واشنطن تتحفّظ عن تحقيق فيروس كورونا

• «موديرنا» تزيد سعة قواريرها لتسريع التطعيم
• لندن: اللقاحات قد تحول «كوفيد 19» إلى ما يشبه ​الإنفلونزا​

نشر في 14-02-2021
آخر تحديث 14-02-2021 | 00:04
عاملة من الصفوف الأمامية تستعد لتلقي التطعيم في نيودلهي أمس (أ ف ب)
عاملة من الصفوف الأمامية تستعد لتلقي التطعيم في نيودلهي أمس (أ ف ب)
تواصلت الانتقادات الأميركية السياسية والإعلامية لنتائج تقرير منظمة الصحة العالمية بخصوص منشأ «كورونا».

ودعت صحيفة «واشنطن بوست» في افتتاحيتها أمس المنظمة الأممية إلى عدم الخضوع لتأثير الصين، مشككة في النتائج التي جاءت في التقرير الذي صدر في ختام 4 أسابيع من التحقيقات أجراها فريق خبراء المنظمة.

من ناحيته، أعلن البيت الأبيض «قلقه البالغ» إزاء طريقة التعبير عن نتائج التحقيق، داعياً بكين إلى إتاحة بيانات الأيام الأولى للجائحة.

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، في بيان: «يجب أن يكون التقرير مستقلا وخاليا من أي تغيير تجريه الحكومة الصينية».

واتهمت لجنة الخبراء بتبني رواية بكين حول أصل «كورونا»، خصوصا بعد أن استبعدت في مؤتمر صحافي بختام المهمة أن يكون الفيروس قد تسرب من مختبر صيني، وكذلك استبعادها أن تكون هناك إصابات قبل ديسمبر 2019 موعد إعلان الصين عن اولى الاصابات.

ويبدو أن منظمة الصحة العالمية قررت تعديل لهجتها قليلاً، ونقلت وسائل إعلام عن أحد خبراء الفريق الأممي، الذي زار مدينة ووهان الصينية التي يعتقد أنها مهد فيروس «كورونا»، قوله إن بكين رفضت تزويد الفريق ببيانات عن حالات الإصابات الأولى، والتي كان من المفترض أن تساعدهم بشكل رئيسي في تحديد «كيف» و«متى» بدأ الانتشار.

وأوضح الخبير أن «السلطات الصينية رفضت تزويدنا ببيانات عن 174 اصابة تم تشخيصها في 2019»، مشيرا إلى أن «نصف الحالات التي شُخّصت بكورونا عام 2019 بالصين كانت من سوق ووهان».

وأضاف أن «المسؤولين والعلماء الصينيين قدّموا ملخصاتهم الشاملة حول الحالات، حتى في الأشهر التي سبقت تحديد تفشي المرض في ووهان، وأشاروا إلى عدم العثور على دليل على أول ظهور للفيروس».

وتابعت وسائل الإعلام أن «عدم السماح للخبراء بمشاهدة البيانات الأساسية لتلك الدراسات الاسترجاعية، وفق الفريق، أعاق تحليلهم الخاص حول أصل الفيروس ومدى انتشاره».

ونقلت «وول ستريت جورنال» عن دومينيك دواير، عالم الأحياء الدقيقة الأسترالي في فريق منظمة الصحة قوله: «عرضوا علينا بعض الأمثلة وليس جميعها. وبالتالي يصبح تفسير تلك البيانات محدوداً من وجهة نظرنا، رغم أن الجانب الآخر قد يراه جيداً».

وكان مدير منظمة الصحة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس قال، في مؤتمر صحافي في جنيف عقده إلى جانب رئيس البعثة إلى ووهان بيتر بن مبارك، أمس الأول، إن الفريق أجرى «تدريباً علمياً مهماً جداً في ظروف صعبة جداً».

وأضاف: «أثيرت بعض الأسئلة بشأن ما اذا كان تم التخلي عن بعض الفرضيات في ما يتعلق بمنشأ الوباء. نظراً إلى أنني تحدّثت مع بعض أعضاء الفريق، أرغب في التأكيد أن جميع الفرضيات ما زالت مطروحة وتحتاج إلى مزيد من التحليل والدراسة».

وتابع: «قد يكون جزء من هذا العمل خارج اختصاص ونطاق هذه البعثة. دائماً قلنا إن هذه البعثة لن تعثر على جميع الإجابات، لكنها أضافت معلومات مهمة تقرّبنا من فهم أصول الفيروس».

في سياق آخر، وبينما أوصت السلطات الصحية الفرنسية «بعدم إعطاء سوى جرعة واحدة» من اللقاح ضد «كوفيد 19» للأشخاص «الذين سبق أن أصيبوا» بالفيروس، لتصبح أول دولة تصدر مثل هذه التوصية، أعلنت شركة «موديرنا» الأميركية للتكنولوجيا الحيوية، أنها طلبت السماح من مختلف الهيئات الصحية في العالم بزيادة سعة قوارير لقاحها ضد فيروس «كورونا» بنسبة 50 في المئة، من أجل تسريع حملات التطعيم الجارية.

من ناحيته، أعرب وزير الصحّة البريطاني ​مات هانكوك​، في مقابلة مع صحيفة «التلغراف» البريطانيّة، نشرت أمس، عن أمله أن «تكون اللقاحات والعلاجات قد حوّلت جائحة كوفيد 19​ إلى مرض يمكننا التعايش معه، مثلما نتعايش مع ​الانفلونزا​، بحلول نهاية العام».

وذكرت أندريا أمون، مديرة «المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها»، الهيئة الأوروبية المعنية بالصحة ومقرها في استوكهولم، أن على العالم أن يستعد لفرضية أن فيروس كورونا «سيبقى بيننا».

وقالت أمون: «يبدو الآن أن بقاء الفيروس هو الأكثر ترجيحاً. يبدو أنه تكيف بشكل كبير مع الإنسان، وعلينا أن نستعد لفرضية أنه باق بيننا»، مضيفة: «ليس الفيروس الأول الذي سيبقى بيننا، ليست هذه سمة غير مألوفة لفيروس» محدد.

وإذا كانت اللقاحات تحد بشكل كبير من خطر الإصابة بـ «كورونا» فإن العلماء لا يزالون يجهلون ما إذا كانت تحول أيضا دون انتقاله من شخص إلى آخر.

وتزداد المعطيات تعقيدا بسبب النسخ المتحورة، خصوصا اللتين تم اكتشافهما في جنوب إفريقيا والبرازيل، لأن ثمة شكوكا في أنها تقلل فاعلية اللقاح.

وتابعت أمون: «القضية تكمن في تداعيات هذا الأمر على فاعلية اللقاح»، مشيرة مثلا إلى الإنفلونزا الموسمية التي تتطلب تكييف اللقاحات مع تحولها كل عام.

back to top