دونالد ترامب يعود للأضواء مجدداً وجو بايدن يبدي عدم اكتراثه

الرئيس الأميركي يتصل بنتنياهو بعد طول انتظار لكن التوتر يبقى على حاله

نشر في 19-02-2021
آخر تحديث 19-02-2021 | 00:04
الرئيس الأميركي جو بايدن خلال لقاء مع نقابيين في المكتب البيضاوي أمس الأول  (أ ف ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن خلال لقاء مع نقابيين في المكتب البيضاوي أمس الأول (أ ف ب)
عادة ما يتوارى الرؤساء السابقون عن الأنظار، لكن دونالد ترامب يبدو مختلفاً، وهو ما يثير علامة استفهام عن الكيفية التي سيتعامل جو بايدن من خلالها مع احتمالات وجود رئيس سابق ذي نزعة انتقامية. لكن مع أول اختبار لعودة الرئيس السابق إلى الأضواء يبدو خلفه غير مكترث.
لفت دونالد ترامب الأنظار مجدداً هذا الأسبوع عبر إصراره على أنه فاز في الانتخابات، بينما انخرط في سجال مع زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ، في حين أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن عن عدم اكتراثه بأمر سلفه.

وقال بايدن، خلال لقاء صحافي مع "سي إن إن"، بولاية ويسكنسن في وقت متأخر الثلاثاء الماضي، "لقد سئمت الحديث عن دونالد ترامب، ولا أريد التحدث عنه بعد الآن".

لكن ترامب يبذل قصارى جهده ليكون محط أنظار الجميع. ومنذ مغادرته البيت الأبيض على مضض في 20 يناير، لم يظهر علناً كثيراً. لكنه استغل وفاة الإعلامي اليميني راش ليمبو، أمس الأول، عبر الاتصال بشبكة "فوكس نيوز" لتكرار ادعائه بأنه حُرم من النصر في انتخابات 3 نوفمبر.

وقال ترامب، "اعتقد راش أننا فزنا وكذلك أنا بالمناسبة. أعتقد أننا فزنا بشكل كبير"، متحدثاً عن الكيفية التي تبدو عليها البلاد "غاضبة" من التزوير المفترض، الذي لم تثبته أي محكمة.

وأشعل ترامب المشهد السياسي الثلاثاء الماضي بإطلاق انتقادات تجاه السناتور الجمهوري البارز ميتش مكونيل. وكانت خطيئة مكونيل هي مهاجمته ترامب في خطاب بعد أن ساعد في تبرئة الرئيس السابق في محاكمة عزله السبت الماضي.

ولم ينضم ماكونيل إلى الجمهوريين السبعة المتمردين الذين صوتوا مع الديمقراطيين لإدانة ترامب بالتحريض على التمرد في مبنى الكونغرس في 6 يناير.

لكن بعدما أدى واجبه تجاه ترامب، لام ماكونيل الرئيس السابق بسبب "التقصير المشين في أداء واجبه"، مشدداً على أن المحتجين الذين هاجموا الكونغرس "كانوا يحملون لافتات... وهم يصرحون بولائهم له".

وجاء رد ترامب صاعقاً. وذكر بيان صادر عن مقر إقامة ترامب في فلوريدا، أن "ميتش سياسي فاشل لا يبتسم وكئيب ومتجهم".

وعادة ما يتوارى الرؤساء السابقون عن الأنظار، لكن ترامب يبدو مختلفاً، وهو ما يثير علامة استفهام عن الكيفية التي سيتعامل بايدن من خلالها مع احتمالات وجود رئيس سابق ذي نزعة انتقامية. وما لبث أن أجاب بايدن على السؤال.

وقال خلال التصريحات: "لمدة أربع سنوات كل ما ورد في الأخبار هو ترامب. في السنوات الأربع المقبلة أريد التأكد من أن كل الأخبار تخص الشعب الأميركي".

وطوال اللقاء، تمسك بايدن بترويج حزمة تحفيز اقتصادي ضخمة بقيمة 1.9 تريليون دولار وتطعيم السكان، وهو نفس الخط الذي اتخذه خلال دراما محاكمة الإقالة الأسبوع الماضي ومنذ دخوله المكتب البيضاوي.

وكان من اللافت أن أي إشارة إلى ترامب غلب عليها عدم الاكتراث. ووصف بايدن سلفه بـ"الرجل السابق" خلال إجابته على سؤال.

