أطلقوا جوانح فريق الجوائح

نشر في 12-02-2021
آخر تحديث 12-02-2021 | 00:02
 عمرعلي العثمان لم تأت هذه الجائحة مع دليل مستخدم يمكّن الفرد من ترتيب أموره والاحتياط لما هو قادم، كلنا نعيش الفيلم ذاته مؤمنين برحمة الله التي تحيط بنا أينما كنا، لكن ما شاهدناه من جهد وعمل قام به أصحاب الشركات الصغيرة والمتوسطة لإيجاد الحلول التي تمكّن أعمالهم من المضي قدماً، كان علامة فارقة في مجال تطوير الأعمال، في وقت شاهدنا دولاً تتهاوى من الخسائر الاقتصادية. أصبحنا نمارس الرياضة في نواد صحية قد تكون نظافتها وطهارتها أفضل من مستشفيات بعض الدول، وصالونات يلتزم موظفوها بلباس كامل معقم وكأنهم داخل غرفة عمليات، وقرارات مكلفة اتخذها أصحاب الأعمال حتى يستطيعوا الصمود في مواجهة هذه الكارثة، في حين بعض المسؤولين جالسون بعيداً عن الواقع يتابعون ارتفاع الأرقام.

أصبحت حياتنا معلّقة بتوصيات وزارة الصحة التي من واجبها تقليل الخسائر بالأرواح، مقدرين كل الجهود العظيمة التي تقدم كل دقيقة منذ وقوع الكرب على العالم، لكن صحة الإنسان أوسع من المرض الجسدي كفانا الله شرّه.

كل كارثة تجلب معها أضراراً تفتك بالبشر بجانب الصحة البدنية: تأثيرات اقتصادية، نفسية، اجتماعية، أخلاقية، أزمة ثقة بالقرارات وتوتر قد يصيب الشارع بحالة من الهستيريا كما شهدنا في الأشهر الماضية. ماذا نحتاج حتى نحافظ على الإنسان من انتكاسات قد تطول حياته ومستقبل الدولة؟

نحتاج فريقا مختصا (مستقلا) لا يتبع أي جهة حكومية برئاسة رئيس مجلس الوزراء مباشرة، يتم اختيار أعضائه على حسب التخصص من المواطنين الأكاديميين والعاملين في السوق حتى يشكّلوا جبهة معلوماتية ذات خبرة تصون وتدعم الحياة بكل جوانبها، هذا الفريق لا يكون أعضاؤه من الحكومة أو تابعين لهيئاتها حتى لا تتعارض المصالح وتسيّس القرارات، فريق مساند لعاملي وزارات الصفوف الأولى خلال فترة الكوارث، هيئة مستقلة تعنى بإدارة الأزمات ومتغيراتها، من التحكم بمسارها والانتباه لتأثيراتها وتجنب خسائرها قدر المستطاع والاستثمار بإيجابياتها إن وجدت.

وفي حين يوجد صف أول يدير المشهد الحالي ويحاول السيطرة على انتشار الوباء، فإن وجود الفريق المساند مهم لتسيير الحياة والحد من القرارات الارتجالية التي تؤثر بشكل مباشر على الجميع، فمن الغريب سكون البعض تجاه جيل يافع يعيش تأثيراً سلبياً مباشراً بسبب الأزمة على نفسيته وشخصيته وتعليمه الأكاديمي دون خطة واضحة.

نقدر كل الجهود القائمة، لكن إعادة اتخاذ قرارات كانت سابقة في عهدها دون التعديل بما يتناسب مع المتغيرات ووضع خطة مصاحبة لنتائجها الوخيمة، أمر مستغرَب! خطة الإنقاذ مفقودة، لأنها من مسؤولية هيئة غير موجودة، لذلك أطلقوا جوانح فريق الجوائح.

عمر علي العثمان

back to top