دون حدوث أي إصابات حقيقية أو خسائر في السفارة، تضع الكثير من علامات الاستفهام حول الجهة المستفيدة من ذلك"، مضيفا: "بالنسبة لنا، نحن نمتلك معلومات قد نفصح عنها في الوقت المناسب".

وكان الناطق باسم قيادة العمليات المشتركة، اللواء تحسين الخفاجي قال إن "الصواريخ التي استهدفت الخضراء انطلقت من جهة الكرادة"، مضيفا أن "الجماعات المنفلتة هي التي تقف وراء اطلاق الصواريخ".

وكان المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس قال امس الأول إن الصواريخ التي استخدمت في الهجمات الأخيرة صنعت في إيران ونقلت إلى العراق، متابعا: "لكننا أكدنا سابقا أننا سنحمل إيران المسؤولية عن تصرفات التنظيمات المرتبطة بها، والتي تشن هجمات على الأميركيين".

وأردف: "فيما يتعلق بردنا، فإنه سيكون متوازنا، نحن بأنفسنا سنحدد التوقيت وسنستخدم مجموعة الأدوات في المكان وفي الوقت اللذين سنختارهما. لن ننفجر غضبا ونحدث خطرا للتصعيد، لأنه يجعل إيران تربح ويسهم في محاولتها لزعزعة استقرار العراق أكثر، وأي رد سيتم اتخاذه بالتنسيق مع الشركاء في العراق والتحالف الدولي".

وأمس الأول، طالب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الحكومة بعدم الوقوف مكتوفة الايدي امام ما يحصل، مبينا ان "استعمال السلاح والقصف واستهداف المقار الدبلوماسية في العراق يزداد ويتعاظم... ويزداد ويتعاظم الخطر على أرواح المدنيين من الشعب العراقي وتهون هيبة الدولة أكثر وأكثر، وما من رادع لهم ولأفعالهم"، وتساءل: "هل ترويع المواطنين وتعريض حياة المدنيين للخطر يتلاءم مع المقاومة، أم يشوه سمعتها ويضعف من شعبيتها في قلوب الشعب؟!".

من ناحيته، رأى زعيم "ائتلاف الوطنية" اياد علاوي، أمس، ان استمرار استهداف البعثات الدبلوماسية وسط عجز فاضح عن وقفها أو الحد منها سيؤدي الى نتائج وخيمة يدفع ثمنها الجميع بلا استثناء، وقال علاوي، على "تويتر"، "ليس من شيم العراقيين ولا من اخلاقهم نكث العهد وترويع الضيف، فمقرات البعثات الدبلوماسية كانت عبر التأريخ مؤمّنة ومحترمة في الدول والجهات التي تحترم نفسها".

واعتبر النائب عن تحالف "سائرون" أمجد العقابي أن "عودة الكاتيوشا هي عودة للمربع الاول وإلى الدمار والى عزلة العراق دوليا، خاصة أن العراق دخل الى الأجواء الدبلوماسية مع خروج المحتل"، في إشارة الى القوات الأميركية.

أما النائب عن تحالف "عراقيون" علي البديري فأشار الى أن "عودة الكاتيوشا هي ورقة بدأ يلعبها الطرف الثالث بغية خلط الاوراق بما يحقق الاهداف المخطط لها في استمرار تراجع البلد وتركه ساحة للصراعات والقتال الاقليمي بما يجعل منه أسيرا لمافيات الفساد وسوقا لكل من هب ودب".

في سياق آخر، أكد وزير الخارجية فؤاد حسين، أمس، أن من أولويات السياسة الخارجية العراقية "توسيع الانفتاح على مجلس التعاون الخليجي لخلق ساحة خليجية واسعة ومشتركة".

وقالت الوزارة، في بيان، إن "حسين التقى الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي د. نايف الحجرف والوفد المرافق له أمس الأول، حيث اتفق الجانبان على ضرورة توحيد الجهود في إطار مجلس التعاون الخليجي، وأهمية خلق تواصل بين الفريق العراقي والخليجي؛ لتفعيل العديد من مذكرات التفاهم، كما اتفقا على أن أمن العراق سينعكس إيجاباً على أمن الخليج، وبالعكس مما يعني ضرورة تحقيق التعاون في مختلف المجالات، ومنها الأمنية والاستثمارية والاقتصاد والطاقة".

back to top