وحتى الآن، يظهر أن "قصة الرئيسين" تصب في مصلحة الرئيس الجديد. وتظهر استطلاعات الرأي باستمرار دعماً واسعاً لخطط بايدن بشأن مكافحة كوفيد-19، فضلاً عن أدائه الوظيفي. بينما يحظى ترامب بمعدلات قبول وطنية سيئة، رغم احتفاظه بدعم قوي من الجمهوريين المتشددين.

ومع ذلك، ألمح أمس الأول، إلى احتمال الترشح للرئاسة في المستقبل، حيث قال لقناة "نيوزماكس" اليمينية: "لن أخوض في الأمر بعد، لكن لدينا دعم هائل. وأنا أنظر إلى أرقام الاستطلاعات التي وصلت إلى السقف".

وقال "لنفترض أن شخصاً ما تمت محاكمته. ليس غريباً بأن تنخفض الأعداد (المؤيدين) مثل بالون خالٍ من الهواء. لكن الأرقام جيدة جداً، وهي عالية جداً".

وبالتوازي، يلقي تهديد ترامب بشن حملة ضد أي جمهوري يرفض دعمه بظلاله على سعي الحزب للسيطرة على الكونغرس في انتخابات التجديد النصفي لعام 2022.

وقال السناتور ليندسي غراهام، الموالي لترامب، لشبكة "فوكس نيوز" "عمل ميتش ماكونيل مع دونالد ترامب عملاً رائعاً. وهما الآن يتشاجران. أنا قلق بشأن 2022 أكثر مما كنت عليه في أي وقت مضى". وأضاف "لا أريد أن نتسلّط على بعضنا بعضاً".

إلى ذلك، وبعد شهر من توليه منصبه، أجرى الرئيس الأميركي جو بايدن أخيراً مكالمته الهاتفية الأولى مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الأول، في اتصال تناول خصوصاً دعم إدارته لاتفاقات التطبيع ودفع عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، واستقرار منطقة الشرق الأوسط، وملف إيران.

وأثار تأخر الرئيس الأميركي في إجراء اتصاله الأول بزعيم أكبر حليف لواشنطن في المنطقة جدلاً في الصحافة الإسرائيلية، وانتقادات في الولايات المتحدة من جانب بعض القادة الجمهوريين، لاسيما بعد المعاملة المميزة جداً التي كان الرئيس السابق دونالد ترامب يخص بها صديقه "بيبي".

وفي حين اكتفى بايدن بالقول للصحافيين في المكتب البيضاوي، إنه أجرى "محادثة جيدة" مع نتنياهو، أعلن البيت الأبيض أن الزعيمين شددا على "أهمية مواصلة التشاور الوثيق حول قضايا الأمن الإقليمي".

ولفت بيان البيت الأبيض إلى أن بايدن أكد لنتنياهو دعم إدارته لاتفاقات التطبيع مع دول عربية عديدة بوساطة من إدارة ترامب، مع "أهمية دفع السلام في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك بين الإسرائيليين والفلسطينيين".

وقال نتنياهو، في حسابه على "تويتر"، إن "المحادثة كانت دافئة وودية جداً، واستمرت قرابة الساعة"، موضحاً أن البحث تناول "اتفاقات" السلام في الشرق الأوسط و"التهديد الإيراني" وإدارة جائحة كورونا، واتفق مع بايدن على العمل من أجل تعزيز التحالف المتين القائم بين إسرائيل والولايات المتحدة، وبحثا الاستمرار في دفع اتفاقيات السلام قدماً والتحديات الإقليمية ومواصلة الحوار بينهما.

وأوردت رئاسة الحكومة الإسرائيلية أن نتنياهو وبايدن شددا على العلاقات التاريخية بينهما، وأكدا "التعاون من أجل تعزيز التحالف" و"بحثا التقدم الذي تم إحرازه على صعيد اتفاقات السلام".

ونفى البيت الأبيض صحة ما تردد في تقارير إعلامية من تجاهل بايدن لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بعدما لم يدرجه ضمن جدول مكالماته مع زعماء أجانب منذ توليه منصبه الشهر الماضي. وذهب مراقبون في إسرائيل إلى أن تأخر الاتصال بمنزلة تعبير عن وجود أزمة قائمة بين الرجلين، واعتبر محللون على نطاق واسع أيضا أنه قد ينذر بمزيد من الفتور في العلاقات إذا فاز نتنياهو بالانتخابات.

back to top